صلاح الدين الايوبي 16

 لم يدرك "أرناط" بأن حركاته الصبيانية أخرجت مارد الغضب من صدر "صلاح الدين" _ دبور وزن علي خراب عشه _ ووقتها أعلن "صلاح الدين" الجهاد ورفع حالة الاستعداد القصوي للحرب الكبري في كل البلاد اللي تحت حكمه على مملكة بيت المقدس.

في الوقت ده كان ميعاد رجوع قافلة الحجاج من الحجاز، واستعد "أرناط" كعادته الاخيرة انه يقطع الطريق عليهم، من قصاد حصن الكرك اللي هو حاكمه. لكن المرة دي كان "صلاح الدين" مستعدله، وسبقه وبعت فرقة من جيشه أمنت الطريق للحجاج، وطبعا "أرناط" زي أي جبان لما شافهم مات في جلده وقفل حصنه علي نفسه، لحد ما وصلوا الحجاج لبلادهم  بالسلامة. 

كانت قوات "صلاح الدين" تضم 12 ألف فارس، و13 ألفا من المشاة. وبعت رسل لكل البلاد الاسلامية اللي تحت سلطانه يدعوا الناس للجهاد ويمشي المنادي بين الناس ينادي ويقول يا الإسلام، زي ما "صلاح الدين" كان بيمشي بين جنوده وينادي بيها عشان يحمسهم وعينيه مليانه بالدمع. وفعلا استجاب الناس وانضم للجيش قوة كبيرة من المتطوعين ورجال الاحتياط من كل بلاد مصر والشام حتى اتقال أنه زاد عددهم على الستين ألف، وده كان عدد مهول بالنسبة لأعداد السكان والجيوش وقتها.

عبر "صلاح الدين" بجيشه نهر الأردن جنوبي طبرية، وسار في اليوم التالي إلى تل (كفر سبيت) في الجانب الجنوبي الغربي من طبريا، وحاول الاشتباك مع الصليبيين، فرفضوا القتال، وفي 2 يوليو ١١٨٧م استولى جيش "صلاح الدين" على بحيرة طبرية قاطعا على عدوه طريقه إلى الماء. 
 
اعتمد "صلاح الدين" في حربه علي تكسير الروح المعنوية الصليبيين قبل المواجهه وانهاكهم. وواجه الجيش الصليبي مشاكل أثرت تأثير سلبي على قدرته القتالية، منها:
- انحطاط روح أفراده المعنوية، وده بسبب الانقسام في الرأي بين القادة؛ زي ماقولنا بقوا زي المركب اللي ليها كذا ريس،  فطلعوا وهم  مُكرَهين بين مؤيد للزحف ومعارض له.
- حرارة الجو كانت شديدة جدا في شهر يوليو، في عز الصهد.
- مفيش مياة بعد ما قطع "صلاح الدين" عليهم الطريق وخلاهم يموتوا من العطش.
- طول الطريق، وكان طوله 16 ميل.
- تعرضهم لهجمات المسلمين الخاطفة، حرب استنزاف.
- زود "صلاح الدين" معاناتهم، ففوق ده كله في كل مكان أحرق جيش المسلمون الأعشاب والشجيرات، واعتمد "صلاح الدين" في خطته دي علي الرايح اللي كانت متجهة لمعسكر الصليبيين فخدت الأدخنة والحرارة في اتجاه المعسكر الصليبي، فزاد عذابهم واجهادهم خصوصا مع انعدام مياة الشرب، 

فنزلوا بسرعة علي (حطين)، وكان في انتظارهم "صلاح الدين" بجيش المسلمين. في البداية هاجمت قوة صليبية بقيادة "ريموند الثالث" المسلمين، في محاولة لاحتلال الممر المؤدي إلى قرية حطين حيث بعض ينابيع الماء والآبار، عشان ينقذوا نفسهم من الموت عطش. فانفصلت عن باقي الجيش اللي وراه، ولما وصلوا للممر لقوا نفسهم مطوقين وحواليهم المسلمين، فحاولوا يشقوا طريق ليهم عبر صفوف المسلمين، ولكن الرماة رموهم بالنبال، فلقي عدد كبير منهم مصرعهم على طول، ووقع الباقي في الأسر.

