المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٤

الفاطميين 4

صورة
 (5) لما دخل "المهدي" بلاد المغرب الأفريقي وأعلن قيام الخلافة الفاطمية سنة 297 هجري/ 910 ميلادي، تخيل أن الأمور هتبقي في بلاد المغرب أسهل في مد النفوذ الفاطمي وأنتشار المذهب الإسماعيلي عن ما كانت في الشرق. لكنه فوجئ بمقاومة سلبية زي اللي عملها غاندي كده في الهند، يعني البلاد اللي كانت حولين كتامة قاطعوا الفاطميين مقاطعة تامة، لا سلام ولا كلام ولا صباح ولا مسا ولا تجارة ولا تعاملات. طب هم عملوا كده ليه؟. المغرب الأفريقي في الوقت ده كان منقسم مابين أهل السنة المالكية والخوارج، يعني المكان من قبل دخول الإسماعيلية كان منطقة ألغام وصراعات دينية بين السنة والخوارج. ده غير أن كان فيه تنافس بين القبائل البربرية وخصوصا بين قبيلة زنانة وقبيلة صنهاجة اللي تنتمي ليها كتامة. وكمان فيه أسرتين بتحكم وهم الدولة الرستمية الخارجية في تاهرت والدولة الإدريسية العلوية في فاس والأتنين أصولهم شرقية سنية. فلما دخلت الإسماعيلية كمان الحلبة، وأعلنوا قيام خلافة، علماء السنة  اللي كان مركزهم في القيروان قالوا لا بقي هي المشرحة ناقصة قتلي، وأنكروا مذهب الإسماعيلية وعمموا المقاطعة ونفذها عامة الناس. "

الفاطميين 3

صورة
(4) درسنا في التاريخ أن الدولة العباسية كانت متقسمة زمنيا لنصين، النص الاول فيها كانت دولة قوية وليها تأثير حتي أن عصر "هارون الرشيد"  1 مُحرَّم 149 هجري ـ -  30 جمادى الأولى 193 هـجري،  و"المأمون"  15 ربيع الأوَّل 170هـجري -  18 رجب 218 هـجري،  أتسمي بالعصر الذهبي للتاريخ الاسلامي كله، النص التاني ده كان عصر الضعف وبقت بالتدريج لدولة بركة كدة زي الراجل البركة اللي لا بيهش ولا بينش مجرد أسم منور الصحبة الحلوة. في النص الاول لفترة حكم الخلافة العباسية، حصل فيها فظائع بسبب رغبتهم في تثبيت أركان حكمهم، والقضاء علي كل الأعداء أو اللي فيه منهم تهديد علي شرعية حكمهم. ومن ضمن الفظائع والجرائم دي القضاء علي نسل سيدنا "علي بن أبي طالب"، أو المواليين لهم. وكانت النتيجة هروب الناجيين من المذابح دي لأقاصي البلاد في الجنوب والغرب. مرت السنين وبعد ما كانت أي خلافة بتعتز بأصلها العربي الهاشمي، وبترفض أي جنس تاني ياخد أي منصب أداري، لدرجة وصفهم بالعصبية والعنصرية تجاة باقي الأجناس، أتغير الحال وكانت البداية عند "هارون الرشيد" اللي أدي الفرصة البسيطة للفرس والبرا

الفاطمين 2

صورة
(3)  وصل المعز إلى القاهرة في ليل 7 رمضان 362 هـجرية / 11 يونيو 972 ميلادية. وبالنهار أتجمع أشراف مصر للترحيب بيه في قصره اللي بناه قائد جيشه "جوهر الصقلي" بعد ما بني القاهرة وعمرها. سألوه الأشراف سؤال دار في دماغ الكل من ساعة ما سمعوا عن الفاطميين، سألوه عن نسبه. بكل هدوء خرج نص سيفه من جرابه وقال: (هذا نسبي)، ونثر دهب كتير علي كل الموجودين وقال: (وهذا حسبي). سواء اللقطة دي حصلت أو ما حصلتش - فيه مصادر ذكرتها ومصدر واحد كذبها - لكن الأكيد أن الفاطميين وخلفاؤهم عموما، كانوا نادري الكلام عن أصلهم ونسبهم، ولو حصل هتلاقيه متناقض وغير مفهوم، كلام مغلفه الغموض، وكأنه سر حربي. يعني محاولوش حتي أنهم يردوا علي الحملات اللي كانت ضدهم في وقتهم اللي شنها عليهم أعدائهم بسبب إصرارهم علي عدم اذاعة أي نسب رسمي لأصوله، وده بسبب مبدأ شيعي معروف عندهم وهو (عدم كشف أولئك الذين سترهم الله) وهم الأئمة المستورين اللي ميعرفهمش الا خواص الشيعة الاسماعيلية، لكن فيما بعد في أزمنة لاحقة بدأت تظهر قايمة أسماء الأئمة. ومن المواقف اللي بينت الغموض اللي كان حوالين أصل الفاطميين، لما بعت الخليفة الفاطمي &qu

