المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٢

اسمي مصطفي محمود

صورة
  انتهيت من قراءة كتاب "اسمي مصطفي محمود" للكاتب الصحفي الكبير أستاذ "وائل لطفي"، الصادر عن دار كلمة، في طبعته الاولي، بعدد صفحات 183 صفحة. أول ما لفت انتباهي للكتاب هو عنوانه وصورة الغلاف، فمن يعرفني جيدا يعرف مقدار حبي لدكتور "مصطفي محمود" رحمه الله، ومدي تأثيره في حياتي وفكري. علي الرغم اني مواليد منتصف التمانينات، اي ان وعيي تفتح في منتصف التسعينات التي كانت نهاية توهج "مصطفي محمود" علي الساحة. الا ان برنامج "العلم والايمان" بموسيقي الناي الخالدة التي تسبق ظهوره بكلمته يا أهلا بيكم،  كانت احد اهم ذكريات طفولتي، والذي كان ميعاده مقدس للعائلة كلها. ثم توالت السنوات وكانت كتب "مصطفي محمود" التي اشتريها من سور الازبكية، من ابرز الكتب التي اتلهف علي قراءتها، علي الرغم من صعوبة بعض الافكارالفلسفية علي سني الصغير وقتها خصوصا ان معظم تلك الافكار كانت من عصر مختلف عن زمني الا ان المعني العام كان يصل لي بسلاسة عجيبة. كما كانت تجذبني كتبه في ادب الرحلات والمسرحيات والروايات. عاصرت اخر معاركه وهو جدل الشفاعة وعذاب القبر، علي صفحات جري

باب المأمون

صورة
لما تروح زيارة لأهرامات الجيزة، ابقي خد بالك من شوية حاجات كدة متقعش فيها زي عبد الشكور. اولا متروحش في ايام هوا وزعابيب، هتلاقي نفسك في فيلم the mummy لما فكوا السحر كده والجمال جريت. ثانيا اوعي تركب كارتة. ثالثا أوعي تركب كارتة برده. رابعا متخليش حد يجيلك ويقولك اصورك وتديله بسلامة نية موبايلك يصورك وتفتكره راجل جنتل، لا هناك الصورة دي بفلوس مش جنتلة. خامسا لما تروح للهرم الاكبر ابقي لف كده للجهة الشرقية، هتلاقي فيه مدخلين فوق بعض للهرم، المدخل الفوقاني هو المدخل الاصلي، والمدخل التاني ده باب المأمون. لا مش المأمون بتاع الفيل الازرق واوعي تنام يا يحيي والجو ده. ده باب اتسمي علي اسم الخليفة العباسي "عبد الله المأمون بن هارون الرشيد". شايفها غريبة مش كده، ايه لم الشامي علي المغربي. الحقيقة ان اللي لمهم هي قيام ثورة البشموريين سنة 217 هجري، 832 ميلادي. دي ثورة قام بيها ساكني الدلتا من المصريين ومعظمهم كانوا من المسيحيين، ضد حكم الخلافة العباسية. كانت ثورة شبيهة بثورة أهل زفتي ضد الاحتلال الانجليزي كده، لان البشموريين قدروا ساعتها يسيطروا علي الوضع وطردوا من الدلتا كل رجال الدو

مصر أم الدنيا

صورة
مصر أرض الكنانة. جاءت مصر ثم كتب التاريخ. مصر أرض الحضارة. قال عنها "مصطفي كامل": "لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا"، قالها واقولها من ورائه. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فأستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما"، والقيراط هو اسم العملة اللي كانت في مصر وقتها زي الدينار والدرهم، والذمة والرحم لان السيدة "هاجر" رضي الله عنها، أم سيدنا "إسماعيل" عليه السلام، أبو العرب، وجد رسول الله صلي الله عليه وسلم كانت مصرية. وفي رواية أخري قال: "ذمة وصهرا"، لان السيدة "ماريا القبطية" رضي الله عنها، زوجة رسول الله صلي الله عليه وسلم كانت مصرية.  رغم كل الصعوبات، الا ان ارتباط المصري ببلده ارتباط غريزي غريب، تقريبا مفيش جنسية تانية عندها الارتباط الفطري ده بأرضها زي المصري. وعلي رأي أيمن بهجت قمر لما كتب فيها: "ده وانتي مطلعة عيني بحبك موت". مصر هبة النيل، "محمد حسنين هيكل" كان ليه ملحوظة وتساؤل، ليه المصريين لما عرفوا بموت "جمال عبد الناصر" جريوا في الشوارع

أبو الفتوح برجوان

صورة
  عندك في الدرب الأحمر حارة اسمها حارة برجوان. لا مش بتكلم عن فيلم نبيلة عبيد، بتكلم عن الحارة نفسها اللي اخد الفيلم اسمه. تعرف ان الفيلم ملفتش نظري في حاجة غير اسمه، اسمه كان بالنسبة لي ملفت، وبعقل طفلة فضلت اقلب الاسم في دماغي، واحاول اوفقه بمعاني ومفردات، يمكن افهم يعني ايه برجوان، لكني في الاخر فشلت، وفضل اسم برجوان معلق في دماغي، لحد ما عرفت ان الحارة متسمية علي اسم "أبو الفتوح برجوان".  "برجوان" كان عبد أبيض خصي، وخادم في بيت الخليفة "العزيز بالله الفاطمي". ولما مات الخليفة فضل في خدمة ابنه "الحاكم بأمر الله الفاطمي" - ايوه هو الحاكم اللي عنده شعرة ساعة تروح وساعة تيجي - وبما ان الخليفة "العزيز بالله" كان موصي "برجوان" علي ابنه "الحاكم بالله" يخلي باله منه ويفضل جنبه. ف"برجوان" نفذ الوصية حرفيا، وفضل لازق لل"الحاكم بأمر الله"، خصوصا ان "الحاكم" اتولي الخلافة وكان عنده 11 سنة. وفضل "برجوان" هو المسؤول عن أمور قصر الحكم. لكنه واحدة واحدة بدأ يتدخل في أمور الحكم، ويدخل في مؤ

الرؤيا التي أنقذت قبر النبي

صورة
  لم تري البلاد الاسلامية سلطان زي الملك العادل "نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي". كان ملك قوي وحازم وشجاع، وأجمع المؤرخين ان سر قوته كانت في إيمانه. كل ملكه وعظمته كانت ركائزها ورعه وتفقه في الدين واتباعه للآثار النبوية قولا وعملا.  ايمان وتقي "نور الدين محمود" أكسبه احترام خصومه من الصليبيين. فكانوا رغم عداوتهم وكرههم ليه، كانوا يحترموه ويوقروه ومعترفين بفضله وصدق ايمانه. كتب عنه "وليم الصوري" أحد المؤرخين الصليبيين وقال: (كان رجلا يخشي ربه في نظر قومه. وهو من الأتقياء الورعين). وقال عنه الصليبيين: (له مع الله سر، فإنه ما يظهر علينا بكثرة جنده وعسكره، وإنما يظهر علينا بالدعاء في صلاة الليل، فإنه يصلي بالليل، ويرفع يديه الي الله ويدعو، والله يستجيب دعاءه ويعطيه سؤاله، وما يرد يده خائبة، فيظهر علينا). وكان "نور الدين" علي أد ما كان مرعب للصليبيين، ومعندوش تهاون في الحق، كان يقال في قوته ومهارته العسكرية: (أن الناس لم يروا علي ظهر الفرس أحسن منه، وكأنما خلق عليه لايتحرك ولا يتزلزل).  الا انه كان متسامح مع أعدائه وبيقدر ظروفهم. كتب "وليم ال