في وسط الفوضى اللي حصلت في الجيش الصليبي، حاول الملك "ريموند الثالث" ينصب خيمة تكون مركز لإعادة تجمع الجيش، لأنه حسب حسبته وشاف الاسباب والنتايج واتأكد قبل ما تنتهي المعركة أن النصر هيكون لصالح "صلاح الدين"، وعشان كدة بذل كل ما عنده من ذكاء عشان ينجي نفسه من المعركة، فحاول التراجع بس فشل. وحصل بين الجنود الصليبيين كلام داير حوالين رعبهم من المواجهة والموت، فالمعركة محسومة جيش ميت من العطش والجوع والحر ومفرهد ادامه نتيجتين يا هيموت من العطش يا هيموت من سيوف المسلمين، يعني كده ميت وكده ميت، واتحول الخوف لهمسات واتحولت الهمسات لكلام واتحول الكلام لصريخ وقجأة طلع واحد من بين صفوف الصليبيين وصرخ: "من كان منكم يستطيع الهرب فليهرب؛ لأن المعركة ليست في جانبنا"، لكن الهروب -حتى الهروب- كان مستحيل.

ولما لقي "ريموند الثالث" الهروب نقسه مستحيل كرر محاولته لفك الطوق عن قواته، والانسحاب من المعركة عن طريق القيام بصدمة الجناح الإسلامي المقابل له بقيادة "تقي الدين عمر"، والمرة دي نجحت خطته عبر ثغرة فتحهاله "تقي الدين عمر" بمزاجه بناء عن أوامر "صلاح الدين"، وبعد أن اخترق صفوف المسلمين، أغلق القائد المسلم الثغرة، فانسحب "ريموند" من ساحة القتال، وخد ديله في سنانه علي (صور)، ومنها علي (طرابلس).

اتجمع بعض فرسان الصليبيين حول خيمة ملك مملكة بيت المقدس لشن هجوم مضاد، لكن "صلاح الدين" سبقهم، فاندفع المسلمون وطلعوا التلة اللي اتنصبت عليها الخيمة وأنهوا المعركة، وأسروا كل اللي فيها وفيهم الملك نفسه وأخوه، و"رينولد دي شاتيون" - "أرناط" - أمير الكرك، والكثير من جماعة الداوية والإسبتارية المعروفين بفرسان الهيكل،  واتقتل منهم اتأسر كتير.

كتفوا الأسرى بالحبال والسلاسل واتجروا علي خيمة "صلاح الدين" اللي نصبها في مكان المعركة. ولما دخل "صلاح الدين" عليهم، استقبل ملك "ملك بيت المقدس" والأمراء بلطف وابتسامة وكأنهم ضيوفه مش أسري، وعاملهم معاملة ملوك من غير اهانة لدرجة انه قعد ملك بيت المقدس جنبه. وكان هلكان من العطش، فأمر "صلاح الدين" باجضار الماية المثلجة، وناول ملك بيت المقدس كأس ماية ساقعة، فشرب منها وأدي الباقي منها ل "ارناط" اللي كان واقف جنبه. وعلي حسب تقاليد الضيافة العربية الاسير اللي ياكل ويشرب فده معناه الإبقاء على حياته، فلما شرب "أرناط" قام "صلاح الدين" واقف بحدة واتغير طريقة كلامه ونبرة صوته للغضب وقال: "إن هذا الملعون لم يشرب الماء بإذني فيناله أماني". يعني أنا مأذنتش لأرناط بالشرب وده معناه ان ملوش أمان عنده، فلو نفتكر اننا قلنا ان "صلاح الدين" كان أقسم قبل كده علي قتل "أرناط" بيديه. وبص ل"أرناط" ورصله كل جرايمه وخيانته وغدره للعهود، والمصيبة الأعظم تطاوله علي رسول الله صلي الله عليه وسلم. وفجأة شد سيفه وطير رقبه "أرناط"  بنفسه، الحركة المفاجئة دي خلت ملك بيت المقدس يتنفض من مكانه لانه افتكر ان "صلاح الدين" هيعمل فيه كده هو كمان، لكن "صلاح الدين" طمنه وأمنه، وقال له: "إن الملك لا يقتل ملكًا، وإنما هذا فإنه تجاوز الحد، فجرى ما جرى".

استمر "صلاح الدين" في الزحف من بعد موقعة حطين لحد ما وصل لميناء "عكا" واستسلموا اللي فيها ودخلها بأمان.  ومن بعدها حاصر "عسقلان" 14 يوم، لحد ما ستسلمت ودخلها برده بأمان. ولما قدر "صلاح الدين يسيطر علي عكا وعسقلان وعلي كل البلاد اللي علي البحر، قدر يحاصر "بيت المقدس" وبكده منع عنها أي امدادات ممكن تجيلها من اوروبا عن طريق البحر. وبعت لقائد أسطوله في مصر "حسام الدين لؤلؤ" رسالة أمره فيها يخرج بأسطوله من مصر لحماية الشواطئ، وقطع الطريق على مراكب الصليبيين والاستيلاء عليها.

