المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٣

قصص من الكتب المقدسة (ريفيو)

صورة
  قرأت كتاب "قصص من الكتب المقدسة" للكاتب الراحل الكبير "عبد الحميد جودة السحار"، الصادر عن داره "مكتبة مصر"، بعدد صفحات 247 صفحة. عند ذكر الكاتب الكبير "عبد الحميد جودة السحار"، يأتي في أذهاننا فيلمي "أم العروسة" و "الحفيد"، فهما من روائع كتاباته التي خلدتها السينما المصرية في الستينات والسبعينات، الي جانب فيلم "مراتي مدير عام" و"ألمظ وعبده الحامولي" وغيرهم من كنوز علقت في ذاكرتنا. الي جانب كتابات "عبد الحميد جودة السحار" السينمائية الفريدة، تميز وأشتهر بكتاباته الدينية، والقصص والروايات التاريخية الدينية، بشكل مبسط وأسلوب سهل وممتع. كتاب "قصص من الكتب المقدسة" ظل في مكتبتي فترة طويلة من الزمن، وأتاح لي الجو الروحاني في رمضان قراءته. دائما ما يجول بخاطري عن قراة كتابات "السحار"، ان أسلوبه البسيط - السهل الممتنع - قادر للوصول الي كافة أصناف القراء من المبتدئين للمحترفين، حتي الاطفال تستطيع قراءته وفهمه.  قسم "السحار" الكتاب الي قسمين، في القسم الاول اختار بعض القصص من

السلطان حامد

صورة
 "لا ولي ولا سلطان ولا دياولو! أوعَ تصدَّق الكلام الفارغ ده! سلطان حامد إيه؟! أنا أعرف السلطان حسين سلطان مصر،الله يرحمه ويحسن إليه، أعرف السلطان عبد الحميد خليفة المسلمين،أعرف السلطان الغوري أعظم سلطان في زمانه، إنَّما سلطان حامد دا إيه؟! دا حتى اسمه ما ينفعش لواحد سلطان! ده تلقاه صعلوك، ولا كان ولي ولا خلافه". سره الباتع - يوسف إدريس. مش أنا لوحدي أهو اللي بكتب بالعامية. الكاتب الكبير "يوسف إدريس" له مجموعة قصصية بعنوان "حادثة شرف" - اتعملت قصة "حادثة شرف" فيلم سنة 1971م بطولة زبيدة ثروت وشكري سرحان - أخر قصة في المجموعة القصصية دي كانت قصة "سره الباتع". في رمضان 2023م، اخدها المخرج "خالد يوسف" وحولها لمسلسل بنفس الاسم. وبما ان الحكاية داخلة في التاريخ، وانا واحدة بتحكي حواديت في التاريخ، أحب أوضح من أولها أن الحكاية اللي هتشوفوها في المسلسل، ليست حقيقية، دي مجرد قصة زيها زي أي قصة أو حدوتة. استغل "يوسف إدريس" مقام مجهول بإسم "السلطان حامد" ومن الحكاوي المتناثرة اللي سمعها عنه، خيال المؤلف صاغها بغرض الاس

الغزو العثماني لمصر

صورة
 يوم 20 أكتوبر 1798م، قامت في القاهرة ثورة كبيرة ضد الاحتلال الفرنسي علي مصر. ومن قوة الثورة والثوار علي الفرنسيين، استخدم "نابليون بونابرت" القوة المسلحة لقمع الثورة. ولما حاول الثوار يتحاموا في الجامع الازهر، ويستخبوا فيه، فوجئوا بدخول الجنود الفرنسيين بخيولهم في قلب حرم الجامع الأزهر، ودنسوا حرمته، وهو الجامع صاحب المكانة الدينية والعلمية في قلب العالم الاسلامي كله. وفضلت الحادثة دي لحد الآن، وصمة عار في جبين فرنسا - رغم ان وصمات العار في جبينها كتير اوي بس دي الأعلي لأنها بتمس الدين وده أغلي شئ - رغم مرور اكتر من قرنين عليها. في أي ذكر للحملة الفرنسية علي مصر، لازم يتذكر حادث تدنيس الجامع الازهر. هنقول أن دول ناس من ثقافة مختلفة، ودين مختلف، وعالم مختلف، مفهموش معني اللي عملوه. كل اللي في بالهم مطاردة المتمردين عليهم وخلاص. وحتي لو قصدوا اهانة واستفزاز لمشاعر الناس، برده مش هيجي في بالهم، ان الناس هتفضل فاكرة اليوم ده الي يوم الدين، بسبب عظمة الجرم اللي ارتكبوه، لأنهم مش مقدرين الجامع، وميعرفوش.  أحب أقولك أن نفس الجريمة دي ويمكن أبشع حصلت قبل كده، وعلي ايد مسلمين، ومفروض

