حكايات من الأندلس

 انتهيت من قراءة رواية "البشرات" للكاتب "ابراهيم أحمد عيسي" في طبعتها السابعة الصادرة عن دار "كتوبيا" بعدد صفحات 198 صفحة.

هذ لقائي الرابع مع روايات الكاتب "ابراهيم احمد عيسي" 

بعد باري https://marwatalaa.blogspot.com/2020/06/blog-post_49.html

الحاج ألمان  https://marwatalaa.blogspot.com/2020/08/blog-post.html

ابق حيا https://marwatalaa.blogspot.com/2021/01/blog-post.html

واخيرا البشرات

الرواية كعادة كتابات كاتبنا المتميزة تنتمي الي نوعية الروايات التاريخية وكلمة تاريخ بالنسبة ل"عيسي" تعني التاريخ الذي لايعرفه أحد، التاريخ المهمل ذلك التاريخ الذي لم ندرسه في كتب الدراسة العقيمة، التاريخ الذي يتعمد الكثيرون محوه من الذاكرة، فكان من حظنا السعد أن أتي كاتب بحجم موهبة "عيسي" ليكشف عن هذا التاريخ وأحداثة بشكل درامي أدبي، فأفادنا وفاجأنا بالمعلومة ومتعنا بالأحداث والعزف بالكلمات.

الرواية مكتوبة باللغة العربية الفصحي سردا وحوار بطريقة رشيقة ترسم المشهد بواقعية مما يهيأ القارئ علي الاحساس والاندماج التام في الأحداث وتحويل الكلمات والسطور الي صورة مرئية.

تدور أحداث الرواية بعد سقوط الأندلس بمئة عام تقريبا حيث الحياة القاسية لمسلمي الأندلس في وجود القشتالين الأوربيين واجبارهم التنصير بالقوة والتعذيب وتسميتهم بالموريسكيين أي المسيحيين الجدد واعتبارهم مواطنين من الدرجة العاشرة أقرب للعبيد، فممنوع التحدث بالعربية أو حيازة كتب عربية أو التدين بديانة غير المسيحية لدرجة منع أبواب البيوت من الانغلاق لمراقبة من يمارس شعائر دينه ويخدعهم أنه مسيحي واجبارهم علي الصلوات في الكنيسة وكتابة حضورهم وغيابهم حتي اليهود الأندلسيين تطبق عليهم نفس الأحكام، ومن يخالف ذلك عقابه التعذيب في محاكم التفتيش ثم الحرق حيا في ميدان عام.

وبالتالي كان الوضع سلب أرض من أصحابها ثم تنفيذ خطة ابادة شعبها ومحو تاريخهم وآثارهم وذلك تكرر مع الهنود الحمر في الأمريكتين ويحدث الآن في فلسطين.

يظن من يقرأ التاريخ الأندلسي أن الأندلسيين استسلموا بعد الغزو للأحكام العرفية وتراضوا مع وضع تنصيرهم، ولكن الحقيقة أن الغالبية العظمي قاوموا تلك الأحكام الدامية لسنوات طويلة جدا وقتل الآلاف منهم وهجر آلاف آخرين. وكانت أبرز وأكبر مظاهر تلك المقاومة كانت انتفاضة البشرات التي تدور حولها الرواية.

انتفاضة تحمل الأمل في استرداد الوطن، الشجاعة والتضحية والثقة بالله، وأيضا تحمل الخيانة والخسة أضاعت الحلم الذي كاد أن يتحقق.

مشاهد الحروب مرسومة بدقة مليئة بالتشويق ومشاهد المذابح القشتالية للأندلسيين العزل من قتل وذبح واغتصاب كانت قاسية جدا والأقصي منها أنها حدثت وتحدث.

نهاية الرواية كانت سريعة أو اتقفلت بطريقة متسرعة. وظل التساؤل كيف نجا عبد الرحمن، صحيح المعني أن الثورة مستمرة ورغبة تحقيق حلم استعادة الوطن مازال قائما، لكن الطريقة كانت فجائية وغير منطقية.

وفي النهاية يظل "ابراهيم أحمد عيسي" من أروع من كتب الرواية التاريخية.

مروه طلعت

22/1/2021

#عايمة_في_بحر_الكتب



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خماراويه

السلطانة شجر الدر 6

نشأة محمد علي باشا