المشاركات

الصَّدُّ الأَخِيرُ سيف الدين قطز

صورة
(1)  يا سادة يا كرام، صلّوا على النبي العدنان. الحكاية اللي هقولها لكم دي مش أي حكاية، دي حكاية اليوم اللي وصل فيه الرُعب يمشي على رِجلين لحد باب قلعة الجبل في القاهرة.  ​كانت القاهرة في هدوء حذر بسبب أخبار التتار اللي مالية البلد، ومسببة للناس الخوف والذعر من أخبار المدابح اللي بتحصل، وكل يوم بيعدي بيزيد القلق والخوف والناس حاسة بالهول بيقرب عليهم. فجأة بدأت الناس في القهاوي والأسواق تتوشوش بخوف ورعب وقلق: "شفتم الجنود اللي دخلت البلد؟ غُرب شكلهم غريب ووشوشهم صفرا وعيونهم ديقة بس كلها شر!" ​رُسل القائد المغولي "هولاكو خان"، اللي مخلاش وراه بلد إلا ودمرها وحرقها ودبح أهلها من شيوخ ونساء وأطفال. وصلوا للقاهرة، 4 رُسل ووراهم 40 حارس من التتار، لكنهم كانوا ماشيين بغرور ورجلهم بتدب الأرض بقسوة وعنجهية كأنهم ملكوا مصر خلاص. ​في الوقت ده، كان "السلطان المظفر سيف الدين قطز" لسه ماسك حُكم مصر، بعد ما خَلَع الولد الصغير "المنصور نور الدين علي بن عز الدين أيبك" من الحُكم. ​اجتمع أمراء المماليك حوالين سلطانهم الشاب الأشقر صاحب اللحية الكثيفة، في قصر الحُك...

الدكتور نجيب محفوظ باشا

صورة
"نجيب محفوظ" أسم الحظ اللي أتحفر في التاريخ أدبيا وطبيا. أديب نوبل ورائد طب أمراض النسا والولادة. حي الجمالية مساء يوم 11 ديسمبر سنة 1911م، واقف "إبراهيم عبد العزيز الباشا" في صالة بيتهم وهو متوتر مستني أي حد يطمنه على حالة مراته اللي بتولد، ومساعدة الداية كل شوية تخرج وتدخل تجيب طلبات الداية، واللي زود قلقه أنه بعد ما كان سامع صرخات مراته، فجأة عم الصمت، لا سامع صوتها ولا صوت المولود. هنا بتخرج الداية تستنجد بيه وتقوله الولادة صعبة جدا وفيه خطر على حياة الأم والمولود، وأنها حاولت وأستخدمت كل طرقها وأدواتها وفشلت أنها تولدها، والأم دلوقتي في إغماء. "إبراهيم" ساعتها الدنيا لفت بيه، هيعمل ايه ويتصرف ازاي، لحد ما واحد من جيرانه اللي كانوا حاضرين قاله أن فيه دكتور ولادة سمع عنه أنه شاطر اوي في مستشفى القصر العيني، أسمه دكتور"نجيب محفوظ". مكدبش "إبراهيم" خبر، وطلع يجري على القصر العيني، وهو بيدعي ربنا أنه يلاقي الدكتور في الوقت ده هناك، ويشاء ربنا يحققله أمله ورجاؤه ويلاقي الدكتور في المستشفى. الدكتور أول ما يشوف "إبراهيم" وهو داخل...

الجاسوس علي العطفي 2

صورة
 (2)  "علي العطفي" دخل القصر في لحظة غفلة وتقصير رهيب من المخابرات العامة المصرية، لكنها اتلحقت بالجواسيس المزروعة في جهاز الموساد ذات نفسه، واللي الجهاز هناك مكنش يعرف عنهم حاجة. وبهمة وذكاء ومثابرة قلب الأسد "العميد محمد نسيم"، وقع "علي العطفي" في شر أعماله. ده من كتر ثقة "العطفي" في نفسه ومكانته وتأثيره، تخلى عن حذره بعد حرب أكتوبر، وخالف تعاليم الموساد، وبقى يبعتلهم رسايله اللاسلكية من بيته ومن القصر الجمهوري ذات نفسه - يا بجاحتك - وبرده من كتر ثقة الموساد فيه معترضوش، وكمان بقى يروحلهم سفارتهم في امستردام يطلع ويدخل كأنه بيت خالته عادي، لا ويتمشى مع ضباط الموساد في الشارع عادي، ما هو مفيش مبرر بالنسبة لهم لشك المصريين فيه، ميعرفوش بقى ان جهازهم أصلا مخترق من المصريين. لما أكتمل الملف وأكتملت المعلومات، طلع مدير المخابرات العامة على القصر الجمهوري، مستغل سفر "علي العطفي" هولندا، وقدم ملفه للرئيس "السلدات، اللي كانت المفاجأة رسمت على وشه ملامح الصدمة والذهول، لدرجة أنه كدب المعلومات أصلا في الأول. وبعد ما تخطى مرحلة الانكار وأدر...

