المشاركات

أحمد بن طولون 3

صورة
(3) " أحمد بن طولون"، الراجل اللي ساب بصمته في تاريخ مصر، حياته كانت مليانة مغامرات وحروب حتى قبل ما يمسك زمام الحكم في مصر. قبل ما يشيل لقب مؤسس الدولة الطولونية، كان ليه محطة مهمة جدا في طرسوس - زي ما حكينا في الجزء التاني - المدينة الحدودية اللي كانت بتشهد مواجهات مستمرة بين العباسيين والروم (البيزنطيين). طرسوس وقتها كانت خط النار، نقطة انطلاق لحروب كتير ضد الروم اللي كانوا بيحاولوا يسترجعوا نفوذهم على المناطق الحدودية. "أحمد بن طولون" ماكنش مجرد متفرج هناك، لكنه شارك بنفسه في الغزوات اللي كانت بتطلع من المدينة، زي الصوائف والشواتي، وهي الحملات الصيفية والشتوية اللي كانت بتستهدف قلاع وحصون الروم.  التجربة دي ماكانتش مجرد تدريب على القتال، لكنها كانت مدرسة عسكرية حقيقية. "أحمد بن طولون" هناك صقل مهاراته كقائد عسكري، إتعلم إزاي يدافع عن الحدود وإزاي يقود جيوش في معارك صعبة ضد عدو قوي زي البيزنطيين.  كل ده جهزه للمرحلة المستقبلية الأكبر في حياته. "أحمد بن طولون" سافر لطرسوس مع صاحبه "محمد بن يحيي بن خاقان"، وقعدوا فيها سوا، يدرسوا الفقة

أحمد بن طولون 2

صورة
(2)  في سنة (242 هجرية / 876 ميلادية)، كان أمير المؤمنين وخليفة المسلِمين العباسي هو "أبو الفضل جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور العباسي الهاشمي القرشي"  (المولود في  شوال   206  هجرية –  مارس   822 ميلادية  /  والمتوفي في  4 شوال   247  هـجرية  –  11 ديِسمبر   861  ميلادية)، المعروف ب" المتوكل على الله". في الوقت ده كان "أحمد بن طولون" مكان والده "طولون" في القصر العباسي، يعني كان أمير الحرس، أو رئيس حرس الخليفة الخاص. على الرغم من أهتمام "أحمد بن طولون" بالعلم والتحصيل، ودراسة الفقة والشريعة، إلا أن وجوده وسط الجنود أجبرته على تعلم الفنون القتالية. وزي ما كان طالب نجيب ومتفوق، كان برده جندي صنديد وذو كفاءة قتالية، وذكاء ملحوظ، عشان كده قدر يشغل منصب والده الحساس. بس كانت روح "أحمد بن طولون" ميالة أكتر للدراسة وتلقي العلم، وكانت الدسائس والمؤامرات في البلاط العباسي خنقاه ومضيقة روحه. في يوم راح "أحمد بن طولون" للوزير "عبيد الله بن يحيى بن خاقان" واللي

أحمد بن طولون

صورة
(1) في مصر زمان، كل حاكم كان بيسيب بصمته، بس قليل منهم اللي تاريخهم عاش بعد مئات السنين بنفس القوة. "أحمد بن طولون" كان من النوعية دي، شخصية بتمزج بين القوة والحنكة والغموض، راجل بدأ من الصفر وبنى دولة بقت من أقوى دول زمانها. مش بس كده، ده كمان بنى مدينة كاملة (القطائع) وعمل جامع بن طولون اللي لسه شايفينه واقف شاهد على عبقريته. في السلسلة دي هنرجع بالزمن، ونعرف إزاي "أحمد بن طولون" صنع مجده، وإيه هي حكاية مصر اللي اتحولت على إيديه. "أحمد بن طولون" من الشخصيات المهمة والمميزة اللي تستاهل الدراسة ومعرفة تاريخه، فهو مؤسس أول دولة مستقلة في مصر، من أيام أنتصار "أغسطس قيصر" على الملكة "كليوباترا" في موقعة أكتيوم البحرية سنة 31 قبل الميلاد، اللي من بعدها بقت مصر تابعة للإمبراطورية الرومانية، وتوالت التبعات على مصر لحد حركة "أحمد بن طولون" الاستقلالية الجريئة.  الأول نسمي الله ونصلي على النبي الهادي، يا سامعين الحكاوي وحواديت زمان، تعالوا نعيش مع بعض في الحواديت ونحكي عن الشجعان. في سنة 200 هجرية / 815 ميلادية، "نوح بن أسد بن سا

الظاهر بيبرس البندقداري 30 الأخيرة

صورة
(30) السلطان المملوكي "الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري"، واحد من أعظم حكام مصر اللي سابوا بصمة قوية في تاريخها، مش بس بحكمه وإنجازاته، لكن كمان بحكاياته الشعبية اللي اتنقلت من جيل لجيل، وكانت بتتغنى على الربابة في ليالي السهر وفي صندوق الدنيا زي سيرة أبو زيد الهلالي.  الناس مشافتش في السلطان "الظاهر بيبرس" حاكم عادي، لكن شافته بطل خارق قادر على مواجهة الأخطار، دايما عادل، وبيفكر بذكاء خارج عن المألوف. حكايات كتيرة اتقالت عنه، بعضها حقيقي عن شجاعته الحقيقية، وبعضها من خيال الناس اللي فضلوا يحكوا عنه كأنه رمز للحكمة والقوة والكرامات. الناس كانوا دايما بيتخيلوا "بيبرس" بطل ما حدش يقدر يهزمه، وساحر زي اللي في الحواديت.  في المقال ده، هنغوص مع بعض في أشهر الحكايات والأساطير اللي بتحكي لنا جانب تاني من حياة "بيبرس"، وبتخلينا نشوفه بعين الناس البسيطة اللي شافوا فيه صورة البطل الشعبي الخارق الأسطوري. أول حكاية خيالية: "بيبرس وتنين الشام"، ألفوها أهل الشام، بتقول إن كان فيه "تنين" بيطلع في الشام، بيرعب الناس وبيخطف الأطفال. فراح &quo

