المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٤

علي بك الكبير 6

صورة
 (6)  - مين اللي قتل الله يرحمه علي بيه الكبير؟        - ...       - ما تنطق ياواد مين اللي قتله.      - والله مانا يأ أستاذ.     - بقولك ايه هو مين اللي قتل علي بيه الكبير ده؟    - أكيد طالب من مدرسة تانية. ده كان من المشاهد المشهورة والمضحكة في فيلم الناظر للفنان علي ولي الدين الله يرحمه. بس علي قد ما ضحكنا واحنا عارفين الاجابة بعد ما درسناها في المدرسة، جينا هنا عشان أقولك الاجابة اللي أنت عارفها غلط. قرينا في الجزء الخامس من سلسلتنا هنا ازاء "علي بك الكبير" مات، نعم ماقريتهاش طب ليه بس كده، ع العموم لا تروح ولا تيجي هسهلهالك. "علي بك الكبير" أتصاب في معركة الصالحية بينه وبين مماليك "محمد بك أبو الدهب"، ومات نتيجة اصابته بعدها بأيام، يعني كان قتيل حرب، "محمد بك أبو الدهب" خانه صحيح وأنقلب عليه وحاربه، بس مقتلوش بإيده، ده حتي ال 50 مملوك اللي اتلموا حواليه مكنش فيهم، وكمان لما جاله "علي بك الكبير" متصاب، عالجه وأهتم بيه وحاول ينقذه ولبي طلبه في نقله للقاهرة عشان يموت في بيته. يبقي اجابة السؤال اللي أتعلمناه: س- مين قتل علي بيه الكبير؟

علي بك الكبير 5

صورة
(5)  في سنة 1488م، أكتشف البرتغاليين طريق رأس الرجاء الصالح، وده يبقي طريق بحري حوالين قارة أفريقيا. الاكتشاف ده كان أول مسمار في نعش الدولة المملوكية، وسبب مهم في انهيارهم وانهزامهم قصاد جيوش العثمانيين. قولتلي ازاي، حلو الكلام هقولك ازاي. أكبر مصدر اقتصادي في مصر كان من التجارة، وفي مصر كان فيه أهم طريق تجاري في العالم، واللي بيوصل مابين دول أسيا وأوروبا. كانت السفن بتمشي في المحيط الهندي اللي كان بالكامل تحت سيطرة المماليك ومنه علي البحر الاحمر لحد ميناء السويس، وينزلوا حموله المراكب علي الجمال اللي تفضل ماشية بيهم لحد ميناء الأسكندرية، واللي فيها بتستناها مراكب البلد اللي رايحيين لها، يحملوا فيها الحمولة تاني وينطلقوا لأوروبا. العملية دي كانت بتحصل لسنين طويلة وكانت المماليك بتشرف علي مرور السفن والبضايع وبتأمن لهم العبور في مقابل مادي محترم طبعا. لكن كان ليها سلبيات خطيرة أهمها أن فيه بضايع بتتلف من التحميل المتكرر والمشي بيها في الصحرا فترة كبيرة، وده بيسبب خساير مادية تقيلة جنب فلوس العبور في المحيط الهندي والبحر الاحمر والانتقال في مصر من السويس للاسكندرية، يعني ممكن تجار ي

علي بك الكبير 4

صورة
 (4) كل ليلة بينام فيها "علي بك الكبير" كان بيحلم فيها بمجده وسيطرته علي الحكم واستقلاله بمصر وجلوسه علي عرشها. بس كان فيه حلم تاني بيتداخل مع أحلامه دي، حلم متكرر بيصحي منه وقلبه مكسور، بيحلم بالطفل "يوسف" اللي عاش 15 سنة حر وسط أهله، وأسرته اللي ليها أحترامها في بلده "أماسيا" وأبوه "الأب داوود" وأخواته البنات الصغيرين. "علي بك الكبير" الشاب صاحب ال38 سنة، بكل اللي حققه ووصوله لمشيخة بلد مصر، وصراعاته وحروبه والتغيير الثقافي والمجتمعي والديني اللي حصله، مقدرش يقتل فيه "يوسف اللي عنده 15 سنة وطعم المرار اللي عاش فيه لما أتخطف من حضن أبوه وأهله في بلاد القوقاز. شعور الحنين لأبوه وأهله كان نقطة ضعفه الوحيدة، وعشان كده خباها في صدره طول السنين دي حتي دمعته كان بيظهر مكانها بريق قوة في عينه من عزة نفسه، ورغبة أنه يبان دايما قوي بلا نقاط ضعف. في سنة 1766م، لما وصل "علي بك الكبير" وبقي شيخ البلد للمرة الأخيرة، يعت مملوكه "طنطاوي بك" بفلوس الجزية اللي هيقدمها للسلطان العثماني في الأستانة، مع الفلوس كان مبلغه بمهمة سرية

