صلاة العيد عند الفاطميين

 الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله                        الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا                       وسبحان الله بكرة وأصيلا

لا إله إلا الله

مظاهر الإحتفال بالعيد عند المسلمين بيتلخص الجزء الأكبر منها في صلاة العيد، ليها طقوس معروفة خصوصا عند المصريين، متوارثة من أجيال فيها فرحة كبيرة لما الأب ياخد أولاده وزوجته للمسجد، يصلوا ويكبروا بفرحة ويسمعوا الخطبة وبعد صلاة العيد يوزع القائمين علي الجامع الهدايا علي الاطفال حتي لو كانت رمزية. ومن بعدها يخرج الأولاد في الشوارع يلعبوا ويجيبوا بلالين وبمب ويركبوا المراجيح ويتباهوا بلبسهم الجديد. والأهالي تزور بعضها ويقدموا الفطرة (بضم الفاء) اللي هي الكحك والبسكوت والذي منه علي الترمس والسوداني والملبس، ومننساش طبعا العيدية اللي عاملة زي الجمعية الدايرة، الكل بياخد العيدية ويردها. كل الاحتفالات دي ليها أصل، مجتش من يوم وليلة، صحيح فيها اللي أتغيرلكن برده فيها اللي لسه موجود.

المصريين في دمهم حب الاحتفالات، وبيعرفوا يفرحوا بذمة حتي في أحلك الأيام، وده في جينات المصري من جدوده قدماء المصريين. كل مناسبة فيها أحتفال سواء ديني أو دنيوي. هنزرع يبقي نحتفل، هنحصد يبقي نحتفل، النيل فايض هنحتفل، النيل جف هنحتفل برده عشان يفيض. ده غير الاحتفالات الملكية والمناسبات الخاصة، شعب بيحب الفرحة، عطشان فرحة وبيجري وراها من قسوة الأيام. 

عشان كده لما دخل الفاطميين مصر، بمذهبهم الشيعي المختلف تماما عن مذهب أهل مصر السني، قروا المصريين كويس وحطوا أيدهم علي نقطة ضعفهم. ناس بتحب الهيصة، نهيصهم وماله، وأهوا يحبونا ويقربوا منا ويدخلوا في مذهبنا، وده للأسف اللي حصل لحد كبير وقتها. كان من ضمن الاحتفالات اللي عملها الفاطميين طقوس جديدة علي المصريين، كان رمضان والعيدين. وبما أن النهاردة عيد الفطر وكلنا لسه راجعين من صلاة العيد، هنركب سوا آله الزمن ونتفرج علي صلاة العيد في العصر الفاطمي.

ليلة العيد أيام الفاطميين كانت ليلة أهم من العيد ذات نفسه عند المصريين، فيه بيتجمع العامة في الساحات عشان ياخدوا كسوة العيد الجديدة للرجال والستات والاطفال من عطايا الخليفة الفاطمي للعامة والخاصة، واللي خصص مخصوص ليها ورش ومغازل في اسكندرية ودمياط وخصص من الميزانية 20 ألف دينار للحلل (بضم الحاء). ومع كسوة العيد كمان بيتوزع عليهم من دار الفطرة الكحك والبسكوت بتاع العيد. 

في يوم العيد بعد صلاة الفجربيخرج صاحب بيت المال (وزير المالية) في الصحرا برا باب النصر، عشان يتأكد أن الخدام والعبيد جهزوا المصلي اللي هيصلي فيه الخليفة الفاطمي ووزراؤه والمشايخ وكبار الدولة العيد. كان العيدين مبيتصلاش في المساجد كان "جوهر الصقلي" باني مصلي مخصوص للعيدين سنة 358 هجري  مفتوح كبير في الصحرا برا القاهرة شرق القصر الكبير عند باب النصر علي ربوة عالية وعلي بابها برج وفي وسط المصلي محراب كبير فوقه قبة كبيرة منقوشة ومزخرفة وجنبه منبر طوله 30 درجة سلم وعرضه 3 أذرع. جدد المصلي ده من بعده "العزيز بالله الفاطمي". للأسف المصلي ده مش موجود الآن زي ما القصرين الفاطميين أتزالوا، لكنه كان موجود في القرن ال 15 وعلي أساسه وصفه "المقريزي" في كتابه.  

