سان ستيفانو
وعمار يا اسكندرية، يا جميلة يا ماريا، وعد ومكتوب عليا ومسطر ع الجبين.
لأشرب م الحب حبة وانزل بحر المحبة، واسكن حضن الأحبة، والناس الطيبين.
حكاياتك يا اسكندرية، لو اتكتب علي ورق الدنيا ميكفهاش. اسكندرية اللي شالت أرضها ناس من كل صنف ولون. من كل بلاد الدنيا اتجمعوا وعاشوا في اسكندرية، العدو والحبيب. مدينة ساحرة تجبرك تحبها، ومهما كابرت هتسمع واحده ايوه اسكندراني تجيبك الأرض.
الجميلة الماريا، عاش فيها الايطالي واليوناني، جنب ولاد البلد، وصبحوا منهم. زي الكونت "إستيفان زيزينيا" الايطالي، اللي أسره سحر اسكندرية، وبني قصر فخم وضخم علي الكورنيش شرق اسكندرية. الكونت ده كان له قديس شفيع بيبجله، هو "القديس إستيفانوس"، اللي كان من ضمن 7 شمامسة بيخدموا الكنيسة في القدس، وهو أول شهيد في المسيحية سنة 34م أو 35م، لما اليهود رجموه بالحجارة في القدس، واندفن فيها، لكن بعد كده اتنقل رفاته من القدس الي روما بإيطاليا، واتعملتله هناك كاتدرائية "سانتو استيفانتو"، اللي تعتبر من أكبر و أقدم الكنائس الدائرية في روما.
لما جه الكونت "إستيفان زيزينيا" وقرر يعيش في اسكندرية، بنا قريب من قصره كنيسة سنة 1863م، وسماها علي اسم قديسه "سان استيفانو"، و سان يعني السيد لفظ للاحترام. وفي سنة 1878م، بينتصر الصرب بمساعدة روسيا علي الدولة العثمانية في موقعة "سان استيفانو" - وهي ضاحية غرب اسطنبول بتركيا - وبيتم عمل اتفاقية مابين روسيا والدولة العثمانية، اللي كانت تغتبر بداية النهاية للدولة العثمانية. وكان اول الفرحين بالانجاز ده كانوا الانجليز - واللي كانوا في الوقت ده ليهم امتيازات وصلاحيات برضا الخديو "توفيق" - فقرروا علي سبيل الكيد في العثمانيين، انهم يخلدوا ذكري المعركة دي، وتطلق شركة ترام الرمل رسميا اسم المعركة، علي محطة الترام اللي بتمر علي كنيسة "سان استيفانو"، وتبقي المنطقة كلها اسمها "سان استيفانو".
وفي سنة 1887م، بيتهد قصر "إستيفان زيزينيا"، ويجي المهندس المهماري "بوغوص نوبار"، ابن "نوبار باشا" أول رئيس وزراءء لمصر، يبني مكان القصر فندق كبير، وافتتح علي ايد الخديو "توفيق".
في سنة 1914م، بتقوم الحرب العالمية الأولي، وبيتحول الفندق لمستشفي ميداني للجيش البريطاني. وبعد انتهاء الحرب، افتتح الفندق كفندق للمرة التانية، وفضل شغال لحد الستينات رمموه فيها.
طبعا مش محتاجة أقول ان الفندق كان خاص بكريمة المجتمع، من الملوك والأمراء والباشاوات، كمان كان الكازينو الملحق بالفندق معمول على الطراز المعماري لمنتجعات جنوب فرنسا الترفيهية، وكان من زوار الفندق الدائمين الإمبراطور "لو سالفاتور" من هابسبورغ، من الإمبراطورية النمساوية المجرية. وفي السبعينات شهدت قاعات الفندق محادثات السلام بين الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" ورئيس الوزراء اﻻسر.ائي.لي "مناحم بيجن".
وفي يوليو 2007م، هدوا فندق وكازينو "سان استيفانو" خالص، وبنوا مكانه "سان استيفانو جراند بلازا". وفضل "سان استيفانو" هو القديس الغير مصري الوحيد اللي اطلق اسمه علي حي عريق في مدينة مهمة وهي الاسكندرية.
مروة طلعت
15 / 2 / 2023
#مروة_طلعت
#عايمة_في_بحر_الكتب
#بتاعة_حواديت_تاريخ
#أحسن_ناس
المصادر:-
علي عتبة المقام - سهير عبد الحميد.
أحياء اسكندرية - كارم سرور.
سان استيفانو - المصري اليوم - 3/7/2010
تعليقات
إرسال تعليق