مصر أم الدنيا

مصر أرض الكنانة. جاءت مصر ثم كتب التاريخ. مصر أرض الحضارة. قال عنها "مصطفي كامل": "لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا"، قالها واقولها من ورائه. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فأستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما"، والقيراط هو اسم العملة اللي كانت في مصر وقتها زي الدينار والدرهم، والذمة والرحم لان السيدة "هاجر" رضي الله عنها، أم سيدنا "إسماعيل" عليه السلام، أبو العرب، وجد رسول الله صلي الله عليه وسلم كانت مصرية. وفي رواية أخري قال: "ذمة وصهرا"، لان السيدة "ماريا القبطية" رضي الله عنها، زوجة رسول الله صلي الله عليه وسلم كانت مصرية. 

رغم كل الصعوبات، الا ان ارتباط المصري ببلده ارتباط غريزي غريب، تقريبا مفيش جنسية تانية عندها الارتباط الفطري ده بأرضها زي المصري. وعلي رأي أيمن بهجت قمر لما كتب فيها: "ده وانتي مطلعة عيني بحبك موت". مصر هبة النيل، "محمد حسنين هيكل" كان ليه ملحوظة وتساؤل، ليه المصريين لما عرفوا بموت "جمال عبد الناصر" جريوا في الشوارع بلاهدف، وكلهم اتجمعوا بلا ترتيب علي ضفاف النيل، وكأنهم بيشكوله وجعهم. مصر مفرمة كل الجنسيات، مر عليها دول وحضارات وجنسيات كتيرة، لكن مفيش ولا بلد قدرت تصبغ مصر وتطلعها من جلدها، مصر هي اللي خدت الحلو من كل حاجة وضربتهم في الخلاط وطلعتهم مصريين.  حتي اللي بيهاجر وبيبعد بيفضل حب مصر في دمه مهما انكر. 

 القرآن الكريم كرم مصر وذكرها 80 مرة. وده اللي يخلينا نسأل يعني ايه "مصر" وليه اتسمت كده. هيجي ناس تقولك هي مسمهاش الاصلي مصراسمها "كيميت" الارض السوداء، وهي معلومة صحيحة طبعا، بس ازاي اتغيرت وبقت "مصر".

رجج المؤرخون أن سبب تسمية مصر بالاسم ده لانه يعود لأصول عربية، بمعني قُطر وجمعها أمصار.مؤرخين تانيين شايفين أن مصر معناه المكنون أو المحصن، في إشارة إلى أنها تتمتع بحدود طبيعية آمنة تتميز بها عن غيرها. وغيرهم قالوا انها  من اللغة المصرية القديمة من كلمات “مجر” أو “مشر”، وبعدها استبدال حرفان الشين والجيم بالصاد لتسهيل نطقها. وفيه اللي قال أن مصر تشبة كلمة “مصرو” في اللغة الأكادية، يعني الحدود، وتدل على موقع مصر الفاصل بين القارات. وفي بعض المصادر التاريخية أن اسم مصر هو اسم أعجمي ممنوع من الصرف، ومنهم ما أشار إلى أنه اسم عربي مشتق. 

انما بقي الحكاية المقربة لقلبي، ان مصر اتسمت نسبة ل "مصريم بن بيصر بن حام بن نوح"، ودي رواية عن "ابن عباس" رضي الله عنه. كان لسيدنا "نوح" عليه السلام أربع أولاد "سام وحام و يافث وأرفخشد". وفي يوم طلب من الله يرزقه اجابة دعاؤه لاولاده فطلع علي جبل في وقت السحر - الوقت اللي قبل الفجر - ونادي عليهم وهم نايمين. فاللي طلع وراحله كان "سام و أرفخشد" فحط ايده علي "سام" ودعاله يجعل في نسله الترك ويبارك في ابنه. وحط ايده عل "أرفخشد" ودعاله يجعل الملك والنبوة في أولاده. ورجع ينادي باقي أولاده، فمحدش جاله فدعا علي "حام" بان يجعل أولاده أذلة وعبيد لأخوه سام، بس لقي "مصريم بن بيصر بن حام" جايله يجري، وقاله انا جيتلك ياجدي ادعيلي دعوة حلوة، فحط ايده علي راسه ودعاله: "اللهم انه قد أجاب دعوتي، فبارك فيه وفي ذريته، واسكنه الارض المباركة التي هي أم البلاد، وغوث العباد، التي نهرها أفضل أنهار الدنيا، وأجعل منها أفضل البركة، وسخر له ولولده". ودعا علي "يافث" ان يجعل من نسله شرار القوم، ونسله كان منهم يأجوج ومأجوج.

وبعد الطوفان، مشي "مصريم" بأهله لحد ما رجله جابته أرض كانت اسمها قبل الطوفان "جزلة"، وسماها بعد الطوفان "درسان" يعني باب الجنة، بسبب الخير والنعيم والارض الخصبة اللي فيها، فكان أيام "مصريم" الاشجار والثمار عظيمة وضخمة. يعني البلحة الواحدة كان طولها شبر، وسباطة الموز فيها 300 موزة، كل موزة وزنها رطل، وعنقود العنب من ضخامته يتشال علي ضهر بعير، والرمانة الواحدة يقشروها  3 انفار، والبطيخة وزنها 80 رطل، وحلة القمح الواحدة اد كلية البقرة، والوردة فيها ألف ورقة. يعني حاجة ولا وصف "القصري" الفاكهة "للريحاني" في فيلم لعبة الست. 

مصر دعا لها سيدنا "أدم" و سيدنا "نوح" وسيدنا "إبراهيم" بالخير والبركة. ولسه خير مصر موجود وهيفضل موجود، وهيفضل أهلها في رباط الي يوم الدين وستظل مصر دائماً رغم كل من  حاقد او حاسد او مُستغل أو مستغلٍ كما قال "الشيخ الشعراوي" رحمه الله. 

مصر يا أم الدنيا يا.. حبيبتي يا.. بلدي.. قلبي وعقلي وروحي يا.. حياتي يا.. بلدي..

مروة طلعت

4/12/2022

#عايمة_في_بحر_الكتب

المصادر:-

بدائع الزهور في وقائع الدهور ج1.   "ابن اياس"

النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة.   "ابن تغري بردي"

في أصول اسم مصر. جريدة الاهرام   "طه عبد العليم"