المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٤

الظاهر بيبرس البندقداري 13

صورة
(13) بعد ما وصل السلطان "الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى" للقاهرة أخيرا بعد سنتين من حروبه مابين الصليبيين والمغول، ولسه يادوب مريح ضهره كده من السكة. فى سنة 664 هجرية / 1266 ميلادية، جاتله أخبار أن ملك أنطاكية "بوهمند السادس" أغار علي مدينة حمص - مدينة فى سوريا حالياً علي الضفة الشرقية لنهر العاصى -  فوراً قام "بيبرس" باعت للأمير "جمال الدين أيدغدى العزيزى" وأمره بالخروج مع فرقة من جنود الجيش بصفة مستعجلة علي حمص عشان يلحقوها، علي ما يجهز هو باقى الجيش والأسلحة والعتاد ويخرج وراه. ولما وصل "بيبرس" بجيشه لغزة، بعت فرقة تانية تسبقه علي حمص بقيادة الأمير "سيف الدين قلاوون الألفى". فرقة "قلاوون الألفى" ساندت فرقة "أيدغدى العزيزى" وحاربوا سوا الصليبيين فى حمص وأنتصروا عليهم. وبعد تحقيق الانتصار وصلهم رسالة من السلطان "بيبرس" يأمرهم فيها أنهم يطلعوا علي طرابلس - فى لبنان حاليا - ويهاجموا الصليبيين اللى فيها.  الصليبيين وقتها كانوا عارفين أن جيش المسلمين هاجم جنودهم فى حمص عشان هم اللى بدأوا وأغاروا ع

الظاهر بيبرس البندقدارى 12

صورة
  (12) لما عرض الصليبيين الصلح علي السلطان "الظاهر بيبرس البندقدارى"، وافق "بيبرس" فى سبيل إستعادة أسري المسلمين من عندهم، بعد ما بلغه أنهم بيتهانوا وبيتعاملوا معاملة العبيد عندهم. وعلى الرغم من أن "بيبرس" وافق على الصلح ونفذ من عنده الشروط ووصل الأسري الصليبيين لحد نابلس علي حدود الصليبيين، إلا أنهم رفضوا تسليم الأسري المسلمين، ومصعبش عليهم أخواتهم أبناء دينهم، وسابوهم فى أيد "بيبرس" عادى، ما هم عارفين أن أسراهم بخير واكلين شاربين نايمين متبغددين، ماهم المسلمين بيعاملوا أسراهم بأنسانية ورحمة. ف"بيبرس" قالك بس كده يعنى هم أسري الصليبيين أغلي عندى من المسلمين اللى عندكم مثلا، وراح جاررهم فى بني أسوار دمشق بالسخرة.  ولما خرج "بيبرس" بجيشه لحرب الصليبيين، التانيين ركبهم خبطت فى بعض وبعتوا رسلهم يجروا ناعم مع "بيبرس" ويقولوله بينا صلح يا خبيبى، قالهم "بيبرس" ده كان زمان قول للزمان أرجع يازمان. وطلع جنوده هدوا كنيسة الناصرة اللى تابعة للصليبيين من غير أى مقاومة منهم، ولمعلومات أكتر راجع الجزء الحادى عشر. "ب

الظاهر بيبرس البندقدارى 11

صورة
(11) قعدة السلطان "الظاهر بيبرس البندقدارى" علي كرسى العرش مكنتش قعدة مريحة ولا علي ريش نعام، ولا هو كان من نوعية السلاطين اللى بيطلعلهم كرش من كتر الأكل والمرعي. "الظاهر بيبرس" لو حسبنا عدد قعاده على عرشه فى القلعة مش هيوصلوا لعدد صوابع الايدين طوال فترة حكمه، الراجل ده كانت دماغه دينمو مبينامش، وكان شغال فى كذا جهة مع بعض، يعنى يقضى علي التمردات الخارجية والداخلية، فى نفس الوقت اللى بيحط فيها خليفة عباسى، فى نفس ذات الوقت اللى بيطلع فيها حملات على قواعد الصليبيين فى سواحل الشام، فى نفس الوقت اللى بيعمل تحالف مع المغول المنشق عشان يضرب بيهم المغول التانيين، فى نفس الوقت اللى بيحدد شكل حكمه جوا مصر وبيتابع الرعية والقضاة والاداريين وبيحدد الضرايب وبيحاكم الفاسدين والمخالفين، فى نفس الوقت اللى بيبنى فيه حضارة وبيشيد العمائر المملوكية، يعنى كان راجل بكذا دراع وعينه بتلف حواليه 360 درجة، وكل ده عمله فى 17 سنة بس خلا فيها الدولة المملوكية قوية وجدورها ركزة فى الارض. وضع السلطان "الظاهر بيبرس" أسس النظام السياسى لدولة المماليك ونظم إدارتها وكان صاحب الأمر المطل

