الحسن بن الصباح 5 (الحشاشين)
الحشاشين 5 ...
قالوا زمان في الاتحاد قوة والتفكك ضعف، وده اللي حصل بين الدولة السلجوقية و"حسن بن الصباح". في حين أن "الصباح" كان بيجمع أنصاره ومؤيديه حواليا ويعمل منهم طائفة قوية كل يوم بتقوي وبترعب العالم، كانت الدولة السلجوقية بتتفكك ووكل أبن من أبناء السلطان السلجوقي "ملكشاه بن ألب أرسلان" بينزع حتة من الدولة وينصب نفسه عليها سلطان. ومش بس أنقسام وتفكك السلاجقة ساعد في قوة وصعود طائفة "حسن بن الصباح"، ده كمان ساعد في نجاح الحملات الصليبية - أول حملة صليبية كانت سنة 1096م - وسقوط البلاد الإسلامية.
دائما وأبدا فتش عن المرأة - خدها مني أنا عارفة بقولك ايه - في النجاح أو الفشل دايما هناك إمرأة. وفي حالة الدولة السلجوقية كان فيه "تركان خاتون" زوجة السلطان "ملكشاه" وواضح أنها أخر زوجاته وأصغرهم عشان أبنها كان أربع سنين لما مات أبوه السلطان ومن هنا كانت الأقوي تأثيرا. الست "خاتون" كانت عاوزة أبنها "محمود" اللي عنده أربع سنين يبقي ولي عهد أبوه متخطي أخوه الكبير اللي عنده 12 سنة "بركياروق"، لا وظبطت حالها وأختارت "تاج الملك" وزير ليها وكل ده لسه في حياه السلطان "ملكشاه". لكن خططها دي متمشيش طول ما "نظام الملك" القوي وزير، لكن علي مين الزن ع الودان أمر من السحر. واللي حصل أن قلب السلطان "ملكشاه" أتملي بالحقد والنفور تجاه وزيره "نظام الملك" الحامي دولته واللي كان بيندهله ويقوله يا عمي. ومن هنا أشار غالبية المؤرخين بأصابع الاتهام للسلطان "ملكشاه" أنه راسل "حسن بن الصباح" في السر وسهله الطريق لقتل "نظام الملك".
وبعده بمدة بسيطه جدا حصله السلطان "ملكشاه"، وزي ما عملت "شجر الدر" بعد كده، قفلت "تركان خاتون" الأبواب علي جوزها الميت، وطلعت أمر بإسم السلطان بالقبض علي أكبر أبناؤه "بركياروق" اللي كان في أصفهان وسجنه، لكن شتان بينها وبين "شجر الدر" واحدة كانت بتبني والتانية كانت بتهد. ولما خبر موت السلطان "ملكشاه" أتعرف أنصار "بركياروق" فهموا اللعبة أنها حركة للإستيلاء علي العرش، وحصلت ثورة من أنصاره في أصفهان، وطلعوا علي السجن اللي فيه "بركياروق" طلعوه منه.
وعلي أعتبار أن ابنها هو السلطان وهي الوصية عليه، أمرت وزيرها "تاج الملك" بتجهيز أمراء وجيش السلطان "ملكشاه" لمحاربة "بركياروق" وأنصاره. وفي ساحة المعركة أول ما ألتقي الفريقين، أنشق أمراء "ملكشاه" من جيش "تركان خاتون" وأنضم لجيش "بركياروق"، ومن هنا حصبت الهزيمة لجيش "خاتون وابنها محمود" وفراره من المعركة وحصارهم في أصبهان من جيش "بركياروق".
تخلص بقي الحكاية علي كده ويرجع ملك السلاجقة كامل ل"بركياروق". لا ما هو خلاص معول الطمع دب في جسد السلاجقة، وحصل الصدع اللي مبيتلمش. ظهر علي الساحة عمه "تتش بن ألب أرسلان" وأخواته "محمد تابار بن ملكشاه" و"أحمد سنجر بن ملكشاه" وكل واحد جايب في ايده وزير له من أبناء "نظام الملك"، وكلهم طمعانيين ياخدوا السلطنة من "بركياروق"، ما هي ظاطت بقي.
