المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٣

خط الصعيد

صورة
أهو... بالضحكة دي، بالخلقة دي، بالبصة دي... مالي الدهشنة خوف... أهو زمان في قرية درنكة في محافظة أسيوط، كانت فيها نسبة الأمية تقريبا 100%. القري والنجوع البعيدة عن العواصم - القاهرة والاسكندرية - كانت غرقانة في الفقر والجهل والمرض، مكانوش متشافين أصلا.  ظهر في قرية درنكة شاب قدر يتعلم ويحفظ القرآن الكريم ويدرس فقة، وده كان بالنسبة لأهل البلد قمة الاعجاز، وطبيعي يتحول لفقيه البلد، وصاحب الكلمة المسموعة، ومعلم الكتاب الأول. والناس البسيطة قدروه بطريقتهم، فسموه "سر الختمة".  مرت الأيام والسنين، وأبناء وأحفاده"سر الختمة" شالوا أسمه زي ماهو كده كإسم للعيلة. لكن المصريين معروفين بأنهم بيسهلوا كل صعب، عشان كده فضلوا يخففوا من اسم "سر الختمة" شوية بشوية. فجأة الاسم بقي عيلة "الختمة" بس من غير سر، وبعدها بسنين الاسم اتخفف أكتر وبقي عيلة "الختم"، وكمان سنين اتخفف أكتر وأكتر، وبقي عيلة "الخت"، وبلسان الصعايدة اللي بينطق التاء طاء، اتقلبت لعيلة "الخط". 1907م، قرية درنكة في محافظة أسيوط، بتولد "الخالة فضة" أخر أبنائها &

محمود سامي البارودي

صورة
 لما تسمع عن شاعر لأول مرة، ايه أول انطباع بيجي في بالك عنه؟. أكيد هتفكر انه انسان، عاطفي، مرهف الحس، رقيق، وديع، طول الوقت شيطان الشعر راكبه. لكن الانطباع ده مش كله صحيح، مش كل الشعراء قيس "مجنون ليلي" ماشي بيعيط علي الحبيبة، ولا كل الشعراء بياكلوا علي موائد السلاطين زي "المتنبي". فيه شعراء كانوا مؤثرين في الناس والمجتمع، واستخدموا شعرهم وقلمهم كسلاح. من أبرز النوع ده من الشعراء كان رب السيف والقلم "محمود سامي البارودي"، اللي مش بس كان مؤثر في المجتمع كوزير وسياسي وطني بارز، ده غير وجدد مش شكل الشعر الحديث، فكان صاحب مدرسة الإحياء والبعث الشعرية، واللي خرج من عبايته، كل شعراء العصر الحديث. قالت  الدكتورة "ألطاف البارودي" من عائلة " محمود سامي البارودي" : "تفاجأنا بوضع علامة على قبر الشاعر الراحل بأنه ستتم إزالته، مع أننا كنا نتمنى أن يتم تحويل المقبرة إلى مزار سياحي وهناك دول كثيرة تفعل ذلك، ولماذا تتم إزالة مثل هذه المقابر الخاصة بالعباقرة وإهدار رفات مثل هؤلاء المثقفين". إيتاي البارود محافظة البحيرة، 6 أكتوبر سنة 1839م، الي

الامام ورش

صورة
  قال باحث بالتراث الثقافي، إن  مقبرة "الإمام  ورش" شيخ القراء المحققين، مهددة بالإزالة ضمن مقابر الامام الشافعي.  من جهته، قال مصدر مسئول بوزارة السياحة والآثار، إن القبر غير مسجل في قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والآثار ولا دخل للآثار بشأن هدمه. من وأنا صغيرة فيه في المطبخ عندنا، راديو -أصبح من أساسيات المطبخ - مؤشره مبيتحركش عن تردد اذاعة القرآن الكريم، ودايما أصوات المقرئين، والبرامج الدينية، ملازمة وقفتنا في المطبخ.  كنت بسمع المصحف المرتل بصوت أعاظم القراء زي "عبد الباسط عبد الصمد" و "الحصري"، مسبوقة بتقديمة الاذاعي وهو بيقول، برواية "ورش عن نافع". الحقيقة زمان ولحد فترة قريبة كنت بسمعها "ورش بن نافع"، بس أكتشف انها "ورش عن نافع"، بس لما فهمتها صح استغربتها، يعني ايه ورش عن نافع، ومين ورش ومين نافع، ويعني ايه ورش اسم غريب محتاج الفهم. ولما قريت وبحثت اكتشفت ان "الامام ورش" أصلا مصري صعيدي، اتولد وعاش ومات في مصر، وأنه صاحب تاني أشهر روايات ترتيل القرآن الكريم، في العالم الاسلامي. سنة 1

العتبة الخضرا

صورة
 في يوم من أيام خمسينات القرن العشرين، ساب "حفظ الله سليمان" قريته، ونزل القاهرة، وفي جيبه 80جنيه، كل اللي يحتكم عليهم من الدنيا، يدور علي فرصة شغل وباب رزق أوسع من حياته في الريف. ومع دهشته وخضته من دوشة وزحمة القاهرة، اللي علي عكس بلده الهادية، بيركب ترماي 30 - الترماي ده كانت وسيلة مواصلات رئيسية في القاهرة، كان شبه المترو بس أقصر بكتير، وبيمشي في قلب الشوارع والميادين علي القضبان وسط الناس والعربيات، ولسه موجود شبيهه في اسكندرية - وفي شارع القصر العيني بيركب "رمضان أبو اليزيد العبد" نفس الترمواي، وبيصادف تكون قعدته جنب "حفظ الله" في الترمواي. "رمضان" يبص علي "حفظ الله"، فهم من لبسه انه مش من القاهرة، ومن التوتر اللي باين علي حركاته ونظرات عينيه انه لسه جديد وغالبا أول يوم. في الوقت ده مكنش فيه تليفزيون ولا موبايل ولا نت، حتي السينما معدومة في القري والنجوع بطبيعة الحال، فكان القرويين بالنسبة لأبناء المدن، لسه علي نقائهم وفطرتهم السليمة. وهنا شاف "رمضان" النصاب خريج السجون، في "حفظ الله" صيدة سهلة. وزي أي محترف، ب