الجاسوس علي العطفي

صورة
(1)عرض خدماته على الموساد واشتغل جاسوس عشان كان  مريض شهرة وسلطة .. أخطر وأغرب جاسوس كشفته المخابرات العامة المصرية على ايد العميد "محمد نسيم قلب الأسد". جاسوس القصر الجمهوري "علي العطفي". في أواخر سنة 1977م، بعد حرب أكتوبر 73، وصل معلومات لجهاز المخابرات العامة المصرية  أن فيه جاسوس مجهول في موقع حساس وميعرفوش مين هو، بس فيه معلومات مؤكدة بأن هذا الجاسوس المجهول بينقل لإسرائيل  أسرار دقيقة عن  شئون  رئاسة الجمهورية وعن حياة  الرئيس "محمد أنور السادات" الخاصة. وأتفتح ملف سري مخصوص له في المخابرات بأسم (الجاسوس المجهول). والجاسوس المجهول ده مفيش عنه غير إنه قريب جدا من دائرة صنع القرار السياسي، فهو بيبلغ إسرائيل أولا بأول بكل تحركات الرئيس "محمد أنور السادات"، وده كل اللي عرفه وبلغ بيه جواسيس المخابرات المصرية المزروعة في قلب الموساد نفسه. وبسبب حساسية الموقف وصعوبته وغموضه، أتسلم الملف للذئب الأسمر العميد "محمد نسيم" الشهير بقلب الأسد. العميد "محمد نسيم" قام بدوره الفنان "نبيل الحلفاوي" في مسلسل رأفت الهجان، وكمان قا...

رفاعة الطهطاوي 3

صورة
(3) " رفاعة الطهطاوي" كان من عيلة كبيرة من الأشراف، وكان ليهم مال وجاه واعتبار. أيام المماليك ولحد قبل حكم "محمد علي" كان الأشراف ليهم امتيازات خاصة كده، زي أراضي خاصة بيهم هبة من المماليك بيأجروها، ودخل واسع بييجيلهم كل سنة من غيرما يتعبوا فيه، عشان يتفرغوا للعلم الشرعي وتدريسه، وكانوا في نظر الناس من علية القوم.  بس الزمان غدار، و"رفاعة" لحق آخر لحظات عز العيلة، وبعدين الدنيا اتغير حالها. "رفاعة" اتولد قبل ما "محمد علي" يبقى حاكم بأربع سنين، يعني وهو لسه صغير، شاف بعينه إزاي الوالي الجديد شال الامتيازات دي من الأشراف وسحب منهم الأراضي والفلوس اللي كانوا بيعتمدوا عليها. ومن يومها وحال العيلة اتبدل من الغنى لضيقة الحال،  ومن الجاه للهبوط الحاد في المستوى الاجتماعي والاقتصادي. أبوه "الشيخ بدوي رافع" مبقاش قادر يصرف على بيته وأولاده، فاضطر ياخد أهل بيته ويسيبوا بلدهم طهطا سنة 1813م، وده لما كان "رفاعة" عنده 12 سنة بس. وساعتها بدأت الرحلة، راحوا يقيموا عند قرايبهم في منشأة النيدة جنب جرجا، عند بيت "أبو قُطنة...

رفاعة الطهطاوي 2

صورة
(2) في  يوم 2 مايو 1805م،   شيخ الأشراف "عمر مكرم"،  قاد حركة مقاومة من الناس اعتراض على فرض الوالي العثماني "خورشيد باشا"، ضرايب جديدة من غير ما يرجع لرأي أهل العلم من الأزهر وأكابر البلد. في اليوم ده نظم "عمر مكرم" مسيرات احتجاجية، وعملوا إضراب عام، اتلغى فيها الدروس من الكتاتيب والأزهر، وقُطعت التجارة، وغُلقت الأسواق، وراح علماء الأزهر يتفاوضوا مع الوالي. لكن "خورشيد باشا" ركبه العند، ورفض تماما أي تفاوض، فتصاعدت الأحداث.  في يوم 13 مايو 1805م،  اجتمع المشايخ وزعماء الشعب في "دار الحكمة" (دار المحكمة جنب القلعة) ، وأتفقوا على الثورة.   وبالفعل خلصوا اجتماعهم من هنا،  و خرجت أعداد كبيرة من أهالي القاهرة للشوارع، وسط حالة من الغضب والاحتقان المتصاعد نتيجة الظلم الاقتصادي والتجبر من الوالي العثماني "خورشيد باشا". المشايخ، والأكابر، ومعاهم الشعب من الباعة والعوام، وحتى الجنود الألبان (اللي كانوا تحت قيادة محمد علي) اتجمعوا ووقفوا ضهرهم لبعض، رفضوا العنف، كلهم بيطالبوا بنتيجة سياسية واضحة وهي  عزل "خورشيد" والا هنفضل ...

رفاعة الطهطاوي

صورة
في سنة ١٢٤٢ هجرية ١٨٢٦ ميلادي، خرجت من ميناء أسكندرية سفينة محملة أول بعثة تعليمية كبيرة يبعتها "محمد علي باشا" إلى باريس فرنسا. اليعثة كانت عبارة عن  44 طالب ، أغلبيتهم من خريجي المدارس الحربية والطبية اللي أنشأها "محمد علي باشا"، ولأننا بلد شرقية مسلمة، ولأنهم أول مصريين هيتعرفوا بالمعنى الحرفي على بلاد الفرنجة المختلفين عنا كليا في الدين والثقافة والتقاليد، كان لازم يكون معاهم اللي ياخد باله من الطلبة سلوكيا وأخلاقيا ويكون منبههم الديني اليقظ المعالج لأي انحراف. وده كان دور إمام الجامع خريج الأزهر الشاب الصعيدي "رفاعة الطهطاوي". خرج "رفاعة" مقيد في أوراق البعثة بمنصب (إمام البعثة)، وبعد سنتين أتغير تقييده في أوراق البعثة الى (طالب في البعثة)، وبعد خمس سنين رجع "رفاعة الطهطاوي" وهو الأبرز والأول على البعثة، وماسك في ايده كتابه الأول "تخليص الابريز في تلخيص باريز" الكتاب اللي قلب الحياة العلمية والثقافية في مصر الحديثة حرفيا.   هات الدواية والقلم... وحط خط على الورق.. واقرا اللي ما بين السطور.. ده العلم نور.. واللي سبق.. فاز ...