المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٣

حامد جوهر

صورة
سنة 1991م. يوم الجمعة ده يوم مميز في كل تفاصيله، غير أنه يوم الأجازة الوحيد اللي كل بيوت مصر فيه لترتاح من دوشة الشغل والدراسة، كمان التليفزيون كان عنصر أساسي في حياتنا في اليوم ده. بالتأكيد برامج تليفزيون يوم الجمعة هي اللي شكلت الوعي الجمعي للأجيال اللي كانت عائشة في الفترة دي، وشكلت ذكريات جيل السبعينات والتمانينات وكأنها حفرية مسجلة. - صباح الخير يا ماما. - صباح الخير يا حبيبتي يلا خدي دشك بسرعة عشان تنزلي تجيبي الفطار والعيش قبل ما بابا يصحي. -جيبت الفطار والعيش أهو، هروح افتح التليفزيون أشوف ماما سامية. قاعدة قصاد التليفزيون بتفرج علي عرايس ماما سامية، والأطفال حواليها كل واحد يمسك منها المايك ويقول عارووووستي. بابا بيجهز لصلاة الجمعة وماما ولعت البخور وحطت في كل أوضة عود. خطبة الجمعة وبعدها برنامج الشعراوي بموسيقته المميزة. نخش علي برنامج عالم الحيوان، أيوه عارفة أن موسيقاه شغالة في ودنك دلوقتي. الأرض نادت وقالت نادت وقااااالت، برنامج سر الأرض وصوت أنغام الشجي. موسيقي برنامج عالم البحار. - قومي يا مروة اعملي كوباية شاي عشان نسمع الراجل الكوبارة ده. سيداتي سادتي...مساء الخير. واق

توفيق باشا اندراوس

صورة
الأقصر .. الاربعاء 27 اغسطس سنة 2021 تحركت الجرافات والحماية المدنية ومجلس الحي ناحية قصر "توفيق باشا اندراوس" علي كورنيش الأقصر واللي قصاد معبد الأقصر بالظبط، وسط تجمهر وغضب من الأهالي اللي أتسببوا في تأخير قرار الهدم لمدة أربع ايام، حاولوا فيها الأهالي منع إزالة القصر الأثري العريق بكل قوة، لكن مفيش فايدة. وقصاد عيون الأهالي الغضبانة ضربت الجرافات أياديها في حيطان القصر اللي شال دليل تاريخ بلد لمدة 125 سنة. _ لا حول ولا قوة إلا بالله، عليه العوض ومنه العوض. _ أنتوا ليه يا بابا زعلانين علي القصر ده اوي كده، عشان شكله حلو يعني. _ لا يا بني مش عشان كده وبس، القصر ده تاريخ كبير، قيمة أثرية ومعمارية وفنية متتعوضش. _ طب ليه بيهدوه. _ عشان احنا في زمن فضة المعداوي، عشوائية وعدم تقدير ولا تمييز. الراجل صاحب القصر ده يا بني ليه فضل كبير علينا، وكان بطل وقف في وش الباطل من غير خوف. _ ازاي يا بابا احكيلي... الأقصر سنة 1879م، واقف "ليسي باشا أندراوس" أكبر تجار الصعيد، علي كورنيش الأقصر بعد ما نزح من بلده قوص في قنا، علي الأقصر وأختار يستقر فيها بعائلته وتجارته. وأختار كمان مو

سوق العايقة (ريفيو)

صورة
قرأت رواية "سوق العايقة" للدكتورة الكاتبة "علا عبد المنعم"، الصادرة عن دار أفلاك، في طبعتها الأولي، بعدد صفحات 174 صفحة.   بعد أنقطاع طويل عن قراءة الروايات، أستطاعت رواية "سوق العايقة" أن تجبرني علي العودة، والقراءة بذهن متيقظ، علي عكس المعتاد مني الفترة الأخيرة من زهد للأسف في قراءة الروايات. لعل ما جذبني لقراءتها هو صورة غلافها التي نمت عن حقبة تاريخية ترجع للنصف الأول من القرن العشرين، برداء المرأة للملاية اللف والبرقع أو اليشمك الزي الفلكوري للنساء في الأحياء الشعبية قديما، والطربوش الذي يرتديه الرجل كعلامة للعهد الملكي، إلا أن عصابة عينيه كما يحدث في صور الجناة بصفحات الحوادث، تعطي إيحاء بوجود جريمة ما. الغلاف ككل مع دمج اللونين الأزرق والأصفر معبرين للغاية عن إظهار جانب من الأحداث الزمنية وربطهم مع أسم الرواية، له دور مهم جدا في وعد القارئ بأحداث شائقة. الرواية لها بطلتان رئيسيتان "توبة وبسيمة"، لكنهما بطلتان بعيدتان كل البعد، مكانيا وحياتيا وزمنيا، قد يربط بينهما حياتهما التعسة. منذ بداية الرواية والكاتبة جعلت حكايتهما كشريطي قطار، متوازي

حرب المكسيك

صورة
 ليلة 8 يناير سنة 1863م، قاعد "حسان" علي رصيف ميناء اسكندرية، وسط 22 طفل تانيين، أعمارهم قريبة من عمر "حسان" مابين 12 ل 15 سنة، متسللين بالسلاسل في ايديهم، وقاعدين القرفصاء، بعد ما السلطة لموهم من الشوارع، اللي كانوا مشردين فيها. الحياة مكنتش رحيمة بيهم من يوم ما اتولدوا في الشارع، لا يعرفهم أهل ولا بيت، والنهاردة زادت معاناتهم بأخدهم للميناء، من غير ما يعرفوا متاخدين ليه ولا علي فين.  عيون "حسان" القلقة فضلت متابعة كل اللي حواليها، علي أمل أنه يفهم مصيره ايه. كل اللي شايفة هرج ومرج وهيصة، وناس رايحة وناس جاية، في حالة استعداد. شوية وبيظهر أصوات نداء عسكرية، ومن بعدها بيظهر الجنود، جنود سود طوال القامة بلبسهم العسكري المميز للجيش المصري وبنادقهم علي كتافهم. وبعد أوامر الظابط والربط، بيقف الجنود في صفوف في حالة استعداد. بيسمع "حسان" من واحد معاه دفتر وقلم بيكتب بيه، أن الفرقة دي عددها 447 جندي، 39 مجند، و15 عريف (أومباشي)، و 8 رقيب (شاويش)، و 3 ظباط، و معاهم 22 طفل مشرد. فضل "حسان" متابع اللي بيحصل حواليه، والخوف والقلق بيزيدوا جواه، بيح