المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٣

محمد عبيد

صورة
"أبقى خنفس وأخون الحاجة الوحيدة اللي أمنت بيها في حياتي، خنفس اللي باع زمايله واتسبب في موتهم، أبقى خنفس اللي خان جيشنا واتسبب في هزيمتنا، أبقى خنفس وأقول عرابي خاين والثورة هوجة، والثوار خونة احرقوهم، ليه خنفس بن الكلب اللي اتسبب في أزمتنا يعيش، وعبيد اللي انصهر  تحت مدفعه من سخونته يموت وهو بيدافع عن وطنه، ليه يا طلعت، ليه أمثال خنفس ده يعيشوا وعبيد هو اللي يموت". ده كان حوار في مشهد من مسلسل "واحة الغروب" للكاتب الكبير الراحل "بهاء طاهر"، علي لسان بطل المسلسل الظابط "محمود عبد الظاهر" اللي قام بدره الفنان " خالد النبوي"، والأحداث كانت بتدور بعد انهزام الجيش المصري في معركة التل الكبير، واحتلال مصر من الإنجليز سنة 1882م. من يوم ما كون "محمد علي باشا" جيش مصر، وفرض علي الفلاحين المصريين التجنيد سنة 1820م، عشان يعمل أول جيش مصري، لا هو جيش عثماني ولا مملوكي، ده جيش مصر علي اسم البلد ومن أولاد البلد. وكان فيه عناصر قيادية غير مصرية، ماهو طبيعي في الفترة دي، لأن المصريين كانوا لسه ميعرفوش أي حاجة عن الحروب النظامية. واتطور الجيش

أبو الخير نجيب

صورة
الساعة 7 الصبح يوم 6 يناير سنة 1948م في قصر عابدين. قاعد الملك فاروق في مكتبه، بيقرا الجرائد اليومية كالعادة، جت في ايده جريدة "النداء" التابعة لحزب الوفد، وقلب فيها لحد ما وصل لصفحة فيها مقالة لرئيس التحرير، الصحفي "أبو الخير نجيب". المقالة كانت بعنوان (التيجان الهاوية)، كتب فيها "أبو الخير" وقال: (ما قصة الملك ميشيل الا قصة كل ملك مغامر لا يعرف لنفسه حدودا، ويقحم نفسه فيما ليس من اختصاصه، وبذلك يهوي بنفسه إلي مستوي المسؤولية، ومتي هبط ملك بنفسه إلي هذا المستوي فإنه يفقد الحصانة، ويصبح رجلا عاديا يجري عليه ما يجري علي رجال السياسة، ورجل الشارع سواء بسواء). المقال كان عبارة عن تعليق "أبو الخير نجيب" علي خبر تنازل "الملك ميشيل"، ملك رومانيا عن العرش. بس "الملك فاروق" فهم اللي بين السطور، وهو أن "أبو الخير نجيب" بيلقح عليه. طبعا "الملك فاروق" قام من مكانه ثاير وغضبان وبعت لمستشاره "كريم ثابت" و رئيس الديوان الملكي "إبراهيم عبد الهادي"، وقالهم وهو في غاية الانفعال: ازاي الصحافة والقلم السيا

أحمد جعيدي الضرس

صورة
السبت 19 مارس 1932م - قرية البداري محافظة أسيوط. خرج البكباشي "يوسف الشافعي" وصاحبة المهندس "فهيم نصيف"، بعد المغرب يتمشوا سوا ويشموا الهوا في ليل القرية الحالك السواد. وسرحوا في تمشيتهم، وكلامهم عن القرية وأحوال البلد ومسائلهم الشخصية. لحد ما وصلوا عند المدرسة الابتدائي اللي في البلد، واللي قصادها غيط من البوص. وفجأة اتحول صمت الليل، لفزع من صوت طلقات بندقيتين، حولوا الراجلين اللي كانوا ماشيين لجثتين. لما بيرجع الصمت تاني لليل، بيخرج من البوص "أحمد جعيدي" و "حسن عاشور"، اللي عندهم 24 سنة، وهم شايلين بنادقهم، وطلعوا يجروا علي مكان الجثتين، لقوا أن البكباشي "يوسف الشافعي" مات، لكن المهندس لسه فيه الروح. مهتموش بالمهندس لأن كان هدفهم هو البكباشي، فسابوا المهندس لمصيره وحظه، وخدوا بنادقهم وطلعوا يجروا.  روح " أحمد جعيدي" و "حسن عاشور" بيوتهم، غيروا هدومهم، وقعد كل واحد فيهم وسط عيلته عادي جدا حوالين الطبلية يتعشا. وفجأة بيقطع صمت الليل، زغاريد كتيرة من الستات، وتكبيرات من الرجالة، ورجول كتير بتجري يمين وشمال، وشوارع الق

