الغاوون (ريفيو)
انتهيت من قراءة رواية "الغاوون" للكاتب الأستاذ "عمرو مرزوق"، الصادرة عن دار نون، في طبعتها الأولي، بعدد صفحات 187 صفحة.
رواية "الغاوون" تصنف من أدب الرعب، وتصنف عندي من الرعب العالي المستوي، فقليل من روايات الرعب بالذات القادرة علي جذبي من أول صفحة فلا تعطيني فرصة تركها حتي اخر صفحة. وطوال صحبتي مع الرواية مستوي الادرينالين في ارتفاع، الي جانب الشغف والترقب والرغبة في الوصول لحل اللغز.
الرواية مكتوبة باللغة العربية الفصحي سردا وحوارا، باسلوب سهل وبسيط يدمج القارئ في جو القصة. أما بالنسبة للقصة فهي تدور في فلك اللعنة الغير معروفة مصدرها التي تصيب البطل أو البطلة كأغلب قصص الرعب، لكن الاختلاف هنا في الحبكة.
قسم الكاتب روايته بين ثلاث رواه للحكاية، كل راوي يحكي الحكاية من منظور ما رأي وسمع. وعلي الرغم من اعادة نفس المشاهد، بنفس الحوار تقريبا في كل مرة، لكن الحرفية هنا ان الكاتب لم يدع القارئ يشعر بالملل، فكان الاختلاف موجود في اختلافات وجهات النظر لكل راوي عن الاخر.
للكاتب موهبة في رسم مشاهد الرعب باتقان، عندما قرأتها كأني أشاهد مايصفه أمامي بل وأشعر به. فكانت من المرات القليلة التي اندمج فيها مع رواية رعب بكل حواسي، وصل بي الحال ان اصبحت اخشي علي البطلة واتعاطف معها في كل ما مرت به من أهوال. ومن الملاحظ ان الكاتب جمع كل المخاوف بداخل روايته، بمعني لو بتخاف من القبور هتلاقي، من الزواحف هتلاقي، من الجن، رعب المرايات، الكوابيس، الغرق، الرعب المعوي، الأسحار، حتي الرعب من الأشخاص الودوين أكثر مما ينبغي، برده هتلاقي.
ما استغربت له في الرواية، هو سهولة دخول المقابر ليلا لكل أبطال الرواية، حتي فتح مقبرة الدفن ذات نفسها بسيطة وسهلة، وكأنها تدخل احدي غرف بيتهم، وليس مرة ولا مرتين، جعلني اتساءل هو مفيش حانوتيه في المكان، ده غير انها لحظات افظع وأرعب بكثير مما وصفها الكاتب الا بقي لو كانوا خدوا مناعة من تراب السكة رايح جاي. الحاجة التانية ان الكاتب أطال في وصفه لكل مشاهد الرعب التي تعرضت لها مريم المسكينة وعذابها، وجه عند اللي ميتسماش _ عشان منحرقش الرواية_ وخلا نهايته كأنه مانشيت في جرنال، طب مش لازم تبرد نارنا بعد اللي حصل في مريم.
عجبني اسم الرواية فهي مناسبة جدا للفكرة، تعطي انطباع ديني وهدف محبب.في الحقيقة الرواية ممتعة جدا، وتستاهل القراءة، رواية متكاملة فنيا وأدبيا، حبكة وسرد واسلوب، بس النهاية كنت أتمني تكون أكثر تفصيلا، ولكنها لا تنقصها.
مروة طلعت
#عايمة_في_بحر_الكتب
#ريفيوهات_مروة_طلعت
تعليقات
إرسال تعليق