أسرار الملوك والملكات في مصر القديمة (ريفيو)

صورة
قرأت كتاب " أسرار الملوك والملكات في مصر القديمة"، للكاتب وعالم الآثار "دكتور حسين عبد البصير"، الصادر عن دار دون، في طبعته الأولي، بعدد صفحات ٣١٩ صفحة. الكتاب عبارة عن موسوعة موجزة لملوك وملكات مصر القديمة. وعلي الرغم من الايجاز في الاحداث، الا انه قدم تفاصيل في حياة بعض الملوك، قد تكون غير معروفة لغالبية القراء، الي جانب ذكر أسماء وشخصيات لملوك وملكات أيضا مجهولة. فكانت اضافة مفيدة ومهمة للتعريف بعظماء تاريخ مصر القديمة. في البداية كانت المقدمة، والتي تحدثت عن قصة الحضارة علي أرض مصر، والتي بدأت منذ 3200 سنة قبل الميلاد، بظهورتدوينات ونقوش المصري القديم علي ضفاف النيل. فكما قال "هيرودوت" مصر هبة النيل، أضاف الكاتب أن مصر هبة النيل والمصريين. وذلك لأن نهر النيل يجري في بلاد كتيرة بأفريقيا، ولكن شمس الحضارة لم تسطع الا في مصر. ومن هنا نستطيع القول أن سر الحضارة كان في المصريين أنفسهم، الذين استغلوا كافة مواردهم المتاحة، وتوحدوا مع بيئتهم، وخلقوا لأنفسهم مجتمع وقواعد وميثولوجيا، اعتمدوا عليهم في اقامة حضارة عظيمة. شملت المقدمة أيضا تعريف سريع بكل ما يخص طبي

حريق اسكندرية

صورة
 الاسكندرية.... صبح 11 يونيو 1882م، زي كل يوم الناس خارجة من بيوتها تسعي لأكل عيشها، المصري علي الشامي علي اليوناني علي المالطي علي العثمانلي علي الفرنسي علي الانجليزي، خلطة أجناس من الشرق والغرب، متشوفش زيها غير في اسكندرية. مدينة سايعة الكل، والناس سايعة بعض، والحياة ماشية بحلوها وبمرها تشيل وتحط في الكل.  في اليوم ده خرج المكاري - صاحب الحمار اللي يعتبر وسيلة نقل الركاب في الوقت ده، كان الراكب يركب الحمار والمكاري يشد الحمار لحد ما يوصل الراكب للمكان اللي عاوزه - "السيد العجان" من بيتهم يسعي بحماره، وقفه واحد خواجة مالطي، وطلب منه توصيله.   "العجان" فرح ان الرزق بدأ يهل عليه، وبسرعة ركب الزبون علي الحمار، واتحرك بيه لحد ما وصله للمكان اللي قاله عليه. نزل المالطي من علي الحمار وطلع من جيبه حساب المكاري واداهوله . المكاري: ايه ده يا خواجة، ده ميجيبش تمن نص التوصيلة . المالطي: لا يا خبيبي، انت مش تضحك علي الأنا، هو ده فلوس التوصيلة صخ . المكاري: اضحك عليك ايه يا خواجة، انت اللي عاوز تاكل حقي . المالطي: شوف خبيبي،انت واخد خرامي، وعاوز تسرق فلوسي . المكاري ي