أعوانك خانوك يا "بركياروق"، ومكنش قصاده غير حل واحد بس، أيوه هو اللي فكرت فيه ده، أنه يحالف "حسن بن الصباح". طول ما الأخوات بيتخانقوا فالشيطان هيرقص وسطهم. وأتبعتت الرسائل السرية ما بين "بركياروق" و"حسن بن الصباح" في قلعة ألموت وتم الاتفاق مابينهم علي أن "الصباح" يمده بالإسماعيليين ويطله خطط من دماغه جهنمية للأنتصارعلي أنه يشيل ايده خالص عنهم ويسيبهم يدعوا للإسماعيلية النزارية الباطنية براحتهم من غير قيد أو شرط. بالنسبة لعمه "تتش بن ألب أرسلان" ف"بركياروق" هزمه جنب مدينة سامراء في العراق حاليا، وغرقه في نهر دجلة.
أستمرت الحروب بينه وبين أخواته "محمد" و "سنجر" بين كر وفر، هزيمة وأنتصار. لحد ما هرب "محمد تابار بن ملكشاه" علي الخليفة العباسي "المستظهر"، وفضل يتمسكنله ويقوله شايف "بركياروق" أتحالف مع الإسماعيليين الشيعة علينا، قام أعلن الخليفة "المستظهر" أن "محمد بن ملكشاه" هو سلطان السلاجقة وأمر بالدعاء له ع المنابر.
طب و"سنجر بن ملكشاه" فين من ده كله؟!. "سنجر" ساب الساحة ل"محمد" يواجه فيها "بركياروق" براحته، وخد خراسان وخلاها سلطنة له ع الديق كده. وأستمرت الحروب بين "بركياروق" و"محمد" بس المرة دي كانت هزائم "محمد" متتالية ومش قادر يصد هجمات جيش "بركياروق" والإسماعيلين عليه، وابتدي "محمد" يتقهقر و "بركياروق" يتقدم، لحد ما هرب "محمد تابار" لأخوه "أحمد سنجر" في خراسان.
"أحمد سنجر" مكنش عاوز يخش في حروب وصراعات مع "بركياروق" عشان عارف أنه مش في نفس قوته، فبعت في سنة 1101م رسالة لأخوه "بركياروق" وقاله أنا معاك في أي حاجة واللي يرضيك ونحط ايدينا في ايد بعض ونفوق لعدونا الحقيقي المشترك ونقضي علي طائفة "حسن بن الصباح"، اللي بسبب تحالفهم مع "بركياروق" طاحوا في خلق الله وبدأت مخططاتهم ونواياهم تبان وسيطروا علي قلعة بشرق البرج وقلعة شاه ديز وسيطروا علي طرق رئيسية تجارية حيوية، وبقوا زي السرطان في الجسم السلجوقي زي ما حكينا في الجزء الرابع، مع وعد أنه هيسيطر علي "محمد تبار" اللي موجود عنده، ووافق "بركياروق" وقرر وضع حد لقوة "حسن بن الصباح" بس بعد ايه.
كان قبلها في سنة 1099م زي ما حكيت في الجزء الرابع، وقبل اتفاق "سنجر" و"بركياروق" طلع "أحمد سنجر" جيشه علي قلعة ألموت، واللي أتسببت الطلعة دي في قتل وزيره "فخر الدين بن نظام الملك" علي ايد واحد من الاسماعيلية النزارية.