صاحب بيت المال أتأكد أن السجاد الفاخر المتبخر مفروش علي الأرض، ومتعلق علي الحوائط فرش علي اليمين منقوش عليه سورة الفاتحة وسورة الأعلي، وعلي الشمال منقوش عليه سورة الفاتحة وسورة الغاشية. وعلي جنب المصلي فيه لواءين مشدودين علي رمحين ملبسين بأنابيب فضة، وأعلي المنبر مفروش فرشة حرير صغيرة زي الطرحة من فوق، وسلالم المنبر كمان مفروش بالحرير.

قبل صلاة العيد بيخرج الوزير ومعاه كبار رجال الدولة بهدوم جديدة وجميلة لحد باب قصر الخليفة الفاطمي، يستقبلوا الخليفة اللي بيخرج لابس ملابس بيضا مطرزة بالفضة والدهب وواحد من العبيد شايل فوقه الشمسية بتاعته اللي برده مطرزة بالفضة والدهب. يخرج الخليفة الفاطمي علي حصانه ومن فوقه الشمسية من وراه موكب ضخم وراه من الوزراء والامراء وكبار رجال الدولة والحاشية وجنده وعساكره، يخرجوا من باب مخصوص في القصر أسمه باب العيد (مكان شارع الصاغة حاليا) عشان الاقرب لباب النصر اللي وراه المصلي. ويقف علي الجانبين صفين من عساكر جيش الخليفة الفاطمي من باب العيد لحد باب المصلي، ومن ورا العساكر يقف المصريين يتفرجوا علي فخامة الموكب ويحيوا الخليفة.

يدخل الخليفة الفاطمي ومن وراه الوزيروالقاضي لحد المحراب ويقيموا الصلاة، وفي الركعة الاولي يقروا اللي منقوش علي الفرشة اللي ع اليمين وفي الركعة التانية يقروا المنقوش علي الفرشة الشمال. ووقت خطبة العيد يطلع الخليفة الفاطمي علي المنبر ويقعد علي الطرحة الحريرومن وراه الوزير يطلع ويبوس ايد الخليفة ويطلع قاضي القضاة ويقف عند السلمة السابعة ويبدأ الوزير يخطب نص الخطبة وبعدين ينزل ويكمل الخليفة الفاطمي نص الخطبة التانية.

وبعد أنتهاء الصلاة يرجع الموكب كله تاني من المصلي ويمشي بنفس الشكل بين صفين العساكر ومن وراهم المصريين اللي مستنيين العيدية من الخليفة،وفعلا يوزع الجند والحاشية العيديات من الدهب الملفوف في قماش حرير علي كل الناس. لحد ما يدخل الخليفة القصر، ويقعد علي كرسيه  في صدر الديوان ويبقي قصاده مفروش الأسمطة (الموائد) وعليها أنواع الكحك والحلويات الخاصة بعيد الفطر، ويفتحوا الابواب لعامة الناس الكل يدخل ياكل ويشرب وينبسط واللي عاوز كمان ياخد في شنطة منهم للبيت ياخد ( ومن هنا كانت بداية عادة الكيسة السمرا 😂😂) لحد صلاة الضهر، ومن بعده بينفض المولد من قصر الخليفة، وتبتدي زيارات الاهل واحتفالات المصريين في الساحات. 

مروة طلعت

10 / 4 / 2024

#عايمة_في_بحر_الكتب

#الحكاواتية

#بتاعة_حواديت_تاريخ

المصادر:-

مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ج1 - دكتورة سعاد ماهر محمد.

المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار - المقريزي.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خماراويه

السلطانة شجر الدر 6

نشأة محمد علي باشا