العودة إلي الارض

انتهيت من قراءة رواية "العودة إلي الارض" للكاتب "أحمد صبري"، في طبعتها الأولي الصادرة عن دار الرسم بالكلمات بعدد صفحات ٢٦٣ صفحة.
بما إن تعريف الرواية كما هي مكتوب أسفل عنوانها "رومانسية في كوكب آخر" فانتهيت من قراءتها  _ دي علامة يا مارد 😂 _ في عيد الحب. 
رواية "العودة إلي الأرض" هي الجزء الثاني من سلسلة "الفضاء أصبح قرية صغيرة". وقد سبق وكتبت ريفيو الجزء الأول منها "الحصار الحديدي" ستجدونه في الرابط هنا.
بالطبع من خلال عنوان السلسلة ستدرك نوعية الرواية وهي الخيال العلمي، وخصوصا المتعلقة بالفضاء والأخلاق العلمية والفلكية. في الجزء الأول نوهت أن الكاتب تقمص في كتابته أسلوب الراحل دكتور "نبيل فاروق" رحمه الله. ولكني لاحظت في هذا الجزء ان الكاتب غير اسلوبه تماما في الكتابة _ الذي مازال سلساً وبسيطاً _ وخرج من عباءة "نبيل فاروق"٬ فأصبح له أسلوبه الخاص٬ وتلك نقطة قوة أخري الي جانب قوة فكرة روايته. 
في  الرواية يكمل أحداث سلسلته بإكتشاف "عادل" _ بطل الرواية _ لعوالم أخري في الفضاء. مجرة أخري بكواكب أخري مأهولة بنظام تكنولوجي متقدم جدا. ونظام صارم للمعيشة توفر السلام والأمان لأهل الكوكب بعيدا عن العنف وسفك الدماء٬ وتقسيمهم الي كائنات الفا وهي الكائنات العاقلة المسيطرة٬ وكائنات بيتا وهي الحيوانات المسؤولة عن التغذية٬ واخيرا كائنات جاما وهي الروبوتات التي تساعد الكائنات الفا في كل حياتهم. ثم يضع "عادل" مشروع لاعادة اعمار الارض٬ بعد ما دمرها البشر بصراعاتهم وحروبهم وعنصريتهم وموروث تاريخهم الانتقامي. فكانت النتيجة دمار الارض وضياع كل مواردها٬ وعمت المجاعة والتلوث والموت في كل مكان. فكان لابد من ترك الأرض حتي يعاد تعميرها وتنقيتها من جديد.
وبناء علي مشروع "عادل"٬ مع مساعدة أهل الكوكب الأبيض وفريقهم من الروبوتات٬ تمَ هجرة البشر بشكل مؤقت الي الكوكب الأبيض٬ حتي يتم اعادة إعمار الارض وتطهيرها لتصلح للمعيشة مرة أخري.
لنكتشف أن نية أهل الكوكب الأبيض في المساعدة لم تكن صافية٬ فكان الغرض الأساسي هو إحتلال الأرض واعمارها بدل البشر٬ فكان في مخطط كائنات الكوكب الأبيض لانتقال البشر الي كوكبهم٬ ان يكون انتقال بلا عوده. ثم تتوالي المفاجأت من طبيعة ونوع الكائنات ألفا اصحاب الكوكب الأبيض٬ والسبب في رغبتهم لإحتلال الأرض بدل البشر٬ والنبوؤات المسيرة لهم وصاحب تلك النبوؤات.
كالعادة ربط الكاتب مابين النظريات العلمية والخيال الجامح٬ واضاف اليه نظرة حالمة٬ فصنع رواية تخطفك برة عالمك بكل تفاصيلها. بداية من قصة الحب الرقيقة الرومانسية بين "عادل" و "صوفيا". وفكرة الكوكب النظيف٬ الآمن٬ الهادئ٬ المتطور تكنولوجياً بشكل باهر٬ وكأنها الجنة. وفكرة امكانية اعادة كوكب الارض الي نضارته وكأن الحياة تعطينا فرصة اخري. كما أعجبني قدرة الكاتب علي وضع الفرضية وتحليلها بنظام ماذا يحدث اذا؟. والدقة في رسم الشخصيات٬ والذكاء في تشابك الاحداث٬ والصعود التدريجي بالأحداث دون ملل كبناء درامي سليم حتي الوصول الي الذروة ثم الانجراف المتسارع بالاحداث حتي اكتشاف المفاجأة الاخيرة.
ومن باب اضافة المعلومات الهامة للقارئ٬ وضع الكاتب في نهاية كتابه جزء للمصادر والمعلومات الاضافية شارح به كل الاجزاء التي قد تكون غير مفهومة سواء علمية او تاريخية او سياسية لزيادة توضيحها.
علي الرغم من أن "الحصار الحديدي" كانت رواية جيدة الا ان "العودة الي الارض" أقوي من حيث الكتابة والحبكة وفكرتها ومفاجآتها. وفي انتظار الجزء الثالث ان شاء الله.
مروة طلعت
۱٤ / ۲ / ۲۰۲۲
#عايمة_في_بحر_الكتب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خماراويه

السلطانة شجر الدر 6

نشأة محمد علي باشا