الظاهر بيبرس البندقدارى 10

صورة
(10) الملك "الظاهر بيبرس البندقدارى" هو مؤسس دولة المماليك الحقيقى، قدر يخلق من مجموعة مماليك "الصالح نجم الدين أيوب" - اللى هم فى الأصل عبيد - سلاطين ورجال دولة ولهم سلطنة كبيرة وضخمة، وهو اللى ثبت أركان الدولة دى وبنالها جدور قوية تحمى كرسى السلطنة. الداعم الرئيسى لكل نجاحات "الظاهر بيبرس" كان موقع مصر الجغرافى الفريد بين الشرق والغرب وإمكانياتها البشرية والاقتصادية الكبيرة واللى من خلالها قدر "بيبرس" يواجه الصليبيين والمغول مع بعض زى ما هنعرف فى الأجزاء الجاية ان شاء الله. والثروة الطائلة اللى جناها المماليك من مرور السفن والقوافل فى طرق التجارة العالمية فى مصر، كان ليها دور فعال فى تقديم الأموال لدعم القوة العسكرية المملوكية، وعطايا السلطان لمماليكه للحفاظ على عرشه وجعلهم قوة عظمى. ده غير أن موقع مصر سهل على "بيبرس" التواصل وعمل علاقات بين الشرق والغرب. طموح "الظاهر بيبرس" موقفش عند إعادة إحياء الخلافة العباسية بس، ده حلم كمان أنه يرجع الخليفة لعاصمته فى بغداد، منها ترجع الخلافة الاسلامية لأصلها وطبيعتها، ومنها يبقى له الف

الظاهر بيبرس البندقدارى 9

صورة
 (9) فكر السلطان "الظاهر بيبرس البندقدارى" الطموح لتأسيس قواعد دولة تعيش أجيال، أن حلمه مش هيتحقق بالطريقة دى مهما كان فالكترة بتغلب الشجاعة، وهيجى الوقت اللى ممكن يضعف فيه أو يتخان ويلاقى نفسه بين يوم وليلة برة كرسى السلطنة أو برا الحياة عموماً. "بيبرس" كان مدرك كويس أنه تسلق الحكم من باب القوة لكنه والمماليك طلعوا ولا نزلوا مجرد عبيد، ملهمش جدر ولا أصل يتحاموا فيه ويتسندوا عليه. "بيبرس" كان محتاج سند يتحامى فيه ويخرس بيه كل الألسنة ويوأد بيه كل التمردات. والمثل بيقول اللى ملوش كبير بيشتريله كبير، حتى لو الكبير ده خيال مآتة بس الناس بتحترمه. وهنا جت الفكرة ل "بيبرس" أنه يعيد أحياء الخلافة العباسية وتكون مقرها فى القاهرة. لو رجعنا بالزمن لورا شوية، لحد يوم 3 يناير سنة 1258 ميلادية، كان ده اليوم اللى أنتصر فيه جيش المغول بقيادة "هولاكو" على جيش الخليفة العباسى "المستعصم". ودخل "هولاكو" بغداد عاصمة الخلافة العباسية من غير أى مقاومة، وعاث المغول فى بغداد فسادا، بين قتل ونهب وسلب وحرق وأغتصاب وخطف، وأتدمرت تماماً بلد الر