خبيئة الدير البحري

صورة
الزمان:-   سنة 1054 ق.م - الأسرة الواحد والعشرين قبل الميلاد. المكان:- مصر القديمة - طيبة  (الاقصر حاليا).  الحدث:- كثرة نباشي وسارقي القبور الملكية، بشكل مزعج، والعبث والتنكيل بجثث الملوك، وتخريب وتهشيم التوابيت، وسرقة محتويات المقابر. رفم محاولة الكثير من الكهنة الوقوف والتصدي لأفعال اللصوص المشينة بوسائل كتير، لكن اللصوص مكنوش بيهتموا ولا بيخافوا من حد، واستمرت سلسلة سرقة المقابر بطريقة أرقت جنبات القصر الملكي. قعد الكاهن الأكبر لأمون "بينوزم" عابس الوجه، وهو بيسمع التقارير اللي جاياله عن أحوال المقابر المنهوبة وحالتهم المزرية، وقلبه حزين علي الملوك العظام اللي سطروا المجد في تاريخ مصر بحروف من ذهب، يكون ده مصيرهم من البهدلة وقلة القيمة واساءة الأدب. الموضوع ده فضل شاغل تفكيره كتير، علي الرغم من مسؤولياته الكتير، ومنصبه الحساس، فهو الكاهن الأكبر صاحب السلطة الدينية العليا في مصر، وزوج " دوات حتحور حنت تاوي"، بنت الملك رمسيس الحادي عشر، يعني داخل في الدهاليز السياسية وأمور الحكم. وعشان كده اتجه للملك "بسوسنس الأول"، وعرض عليه فكرة خطرت علي باله، وهي ان

سليمان الحلبي 2

صورة
  سليمان الحلبي 2 حلب - مدينة في سوريا حاليا -  سنة 1776م، "الحاج أمين" تاجر الزبدة، بتجيله البشري أن الحاجة قامت بالسلامة وجابتله ولد. فرح بيه "الحاج أمين" وقال ربنا وهبلي الصاحب والسند، وسماه "سليمان". كبر "سليمان" وأهتم "الحاج أمين" بتعليمه وتنشأته نشأة دينية، وزي عيال أهل البلد، دخل "سليمان" الكتاب، وأكيد حفظ كتاب الله في سن صغيرة، كعادة الناس في الوقت ده. كبر "سليمان" وظهر حبه وشغفه للترحال والسفر وتلقي العلم، وكانت بداية ترحاله مصر. شد "سليمان" رحاله لمجاورة الأزهر الشريف، قبل دخول الحملة الفرنسية مصر. ولما وصل القاهرة أستضافه "الشيخ مصطفي" شيخ عنده 80 سنة، واحد من مشايخ الكتاتيب المجاورة للأزهر، وبقي مداوم علي حضور دروس العلم الفقهية والشرعية، واتعرف علي طلاب علم زيه من بر الشام وغزة، أصل الشوام والغزاوية كانوا كتير بيدرسوا في القاهرة، وفيه غيرهم جنسيات كتير من البلاد الاسلامية لكنهم كانوا الأكتر والأبرز. "سليمان" مقعدش كتير في القاهرة، وعلي مبدأ للسفر سبع فوايد، بيقرر يشيل بؤجته

سليمان الحلبي

صورة
 كان يا ما كان، كان فيه زمان أربع عميان، ماشيين سوا في غابة، قابلهم فيها فيل واقع علي الارض، فتكعبلوا فيه ووقع كل واحد فيهم في مكان. قاموا مخضوضين مش عارفين خبطوا في ايه، وكل واحد فيهم حسس علي الجزء اللي وقع فيه جنب الفيل. الاولاني مسك زلومة الفيل قال لأصحابه ده باينه تعبان ضخم، التاني مسك ديل الفيل قال لأ ده باينه حبل طويل، التالت حسس علي بطن الفيل قال لأ ده باينه قربة مية كبيرة، الرابع حسس علي رجل الفيل قال لأ ده باينه جذع شجرة. ومشيوا الاربعة وهو مختلفين وبيتخانقوا وكل واحد مصر علي رأيه ومكدب صاحبه. الفيل يا سادة هو الحقيقة، والعميان أحنا، كل واحد فينا شاف الحقيقة من وجهة نظر أحادية، حكم عليها وأصر علي رأيه، ماهو مفيش حد هيكدب عينيه، لكن فيه دايما أجزاء من الحقيقة مخفية، ممكن لو اتجمعت تقدر تشوف الحقيقة واضحة وكاملة، عشان كده لازم تفتح ودانك وعينيك، وقبلهم تشغل مخك وتفكر صح. كل حكايات التاريخ، بيبقي فيها وجهات نظر، فيه اللي يمدح وفيه اللي يذم، مفيش بني آدم ناصع البياض ومفيش اللي كله سواد. وفيه شخصيات كترت الأقاويل فيها، يعني مثلا أدهم الشرقاوي مجرم ولا بطل؟؟ " محمود أمين سليمان