فاندار (ريفيو)

 أنتهيت من قراءة رواية "فاندار" للكاتب الدكتور "حسام حلمي" الصادرة عن دار إبهار في طبعتها الأولي بعدد صفحات 164 صفحة.

الرواية تصنف من أدب الفانتازيا. والفانتازيا هي الخيال المبدع الذي يتناول الواقع من رؤية غير مألوفة، مزج الواقع بالخيال الذي يعتمد في المقام الأول علي الخوارق والأساطير والسحر، ومن هنا يختلف الأدب الفانتازي عن أدب الخيال العلمي أو أدب الرعب، فالأدب الفانتازي يخلوا تماما من العلم الموجود في أدب الخيال العلمي، قد يضم أدب الخيال العلمي جزء من الأدب الفانتازي إنما العكس غير صحيح. وحتي يصل لمنظورنا مفهوم الأدب الفانتازي نستطيع القول أن سلسلة أفلام ملك الخواتم و هيل بوي من نوع الأدب الفانتازي مثلا.

رواية "فاندار" من نوع الأدب الفانتازي التاريخي، وهذا يعني مزج الوقائع والاحداث والشخصيات التاريخية بالخيال غير المألوف أي مزجه بخيال الأساطير والسحر. ففكرة الرواية ككل عبقرية تنم عن كاتب مثقف جدا في التاريخ، فأستطاع أن يتلاعب به بحرفية في سلسلة خياله الفانتازي دون شطط وقد تكون في رسمه وأستغلاله لنهايات الشخصيات منطقية الحدوث أو سهلة التصديق، كما حدث سابقا في رواية قلادة مروخ للكاتب سعد الدين أحمد.

بطلة الرواية "سارة" أو "الناظرة في الظلام" التي مهدت لمولدها نبوءة تجعلها صاحبة نهاية سوداوية للعالم كله، وظلت النبوءة وأحداثها الجسام مخفية عن سارة حتي تمت ال 15 عام ومن هنا بدأت التحولات. مزج الكاتب في حكايته مواقف كثيرة وأحداث من التاريخ لشخصيات مختلفة في الزمن والمكان بطريقة الفلاش باك ما بين الفصول، مما أعطاها غموض محبب ومحفز للقارئ كي يستمر في القراءة حتي ينكشف له السر في النهاية. تنوعت الشخصيات فكان هنا سفينة نوح وسيدنا الخضر وتحتمس الرابع والصوفي محمد صائم الدهر وقيصر روما نيرون وكاليجولا ونابوليون بونابرت وعمر مكرم، كل هؤلاء امتزجوا بشكل خيالي في خط سردي للأحداث متشابك بشكل متقن. وقد أضاف لروايته لمسه معلوماتية تفيد القارئ عندما وضع في الهوامش أصل الحكايات من مصادرها الحقيقية.

كتبت الأحداث التاريخية الفانتازية بشكل سينمائي وكأنه فيلم تشاهده، ولكن كان الفصل الرابع في الرواية هو الأروع بالنسبة لي فكانت الذروة الحقيقية للرواية وتوالي بعدها الأحداث التي لن تجعلك تترك الرواية حتي أنتهائها. لغة السرد والحوار بالفصحي المبسطة، وأن صادف بعض اللغويات الثقيلة بسطها الكاتب وأوضح معناها فكانت لغة حوار وسرد هادئة دون تعقيد.

 في أي عمل مميزاته وعيوبه وتلك الرواية عيبها نهايتها كانت سريعة وكان ممكن أن تطول وتوضح بها أحداث أكتر. وأيضا مشهد دخول سارة المدرسة مع الطيف غريب بالنسبة لي لأنه حدث في وقت من المفترض أن سارة لا تعرف شئ عن حقيقة الطيف.

في النهاية أستمتعت جدا بالساعات التي قرأت فيها رواية فاندار وأنتظر المزيد من الكاتب الدكتور حسام حلمي.   

مروة طلعت

28 / 1 / 2024

#عايمة_في_بحر_الكتب

#ريفيوهات_مروة_طلعت



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خماراويه

السلطانة شجر الدر 6

نشأة محمد علي باشا