الملك الناصر محمد بن قلاوون 4

صورة
هذا الشبل من ذاك الأسد، المقولة دي تنطبق جدا علي "الناصر محمد بن قلاوون". ذكرنا في الجزء الأول، أن "المنصور قلاوون" الأب، كان سياسي عقر، وحريف في التعامل مع المماليك، وعارف ثغراتهم، وفاهم كويس اللي بيفكروا فيه واللي بيخططوله من قبل ما يحصل، وقدر في خلال فترة حكمه يملي مركزه وحط المماليك خاتم في صباعه، بأسلوبهم وطريقتهم، وفي نفس الوقت قدر يحتل قلوب المصريين بكرمه وجوده والاهتمام بشئون رعيته. الملك "المنصور قلاوون" كان ليه ولدين اتنين بس _ غير البنات بس الحكم أكيد للذكور _ "الخليل و محمد"، وزي ما حكينا برده في الجزء الاول، "الخليل" علي الرغم من عشرته لوالده، باعتباره ابنه البكر، مقدرش ياخد منه فن التعامل الخاص مع المماليك، وكان عكس أبوه تماما، فكانت النتيجة تآمر المماليك عليه وقتله. ابنه التاني "محمد" كان عنده ٦ سنين، وقت وفاة والده، يعني ذكرياته مع أبوه كانت ضئيلة أو منعدمة، لكن جينات "قلاوون" في ذكاءه وحكمته وبصيرته وقدرته علي فهم وتحليل الأمور، كانت ملكة تملكها "محمد"، ونمي الجينات دي عنده، حياته الغريبة ا

الملك الناصر محمد بن قلاوون 3

صورة
عين جالوت كانت أشهر معركة دارت بين المسلمين والمغول، أو التتار، واللي خلدت أسم السلطان المملوكي "سيف الدين قطز" في سجلات التاريخ. لكن معركة عين جالوت كانت أهميتها في أنها أول مواجهة بين المماليك والمغول، ومنعت دخولهم أرض الكنانة، لكنها مكنتش المواجهة القاضية عليهم ولا الأخيرة. حصلت مواجهات بعدها كتير بين المماليك والمغول، والمماليك والصليبيين، علي مدار سنين كتيرة بعدها. والغريب أن المعركة الأخيرة اللي قضت علي حوار المماليك نهائي مع المسلمين، مش معروفة زي معركة عين جالوت. حتي مفيش كتير عارف مين بطل المعركة النهائية دي. لما تروح قلعة الجبل، اللي هي قلعة صلاح الدين، هنشوف هناك جامع جميل جدا، معماريا وهندسيا وفنيا، بيميزه قبته الخضرا. الجامع ده جامع الملك "الناصر محمد بن قلاوون"، ولو مش قادر تروح أو عاوز تعرف معلومات عنه ممكن تسمع شرحي للجامع علي قناتي في اليوتيوب 👇 https://youtu.be/Rhv7paThxf0 https://youtu.be/QEyUC9Dd-cE "الناصر محمد بن قلاوون" صاحب الجامع ده، هو بطل معركة "شقحب" آخر معارك المغول، ولمزيد من التفاصيل اقرا الجژء الاول والتاني من حكا

الملك الناصر محمد بن قلاوون 2

صورة
القاهرة سنة 1310م، المصريين ثايرين، بعد ما جابوا آخرهم من ظلم واستبداد السلطان "ركن الدين بيبرس الجاشنكير" ونائبه "سلار". وكمان النيل كان في وقت جفاف، والبلد في حالة قحط، والمماليك مش راحمين الناس، من فرض ضرايب واتاوات ومكوس، وتحصيلها من الجيوب اللي أصلا فاضية، بالضرب والقتل والمهانة. الناس خرجت تهتف "سلطانا ركين ونائبه دقين يجينا الماء من فين، هاتولنا الأعرج يجي الماء يتدحرج". ومن شدة ثورة الناس، اللي المماليك مقدروش يحجموها، اقتحموا القلعة، عاوزين يمسكوا "بيبرس الجاشنكير" و"سلار" يفرموهم. لمن "بيبرس الجاشنكير" و "سلار" بيقدروا يهربوا من القلعة، وقبل هروبهم بيفضوا الخزاين، من الفلوس والدهب، وياخدوها معاهم، ماهو ده أهم حاجة بالنسبة لهم. أول ما الناس خدوا خبر بهروبهم، طلعوا يجروا وراهم ويطاردوهم، ومن شدة المطاردة وقربهم من السلطان ونائبه. خاف "بيبرس" ان الناس تلحقه وتمسكه، فأمر رجالته من المماليك، انهم يرموا علي الناس الفلوس والدهب، عشان يلهيهم فيهم، ويقدر يبعد المسافة ويهربوا. لكن الناس لا اهتمت بالفلوس ولا