علي بك الكبير 3

صورة
(3) قالوا في الأمثال ( اديني قيراط حظ ولا فدان شطارة)، و"علي بك الكبير" كان شاطر صحيح بس الحظ فجأة خدمه خدمة العمر. البداية في سنة 1180هجرية/ 1766ميلادية، لما أتمكن "علي بك الكبير" من منصب شيخ البلد للمرة التانية زي ما حكينا في الجزء التاني، وكان قراره الأول المرة دي كشيخ للبلد،  ترقية 18 مملوك من أنصاره وأداهم البكاوية، من اللي ضامن ولائهم واخلاصهم ليه عشان يبقوا دراعاته القوية اللي يحزم بيهم البلد، وكان من بينهم "مراد بك" و"إبراهيم بك" و"محمد بك أبو الدهب". كان هدف "علي بك الكبير" هو التخلص من السيادة العثمانية، والاستقلال بمصر ويرجع أمجاد المماليك اللي قرا عنهم كتير زي "بيبرس" و"قلاوون" اللي كان معتبرهم مثله الأعلي. وعشان بس نفهم تفكيرهم في الوقت ده أكتر، أحب أوضح أن المماليك مكنوش معتبرين نفسهم أغراب عن البلد، معظمهم معتبر نفسه مصري أصلا، ولما بيجي ذكرهم بين العامة كان بيتقال عنهم الأمراء المصرالية عشان يميزوهم عن العثمانيين، فيهم اللي هو وأبوه وجده اتولدوا وعاشوا وماتوا في مصر، ومنهم اللي عاش وأتربي في

علي بك الكبير 2

صورة
(2) كان من عادة كبار المماليك لما الأمير يموت يتجوز الأمير اللي بعده من زوجة الأمير المتوفي، تكريم له ولذكراه وعشان متتهانش من بعده. عشان كده أتجوز "علي بك الكبير" من "عائشة قادن بنت عبد الله البيضاء" أرملة مولاه "ابراهيم بك". وكان علي ذمته أربعة وهم "عائشة قادن" و "كلسن خاتون" و "منور خاتون" و الرابعة أحبهن لقلبه "نفيسة خاتون" ودي قصتها لوحدها حكاية، حكيناها زمان قبل كده، اختصارا من حبه ليها أصبحت حرفيا سيدة مصر الأولي وميزها عن نسائه في عدد الأملاك اللي سابهالها، وفيما بعد أتسمت بأسم "أم المماليك" وكان ليها دور كبير ومشرف في مقاومة الحملة الفرنسية. وهي كمان من حبها ليه أختارت مدفنها بجواره، رغم أنها أتجوزت بعده "مراد بك". تعالي كده نسمع وصف "الجبرتي" ل "علي بك الكبير" عشان نقدر نكون صورة عنه أكتر في أذهانا ونعرف شكل الشخصية دي كانت عاملة ازاي، قال "الجبرتي": "كان عظيم الهيبة، حتي قيل ان بعض الناس ماتوا فرقا من هيبته، صادق الفراسة، متوقد الذكاء يفهم موضوع الدعوي