في سنة 1101م، تحتلف الاخين "بركياروق" و "سنجر" وطلعت حملة قوية علي قلعة ألموت، وأستمر القتال فيها شديد، وكان النصر باين ووشيك، لحد ما "حسن بن الصباح" شخلل بدهبه لأمير الجيش فلمعت عينيه وخد الدهب والجيش وأنسحب وقال أنهزمنا. لكن "بركياروق" مقبلش الهزيمة د وعمل هجوم علي كل إسماعيلي نزاري موجود في أصفهان، وعمل مدبحة قتل فيها أكتر من 800 إسماعيلي نزاري من سكان أصفهان، ماهم كانوا عايشين براحتهم ومعلنين عن نفسهم وواخدين الأمان بقي ماهو "بركياروق" كان مديهم الضوء الاخضر. ومن أصفهان لبغداد قلد الخليفة العباسي "المستظهر" اللي بيحصل في أصفهان - بعد ما أعترف ب "بركيارق" سلطان للسلاجقة وأمر بالدعاء له ع المنابر - وقتل كل اللي يعرفه أنه إسماعيلي وحرق كتبهم وقبض علي "إبراهيم أسدآبادي" واحد من أبرز الإسماعيلية في بغداد، ولما حكم عليه الخليفة العباسي بالاعدام ضحك "أسدآبادي" وقال: "حسناً، إنكم ستقتلونني؛ ولكن هل يمكنكم قتل هؤلاء الذين في القلاع؟!" لسان حاله بيقول بتتشطروا علينا والراس الكبيرة وقوتها لسه موجودة بتدبر وتخطط، كلام منطقي ماهو محدش بيقتل التعبان من ديله هيطلعله غيره تاني عادي. وأبسط دليل كان رد "حسن بن الصباح" لما بعت 3 من الاسماعيليين أغتالوا 3 من أهم شخصيات السلاجقة وهم مفتي أصفهان، ووالي بيهق مدينة في ايران حاليا، ورئيس الكرمية وهي جماعة متشددو ضد الاسماعيلية. دايما "حسن بن الصباح" كان بيغتال الرؤوس الكبيرة علي طول مبيضيعش وقته مع الديول.
في ربيع الأول سنة 497هجري 1103م، قدر "أحمد سنجر" يصلح العلاقات بين أخواته "بركياروق" و "محمد تبار"، لكن كل واحد أحتفظ بالبلاد اللي فيها تحت حكمه وأتلم الشمل ورجعوا أيد واحدة تاني قصاد "حسن بن الصباح". وحيث أنهم أتحدوا رجعت الكفة تميل ناحيتهم تاني. وفي سنة 1104م، شن الأخوات التلاتة "بركياروق" مع "محمد تبار" و"أحمد سنجر" حملة مجمعة، علي قلاع الاسماعيليين، و نجحت الحملة المرة دي في تدمير قلاع الإسماعيليين في المنطقة، وسلب ونهب المستوطنات الإسماعيلية وأخدوا بعض من سكانها عبيد. لكن "حسن بن الصباح" برده مكنش لقمة طرية فقدر في مدة قصيرة تقوية نفسه مرة تانية.
في سنة 1105م، أتصاب السلطان "بركياروق" بالسل والبواسير وبعد فترة من مرضه توفي يوم 2 ربيع الآخر سنة 498 هـجري، 1105م في أصفهان عن عمر 25 سنة وقبل وفاته أعطي ولاية العهد لأبنه "ملكشاه بن بركياروق" اللي كان عنده 4 سنين و 8 شهور. وللحديث بقية ...
(يتبع)
مروة طلعت
16 / 2 / 2024
#عايمة_في_بحر_الكتب
#الحكاواتية
#بتاعة_حواديت_تاريخ
المصادر:-
دولة النزارية - طه شرف.
حركة الحشاشين تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي - د/ محمد عثمان الخشت.
طائفة الإسماعيلية تاريخها، نظمها، عقائدها - د/ محمد كامل حسين.
الدولة الفاطمية في مصر سياستها الداخلية ومظاهر الحضارة في عهدها - د/ محمد جمال الدين سرور.
الكامل في التاريخ ج9 - ابن الأثير.
البداية والنهاية ج 16 - ابن كثير.
تعليقات
إرسال تعليق