مينو وزبيدة

صورة
  الجمال نعمة عظيمة، فالقلب يعشق كل جميل. لكن أحيانا الجمال بينقلب نقمة، ويكون مصدر تعاسة وشقاء لصاحبه.  رشيد سنة 1798م، "أبين زين، وأوشوش الودع، واشوف البخت والمكتوب"، طلعت جارية من مشربية بيت "محمد عبد الرحمن البواب الميزوني" أكبر تجار رشيد، تنده علي العرافة عشان تقرا فنجان "زبيدة" جميلة جميلات رشيد. دخلت العرافة الحرملك، لقت "زبيدة" قاعدة مستنياها، زي البدر في ليلة تمامه، بس مكسورة الخاطر بعد طلاقها من "سليم أغا نعمة الله"، واحد من أثرياء المماليك، عشان الخلفة وهي لسه بنت 16 سنة. قعدت العرافة علي الأرض وربعت، واخدت من ايد "زبيدة" فنجان قهوتها، بصت فيه شوية وقالتلها بفرحة: "ستكونين ملكة"، لكن فجأة راحت البشاشة من علي وش العرافة واتغير نبرة صوتها للحزن وقالت:"لكن نهايتك حزينة".  6 يوليو سنة 1798م، صحي الناس علي منظر السفن الفرنسية، اللي جاية من إدكو، ووقفت علي شواطئ رشيد، ونزل منها حوالي 2000 جندي فرنسي بقيادة الجنرال "دوجا". أول ما بلغ حاكم رشيد المملوكي "عثمان خجا" نزول الفرقة الفرنسي

مقامرة علي شرف الليدي ميتسي (ريفيو)

صورة
انتهيت من قراءة رواية "مقامرة علي شرف الليدي ميتسي"، للكاتب الأستاذ "أحمد المرسي"، في طبعتها الأولي، الصادرة عن داردون، بعدد صفحات 350 صفحة. قليلة هي الروايات التي أشعر عند قراءتها بالاشباع العقلي والنفسي والعاطفي. أفضل الروايات هي التي تنبض حياة من بين سطورها، تتخلخل في خلايا عقل القارئ كالصدمة العصبية، تدعوه للتفكير وربما التساؤل عن معاني كثيرة في الحياة، ومنها قد يتغير بعض من مفاهيمه واتجاهاته، تلك هي الرواية الفلسفية. أما اذا أضفنا للحوار العقلي ما بين سؤال وجواب، الكثير من المعلومات التاريخية والعامة، كوجبة ثقافية إثراية. مع متعة الحوارالانسيابي الداعم للفكرة وروح العمل الروائي، والبناء الدرامي القوي البسيط - السهل الممتنع - فنحن هنا أمام عمل متكامل، ننحني لها احتراما ونرفع لها القبعة.  من هذا النوع من الروايات كانت رواية "مقامرة علي شرف الليدي ميتسي". عندما تصادفت معها، رأيت غلاف عبارة عن صورة نصف طولية لأحد الرجال بزي فرسان أوائل القرن الماضي، وصورة في أعلي يمين الغلاف لمجموعة من الخيول بجانب فرسانهم، فشعرت انها رواية ربما مترجمة أو هي تقليد للروايا

هوامش التاريخ (ريفيو)

صورة
 قرأت كتاب "هوامش التاريخ - من دفاتر مصر المنسية"، للكاتب "مصطفي عبيد"، الصادر عن دار الرواق، في طبعته الاولي، بعدد صفحات 195 صفحة. التاريخ يكتبه المنتصرون، القوي دائما يفرض رؤيته وسيطرته علي صفحات التاريخ، فتصبح وقائع مسلم بها، حتي لو انها زيفت الحقائق. وهنا يأتي كتاب "هوامش التاريخ"، غاص فيه الكاتب في تاريخ العامة المغلوبون عن أمرهم، الذين يتقازفهم أهواء الساسة. هؤلاء المكتوب سيرتهم في هوامش صفحات التاريخ، تلك السيرة التي قد تزكم الأنوف من فظاعة الظلم والقهر والمرض والانحراف، بعيد عن بريق الساسة، وانتصاراتهم السطحية، نبش الكاتب في التاريخ المطموس المكبوت المهمش المنسي، هنا تاريخ لايكتبه المنتصرون. قسم الكاتب كتابه الي عدد من الفصول، لايجمع بينهم شئ سوي انهم مجموعة من القصص والحكايات، التي لايهتم بذكرها كتاب التاريخ، وان ذكرت فستكتب بعيون المصلحة. في فصل "بوليس مصر..وطنيون وقتلة"، في كل مكان أو مهنة، هناك الصالح والطالح. كذلك مهنة الشرطة، هناك الشرفاء الوطنيون الذين ضحوا بأرواحهم فداء قضية ووطن، وأدركوا ان أساس مهنتهم هي حماية الشعب، أمثال الأبط