علي بك الكبير

صورة
قعدت مرة في لحظة فراغ قصاد شاشة التليفزيون، ولحظات الفرجة القليلة علي التليفزيون عندي معناها الفرجة علي قناة ماسبيرو زمان فقط، أي ان كان عليها ايه هقضي قصادها الدقايق اللي أضطرتني فيها الظروف للقعاد قصاد الشاشة دي وخلاص. والمرة دي لقيت قصادي مسلسل أسمه "الحب في عصر الجفاف" تابعت التتر بتاعه وأنا بحاول أعصر دماغي عن أي معلومات عنه، لحد ما أتحركت خلايا مخي أخيرا بذكري بعيدة أوي لشكل الفنان العظيم "عبد الله غيث" وهو بيهتف بصوت جهوري ويقول: "أنا علي بك الكبير". كان مسلسل من عصر الاهتمام فيه بالتاريخ والثقافة والفنون والعلوم.  لو بصينا علي شخصية المسلسل "علي بك الكبير"، هنلاقيه أكتر شخصية تاريخية من وجهة نظري أتظلمت دراميا ودراسيا، ومش عارفة بقي عن قصد ولا عن جهل ولا عن سطحية في قراءة وكتابة التاريخ. المنظور العام للمماليك أنهم وحشين وسفاحين وقاسيين وفاسدين، الكلام ده صحيح بس متجيبش المماليك كلهم وتحطهم في سلة واحدة، فيه منهم مماليك عظام زي "قطز" و"بيبرس"  و"قلاوون" و"محمد بن قلاوون" في عصر سلاطين المماليك وفي ا

كسوة الكعبة

صورة
 فيه ذكري ملازماني وأنا صغيرة لما كنت في زيارة لأقربائي في مدينة السنبلاوين، وصادف وجودي هناك في يوم المولد النبوي، عشان أتفرج علي أحتفال عمري ماشوفته في القاهرة. وقفت في البلكونة أتفرج علي الأعلام الخضرا والدرويش اللي لابس اخضر وسبح كتيرة كبيرة وصغيرة متعلقة في ايديه ورقبته، وهو بيطوح يمين وشمال وقدام وورا، ووراه وقدامه زفة كبيرة من الدراويش بالدفوف وهم بيقولوا مدد يارسول الله، واللي ع الحصان يرد يقول حي ماداااااد، ده غير الدراويش اللي شايلين المباخر. وفضلت الزفة دي سادة الشارع من أوله لأخره لفترة طويلة، ودق الدفوف والذكر عالي. من أنبهاري من اللي بيحصل فضل المشهد ثابت في ذاكرتي بكل تفاصيله، والاحتفال اللي مر عليه 30 سنة ده، لا شفت زيه قبله ولا بعده لحد الآن. بس لما كبرت عرفت ان الاحتفالات دي زيها وغيرها كانت كتيرة أوي في مصر، ولسه فيه منها في الموالد، وبالنسبة لأهل الأقاليم عارفينها وشافوها كتير، أحنا شعب بيموت في الهيصة والاحتفالات سارية في دمنا مع جينات أجدادنا قدماء المصريين. بس احتفالات الموالد دي ممكن تهم فئة معينة أول مكان محدد لكل مناسبة. لكن تعرف أن كان فيه أحتفال سنوي فضل الم

خماراوية

صورة
  زمان قالوا يخلق من ضهر العالم فاسد، وكمان يخلق من ضهر العاقل فاجر. لو جينا نشوف صحة المقولة دي في التاريخ مش هنلاقي انسب من "خماروية بن أحمد بن طولون". مصر ياما مر عليها حكام وأمراء وملوك ودول أشكال وألوان. بعد الفتح الاسلامي فضلت مصر تحت حكم الخلافة الاسلامية من الخفاء الراشدين ثم الخلافة الأموية ثم الخلافة العباسية. لما ضعفت الخلافة العباسية سمح ضعفها ده للولاه بالاستفراد بحكم الولايات. يعني يستقلوا بحكم الولاية لكن الاسم تحت رعاية الخلافة العباسية. وكان أول استقلال لمصر علي يد "أحمد بن طولون" اللي اخد حكم مصر وأسس الدولة الطولونية. وأنشأ عاصمة جديدة وهي القطائع. وسك عملة جديده خاصة بيه مختلفة عن عملة الدولة العباسية. وبني أثر ضخم وعظيم وهو جامع أحمد بن طولون. وكان "أحمد بن طولون" حاكم قوي مهاب الركن، قال عنه "ابن الأثير": «وكان عاقلاً حازمًا، كثير المعروف والصدقة، متدينًا، يحب العلماء وأهل الدين، وعمل كثيرًا من أعمال البر ومصالح المسلمين. وقال عنه "شمس الدين الذهبي": «كان بطلًا شجاعًا، مقدامًا مهيبًا، سائسًا، جوادًا، ممدحًا، من ده