الفاطميين

صورة
  (2) الفسطاط 10 محرم سنة 356 هجرية/ 967 ميلادية، دخل مجموعة من دعاة المذهب الإسماعيلي التابعيين للفاطميين في المغرب، لمسجد السيدة نفيسة ووراهم مجموعة من المصريين اللي أقتنعوا بمذهبهم وتشيعوا، وعند ضريح السيدة نفيسة بدؤا مراسم أحتفالاتهم بيوم عاشورا. طريقة أحتفالهم صدمت المصريين السنة اللي أول مرة يشوفوا الطريقة دي. فغلي الدم في عروق السنة وقاموا أشتبكوا مع الشيعة في خناق وضرب، وخرجوا للشارع وأشترك العامة وقلبوا السوق والمحلات والدكاكين. والاسماعيليين بردوا مكنش عددهم قليل، كان دعاة الاسماعيلية نشيطين وشايفين شغلهم جامد، فقدروا يجذبوا عدد كبير من المصريين لمذهبهم، فكانت العركة كبيرة والدم للركب. ووصل الخبر للجنود الاخشيديين من السودان والمصريين، وحضروا فورا بخيولهم وسيوفهم وكرابيجهم ودوروا الضرب في الشيعة الاسماعيلية لحد ما فضوا الخناقة، ولموا اللي لسه سلام منهم. "أبو المسك كافور الأخشيدي" ( 292 - 357 هـجري / 905 - 968 ميلادي)، حاكم مصر في الدولة الأخشيدية واللي كانت تابعة للخلافة العباسية. الراجل ده كان واقف في زور "المعز لدين الله الفاطمي" ( 932 -  975 ميلادية) را

الحاكم بأمر الله وقبر الرسول

صورة
تفتكر مين اللي ممكن يفكر يخرج أو يسرق جسد رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم من قبره. حاجة برا العقل صح، لكنها منطقية تحصل علي ايد أعداء الإسلام والحاقدين عليه. وعشان كده حصلت علي مدار تاريخنا الإسلامي 4 محاولات لنبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلها كانت محاولات فاشلة. اتكلمنا قبل كده عن أشهر محاولة وهي المحاولة التالتة اللي كانت علي ايد الصليبيين في أيام الملك العادل "نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي" هتلاقي لينك الحكاية أخر المقال👇. طيب وباقي التلات محاولات؟. المحاولة الرابعة كانت علي ايد الروم وبرده فشلت، سواء الصليبيين أو الروم طبيعي تيجي منهم، محاولات منطقية نابعة من غيرة وحقد ورغبة في التدنيس لقهر المسلمين كلهم. أما المحاولة الأولي والتانية بقي فكانت علي ايد الدولة العبيدية الفاطمية، فكرة مجنونة متجيش الا من دماغ زي دماغ "الحاكم بأمر الله الفاطمي". "المنصور بن العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن عبيد الله المهدي"، ولقبه "الحاكم بأمر الله". الحاكم الفاطمي السادس، وأغرب حاكم مر علي مصر.

شم النسيم

صورة
الشجر الناشف بقي ورور والطير بقي لعبي ومتهور. فاكرة وأنا صغيرة أيام ماكانت الحياة لسه بسيطة، وكنا قادرين نفرح وننبسط بأبسط الأشياء. ليلة شم النسيم دي كانت ليها بهجة وفيها طقوس خاصة، كانت ماما تسلق البيض وأجيب الألوان بتاعتي وأقعد ألونها كل بيضة بلون، وبابا الله يرحمه قاعد جنبي بيتفرج علي حفلة قديمة لمطربه المفضل فريد الأطرش، وهو قاعد علي كرسي وفي حضنه العود علي المسرح وبيغني أدي الربيع عاد من تاني والبدر هل بأنواره. يوم شم النسيم بقي نفسه كان جوه كده فيه بهجة من الصبح، بصحي وأنا متحمسة وبحط البيض الملون الجميل في الأطباق وبغلفها، وبنزل أشتري الملانة - اللي محدش دلوقتي يعرفها - والبصل الاخضر، وتكون أمي حضرت الرنجة - عشان مبنحبش الفسيخ - ونحط كل ده في الشنط مع ترمس الشاي وكولمن الماية الساقعة والملاية، ونتجه الي الكورنيش. كان الكورنيش زمان جميل الرصيف واسع ومزروع فيه نجيلة خضرا وأشجار وجناين، بيتجمع فيها العائلات، مكان جميل محبب للنفس ومتاح لأي حد مجانا. نلعب كورة ونط الحبل وصلح، ونركب مراكب في النيل، وناكل البيض والرنجة والبصل، كانت أيام جميلة أوي، والناس والنفوس أجمل. لكن للأسف كل ده ر