باب المأمون
لما تروح زيارة لأهرامات الجيزة، ابقي خد بالك من شوية حاجات كدة متقعش فيها زي عبد الشكور. اولا متروحش في ايام هوا وزعابيب، هتلاقي نفسك في فيلم the mummy لما فكوا السحر كده والجمال جريت. ثانيا اوعي تركب كارتة. ثالثا أوعي تركب كارتة برده. رابعا متخليش حد يجيلك ويقولك اصورك وتديله بسلامة نية موبايلك يصورك وتفتكره راجل جنتل، لا هناك الصورة دي بفلوس مش جنتلة. خامسا لما تروح للهرم الاكبر ابقي لف كده للجهة الشرقية، هتلاقي فيه مدخلين فوق بعض للهرم، المدخل الفوقاني هو المدخل الاصلي، والمدخل التاني ده باب المأمون. لا مش المأمون بتاع الفيل الازرق واوعي تنام يا يحيي والجو ده. ده باب اتسمي علي اسم الخليفة العباسي "عبد الله المأمون بن هارون الرشيد".
شايفها غريبة مش كده، ايه لم الشامي علي المغربي. الحقيقة ان اللي لمهم هي قيام ثورة البشموريين سنة 217 هجري، 832 ميلادي. دي ثورة قام بيها ساكني الدلتا من المصريين ومعظمهم كانوا من المسيحيين، ضد حكم الخلافة العباسية. كانت ثورة شبيهة بثورة أهل زفتي ضد الاحتلال الانجليزي كده، لان البشموريين قدروا ساعتها يسيطروا علي الوضع وطردوا من الدلتا كل رجال الدولة، وعملوها بلد خاصة بيهم جوا البلد. فلما فشل الوالي والحكام من السيطرة، جه الخليفة "المأمون" بنفسه علي مصر، بجيش الخلافة ولك ان تتخيل اللي حصل، لما جيش قوي منظم بكامل عتاده في عز قوة الخلافة العباسية يدخل بتقله في مواجهة فلاحين وصيادين، هي تقريبا الدلتا اتساوت بس بالارض.
بعد ما خلص الخليفة "المأمون" مهمته، وارتاح ان الامور رجعت تحت السيطرة. فات وهو خارج من مصر علي الجيزة. وهناك انبهر بشكل الاهرامات وابو الهول، وده لانه كان واسع العلم والثقافة ومحب للمعرفة. وهو قاعد كده منبهر، جه اللي همس في ودنه وقاله عارف يا مولاي ان كنوز جدود المصريين مستخبية جوا الهرم ده. وهنا عين الخليفة "المأمون" لمعت كده.
طبعا يا سادة يا كرام، الأهرامات في الوقت ده مكنتش بنفس الشكل اللي عليه دلوقتي، دي كانت متغلفة بالرخام الابيض كلها وحاجة اخر ألاجة. وطبعا لا كان باين منه باب ولا شباك. جمع الخليفة "المأمون" حملة ضخمة من العمال، واللي بدأوا يكسروا في الجدار لكنه مكنش بيتكسر. وهنا قرر "المأمون" يستعين بعلماء الفلك، لانه كان عارف أهمية علم الفلك عند المصريين القدماء، فقال اكيد استخدموه برده في تحديد مكان بوابة الدخول. وفعلا قام علماء الفلك بحسابتهم ولفوا وداروا لحد ما حددوا مكان الباب في الجهة الشرقية من الهرم. وعند المكان المحدد ابتدي العمال تاني يكسروا وبرده متكسرش، وهنا اتدخل حداد مصري وقالهم يولعوا نار تحت الحجر لحد ما يحمر وبعدها يصبوا عليه الخل البارد، وفعلا نجحوا فى شق الأحجار، وكانت الحجارة بتتكسر بسهولة وقدروا يفتحوا جزء فى الهرم، ودخلوا بعد معاناة شديدة، لقيوا صخرة كبيرة في وشهم، وهنا حسوا انهم جريوا ورا اوهام وضيعوا وقتهم علي الفاضي، بس وهم خارجين، سمعوا صوت صخرة كبيرة بتقع ورا الصخرة اللى قصادهم، فرجعلهم الامل تاني وكملوا حفر وقدروا يدخلوا جوه الهرم. واخيرا بعد مجهود ومحاولات شاقة لمدة 8 شهور، كملت المهمة لحد ما وصلوا لحجرة الدفن، الخليفة "المأمون" حضر بنفسه لحظة دخول الهرم الاولي. بس المفاجأة انه ملقاش غير تابوت حتي مش عليه أى نقوش والأغرب أن كان فاضي. كل اللي لقوه من الكنوز كانت زلعة من الزبرجد فيها مشغولات ذهبية، الغريب بقي والمريب ان بعد ما تمنوا الدهب ده لقوه يساوي بالظبط التمن اللي صرفه الخليفة "المأمون" فب ال 8 شهور لفتح الفتحة دي جوا الهرم. فأمر الخليفة "المأمون" بحمل الزلعة دي معاه وهو راجع بغداد، ووقف "المأمون" أى محاولات لاستكشاف الهرم. وبعد مئات السنين بيتم اكتشاف المدخل الحقيقي والاصلي للهرم وكان فوق المدخل اللي حفرة المأمون بعدة أمتار.
مروة طلعت
10/12/022
#عايمة_في_بحر_الكتب
المصادر:+
"أسرار الهرم الأكبر" محمد العزب موسى
"مأساة نفرتيتى وأخواتها" قاسم زكى
"نزهة المالك والمملوك فى مختصر سيرة من ولى مصر من الملوك" الحسن الصفدى
"حسن المحاضرة فى تاريخ مصر والقاهرة" جلال الدين السيوطى
"معجزة هرم الملك خوفو" زاهى حواس
تعليقات
إرسال تعليق