الملك الناصر محمد بن قلاوون

صورة
شفنا وسمعنا كتير في التاريخ، مليان ثورات وانتفاضات شعبية، علي الحكام والملوك والسلاطين، بغرض خلعه من السلطة، لما كيل الناس بيطفح، ويجيبوا أخرهم، من الظلم والفساد والطغيان. لكن عمرك سمعت عن ناس بيثوروا عشان يرجعوا حاكم مكانه تاني علي العرش. ايه مستغرب، طيب أزود استغرابك وأقولك أن الحاكم ده كان من المماليك. ده لدرجة أنهم فضلوه علي الفلوس والدهب، اللي كانت بتترمي عليهم. أنا جاية النهاردة أحكيلكم عن أعظم سلاطين المماليك، واللي للأسف سيرته وانجازاته، مش واخدة حقها خالص. يعني لو سألتك وقولتلك تعرف مين من سلاطين المماليك، هتقولي قظز وبيبرس وقنصوه الغوري وطومان باي، الناس اللي درسناهم في كتب التاريخ دول. انما محدش هيذكر "السلطان الناصر محمد بن قلاوون" سلطان العصر الذهبي للدولة المملوكية. حكايتنا النهاردة استكمال للحلقتين اللي عملتهم في سلسلة "حدوتة في رحلة مع مروة طلعت"، عن جامع "محمد بن قلاوون" في القلعة، واللي شفنا فيه لمحة عن قوة وتميز العصر ده (الحلقتين علي قناة عايمة في بحر الكتب ع اليوتيوب وهسيب الروابط في الكومنتات لو حابب تاخد فكرة يعني). السلطان "الن

عبد العزيز جاويش

صورة
 في صباح أحد الأيام، دخل مدرس الترجمة، مدرسته، اللي عينته فيها وزارة المعارف، بسبب حاجتهم الشديدة لمدرسين ترجمة، لندرتهم في الوقت ده، بالمقارنة بعدد المدارس. ورغم أنه كان غير كفء للتدريس، بسبب عدم جديته في الدراسة، ولامبالاته اللي مخلياه مش مهتم بثقافته والاطلاع، الا أن حظه خدمته، وحاجة المدارس للمدرسين، خلتهم يعينوه من غير اختبار أوتدقيق. وفي اليوم ده، دخل المدرس حصته عادي زي كل يوم، وبدأ الشرح، وتلقين الطلبة مهارات الترجمة - اللي هو علي الله حكايته فيها -  من الانجليزية للعربية. واذ فجأة الباب بيخبط، ويدخل ناظر المدرسة، ويبلغ المدرس، ان فيه تفتيش من وزارة المعارف. هنا المدرس وشه بيصفر وقلبه بيقع في رجليه، لكنه بيهدي ويطمن لما بيشوف المفتش اللي داخل عليه، لابس عمامة. من خلال العمامة اللي علي راس المفتش، بيفهم المدرس، ان المفتش شيخ ازهري، ملوش في الانجليزي. ويقعد المفتش وسط الطلبة في الفصل بمنتهي الهدوء، ويستمر المدرس في شرحه، وهو هادي وواثق ان مفيش قلق. وبعد لحظات، المفتش بيقاطع المدرس وهو بيشرح، ويسأله، أنت بترجم ايه؟. رد عليه المدرس بثقة وقاله: قطعة انجليزية من الكتاب المقرر. قام ال

سليمان الجوسقي

صورة
يوم 14 ديسمبر سنة 2008م، فوجئ العالم بالصحفي العراقي "منتظر الزيدي"، وهو بيحدف الرئيس الأمريكي "جورج بوش" بالجزمة، في وسط مؤتمر صحفي كبير ذاعته كل وكلات الانباء العالمية. وأصبحت جزمة "الزيدي" ترند الموسم، وكل المواسم، اتحفرت كحادثة رفض للمحتل، وتعبير عن الغضب للدمار والمهانة اللي حصلت في العراق، في سجلات التاريخ، وفي أذهان كل اللي عاصروها. الحقيقة مكنتش دي الحادثة الوحيدة من النوع ده ده، التاريخ مليان حوادث مشابهة، لناس عبروا عن غضبهم من حاكم ظالم أو محتل بالضرب، بأشكال مختلفة. بس كان "الزيدي" هو الأسعد حظ ما بينهم، أخره قضاله 9 شهور في السجن وخرج حي، أنما اللي كانوا قبله علي شاكلته، كانت حياتهم هي المقابل. في سنة 1967م، قلب الكاتب الكبير "علي أحمد باكثير" في سجلات التاريخ، وخرج من قلبه شخصية ملهمة منسية، لكن وقتها كانت عاملة أثر كبير، لفترة طويلة، وقدمها في مسرحيته "الدودة والثعبان"، شخصية شيخ العميان "سليمان الجوسقي".  في سنة 1798م، بتدخل الحملة الفرنسية مصر، بقيادة صاري عسكر الجنرال "نابليون بونابرت". دا