الظاهر بيبرس البندقداري 8

صورة
(8) السيد فهد السلطان "الظاهر بيبرس البندقدارى" أثبت أنه أسم علي مسمي. أول سنين حكمه كانت سنين صعبة جداً علي أى حاكم مفروض أنها سنوات إرتكاز حكمه. "بيبرس" بدأها كده بسم الله الرحمن الرحيم بالصراعات والمؤامرات والتمردات، وألف واحد طمعان في العرش، مش بس بين المماليك وبعضها، لا ده كمان من الشيعة والأيوبين. والثورات والتمردات كلها قامت مع بعض فى نفس الوقت وفى كل حتة من مملكته من الشام ومصر - هو كله ضرب ضرب - لو كانت مع حاكم تانى ضعيف أو مهزوز كان أنتهى بيه الحال مقتول أو معتقل. لكن مع "بيبرس" الأمر مختلف، كان ذكى وقوى وحاسب كل خطوة كويس وقادر يتعامل مع كل تمرد بالأسلوب المناسب زى ما حكينا في الجزء السابع. من ضمن العصيان والتمردات اللي حصلت كان أخطرهم تمرد البيت الأيوبى. حكينا فى الجزء السادس أن بعد أنتصار السلطان "المظفر سيف الدين قطز" على المغول في عين جالوت، رجع الأمراء والملوك الأيوبيين تانى علي أماراتهم ولكن تحت حكمه وطاعته، وأنتقل الموضوع ل "بيبرس" بعد ما بقي السلطان أكيد. ظهر صاحب الكرك الملك "المغيث عمر بن العادل بن الكامل الأيو

الظاهر بيبرس البندقدارى 7

صورة
(7) بعد ما "ركن الدين بيبرس البندقدارى" قتل "المظفر سيف الدين قطز" بالقرب من الصالحية، أتلم المماليك البحرية حوالين "بيبرس" وبايعوه علي سلطنة مصر. وفى عز المبايعات قام واحد منهم أسمه "فارس الدين أقطاى المستعرب" وقاله: "لا تتم لك السلطنة إلا بعد دخولك القاهرة وطلوعك إلي قلعة الجبل". وفعلا لم المماليك البحرية بعضهم واللي كان من أبرزهم "قلاوون" و "بلبان الرشيدى"، وركبوا أحصنتهم وطلعوا ورا "بيبرس" علي القاهرة. وفى الطريق قابلهم الأمير "عز الدين أيدمر الحلبى" نائب السلطنة اللي كان خارج من القاهرة عشان يستقبل السلطان "المظفر قطز" فى السكة وهو داخل فى مصر، فقابل بداله الجنود البحرية وقالوله أنت معانا ولا مع الناس التانيين، فالراجل خاف علي عمره وقالهم معاكم طبعا، وبايع "بيبرس" علي السلطنة. دخلت المماليك البحرية وفي مقدمتهم "بيبرس" القاهرة واللى كانت متزينة ومستنية السلطان قاهر المغول "المظفر سيف الدين قطز" عشان يحتفلوا بيه وبنصره العظيم. لكن وعلي طريقة الفتوات لقوا

الظاهر بيبرس البندقدارى 6

صورة
(6) بعت "بيبرس" رسالة من غزة للقاهرة وأستلمها "المظفر سيف الدين قطز" اللى أصبح في الوقت ده رسمياً سلطان مصر. حكاله فيها علي فظائع المغول وتدميرهم لدمشق وحلب، ورحلة هروبه من المذابح والمجازر اللى عملها المغول فى الشام، ورغبته فى العودة لمصر للمشاركة في حمايتها من خطر المغول. "قطز" كان عارف كويس يعنى ايه "بيبرس"، وعارف قوته وبسالته وشجاعته وفوق ده له ذكاؤه وبصيرته الحربية. واحد زى "بيبرس" مكسب قوى ومهم ل "قطز" خصوصا في الوقت الحرج ده. وعلي الجانب الآخر "قطز" عارف كويس مكر "بيبرس" - ماهم متربيين سوا ودافنينه سوا - وعارف أنه من النوع اللى نابه أزرق مبينساش الاساءة ولا بينسي تاره.  وفى ربيع الأول سنة 658 هجرية/ 1260ميلادية،  عشان السبب الأولانى وافق "قطز" على رجوع "بيبرس" مصر وقاله تعالي، عشان السبب التانى وقف "قطز" مع جيشه علي حدود مصر في استقبال "بيبرس" لعل وعسي تكون خدعة منه وجاى وجايب معاه جنود تحاربه وتقضى عليه. لكن "بيبرس" فعلا المرة دى كان جاى مع كام مملوك