الظاهر بيبرس البندقداري 29

صورة
(29) لما بنيجي نتكلم عن السلطان "الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري"، مش بس بنتكلم عن قائد عسكري شاطر وحاكم قوي، لا ده كمان كان صاحب رؤية اجتماعية وعمرانية غيرت حياة الناس وقتها. كان في عهده اهتمام كبير بتقوية المجتمع وتنظيم أموره، من أول العلاقات بين الناس لحد المؤسسات اللي بتخدمهم. "بيبرس" كان فاهم إن البلد مش بس محتاجة جيش قوي، لكنها كمان محتاجة مجتمع متماسك، والناس يبقى عندها أمان ومعيشة كريمة. في عهد السلطان "الظاهر بيبرس"، الناس كان ليهم طقوس وعادات خاصة في حياتهم اليومية، في الأفراح، والمناسبات، حتى الشغل كان ليه نظام وترتيب. كان في طبقات اجتماعية واضحة، وكل طبقة ليها مكانتها ودورها. كمان كان بيهتم ببناء المدارس والمستشفيات، يعني كان فيه وعي بأهمية التعليم والعلاج. مفيش شك إن "بيبرس" كان بيحاول يخلي المجتمع متكامل ومترابط، وده بان في كتير من تصرفاته وقراراته. السلطان "الظاهر بيبرس البندقداري" كان من أكتر السلاطين اللي غيروا شكل الحياة في مصر والشام، وحكمه كان مليان حيوية وتطورات كبيرة في الحياة الاجتماعية. لما مسك الحكم، كان عنده

الظاهر بيبرس البندقداري 28

صورة
(28) السلطان "الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري"، القائد اللي عاش بشجاعة ما تتوصفش وحقق انتصارات عظيمة ضد المغول والصليبيين، مش بس كده، "بيبرس" كان عنده طموح أكبر بكتير، كان عنده حلم يبني دولة مش بس تحارب وتنتصر، لكن تعيش وتزدهر وتترك أثر دايم. من هنا ابتدا مشروعه المعماري العملاق اللي شكل وجه القاهرة وأثر في حياتنا لحد النهارده. هناخدك في جولة خفيفة كده نكتشف فيها إزاي "بيبرس" كان شايف أهمية العمارة في بناء مجتمع قوي ومستقر. مش هنتكلم بس عن المباني والجوامع والأسواق اللي بناها، لكن كمان عن روح المجتمع في وقته، وإزاي كانت حياة الناس وأحلامهم وأفراحهم وأتراحهم في عهد السلطان اللي كان ملك على القلوب قبل ما يكون ملك على الأرض. المماليك كانوا بيهتموا بالعمارة الإسلامية بطريقة مش عادية، وحبوا يخلوا مصر لوحة فنية عظيمة. تلاقيهم مثلا بنوا المساجد والمدارس والقباب بشكل فخم، يخلي الواحد لما يبص عليها يحس بالفخامة والجمال. كانوا بيهتموا بأدق التفاصيل، زي النقوش والزخارف اللي تلاقيها على الجدران والأسقف. كمان القلاع والأسوار اللي بنوها كانت بتحمي المدن وبتحسسك إنك في

الظاهر بيبرس البندقداري 27

صورة
(27) من حوالي 750 سنة، وسط صحراء شاسعة وجيش ضخم، بيقوده واحد من أذكى وأقوى الحكام اللي عرفتهم المنطقة، السلطان "الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري". الراجل ده مكنش قائد عادي، ده كان عنده نظام حربي عبقري قلب بيه موازين الحرب، وأصبح خصومه بيحسبوا له ألف حساب. "بيبرس" كان عنده خطة لكل حاجة، وكل جندي في جيشه كان ليه دور متقن، حاسب كل حركة وخطوة. من أول ما بيدخل المعركة، كل شيء كان بيمشي على خطط مدروسة، من التجسس على العدو، لحد ترتيب الفرق وتوزيعهم زي الشطرنج. في المقالة دي، هنغوص في عقلية "بيبرس"، ونكتشف إزاي قدر يحول جيشه لآلة حربية مدمرة، إزاي خلى النظام والتدريب أساس النصر، وإزاي حط بصمته في عالم الحروب لدرجة إن ذكره فضل يتردد عبر العصور. السلطان "الظاهر بيبرس" في تجهيز جيشه كان ماشي على درب سيده ومعلمه الأول "الملك الصالح نجم الدين أيوب"، يعني كان طول الوقت بيشتري المماليك بكثرة زي "الملك الصالح"، وخطوات أعدادهم ليصبحوا جنود في جيشه، نفس خطوات أعداد الجنود المماليك في جيش "الملك الصالح"، وليه لأ مش "الملك الصالح