سكان بيت المقدس شافوا بعد تساقط المدن والمعاقل الداخلية والساحلية بيد "صلاح الدين"، أنهم محاصرين فعلا. واترعبوا لفكرة "دخول جيش "صلاح الدين" المدينة، لانهم افتكروا انه متوحش زيهم وهيدبحهم ويفنيهم ويخلي الدم مغرق الشوارع لحد الركب زي ما عملوا في سكان القدس لما دخلوها الصليبيين من 88 سنة. فبعتوله وفد اجتمع بيه في عسقلان وهم خايفين، ففوجئوا بيه بيعرض عليهم تسليم المدينة بالشروط نفسها التي استسلمت بها بقية المدن والمعاقل الصليبية، يعني يؤمنهم على أرواحهم ونسائهم وأولادهم وأموالهم، ويسمح للي عاوز يخرج من المدينة سالم، ولكن حلمه وتسامحه ده طمع سكان بيت المقدس ورفضوا يسلموا المدينة، وهنا أقسم "صلاح الدين" أنه هيدخلها بحد السيف.لكنه  كرر "صلاح الدين" عرضه على سكان بيت المقدس، عشان مكنش عاوز يستخد العنف في دخول القدس بالذات لانه مدينة ليها حرمتها وقدسيتها عند المسلمين والمسيحيين على حد سواء. لكنهم أصروا على موقفهم الرافض، وهنا قرر "صلاح الدين" اقتحام المدينة غصب. 

وفي 20 من رجب، بدأ بنصب المجانيق. واشتغل الطرفين ضرب بقذائف المجانيق، وقاتل أهل بيت المقدس والمسلمون باستماتة، ولما شاف الصليبيون شدة القتال، حسوا أن الموضوع اكبر منهم، بعتوا وفد ل "صلاح الدين"، وقالوله احنا موافقين علي الاستسلام بشروطك اللي عرضتها قبل كده. لكنه قالهم لا ده كان زمان كان فيه وخلص. انا دلوقتي فاتح المدينة بحد السيف، مكنش استسلام بالمودة. وهنا زاد الفزع بيهم وعرفوا ان خلاص كده "صلاح الدين" داخل وهينتقم منهم علي طريقتهم، طريقة السفاحين. لكن "صلاح الدين" قال: لا أفعل بكم إلا كما فعلتم بأهله حين ملكتموه سنة ٤٩١هجرية من القتل والسبي، وجزاء السيئة بمثلها".

وبالفعل سلم الصليبين بيت المقدس، ودخل "صلاح الدين" المدينة يوم الجمعة 27 من رجب، وشاءت الظروف أن يصادف اليوم ده في التاريخ الهجري، ذكرى ليلة الإسراء والمعراج. وظهر القاد المسلم الحليم لما قرر السماح للصليبيين بمغادرة المدينة مقابل 10 دنانير للرجل سواءغني أو فقير، و5 دنانير للمرأة، ودينارين للطفل، بشرط يكون الدفع والخروج من المدينة في مدة 40 يوم، لكن كان في المدينة اكتر من عشرين ألف فقير مكنش معاهم المبلغ؛ فوافق "صلاح الدين" أن يدفع "باليان" قائد القوات الصليبية في بيت المقدس مبلغ إجمالي قدره 30 ألف دينار عن 18 ألف منهم. لكنه بعد وقت قليل تجاوز عن المبلغ الخاص بالفدية خصوصا للفقراء. ومن علامات تسامحه و رحمته انه لما شاف فقراء الصليبيين خارجين ناشيين علي رجليهم واللي شايلة ابنها واللي شايل ابوه علي ضهره واللي شايل مريض، فأمر بتوزيع الدواب عليهم عشان يركبوها وترحمهم من مشقة السفر، وسمح لعدد كبير جدا من الفرا والمرضي بالخروج من غير ما يدفعوا الفدية. وفي موقف تاني جاتله بعض النساء الصليبيات اللي أولادهم في الأسر بيبكوا انهم هيمشوا ويسيبوا ولادهم، فقلبه رق لحالهم وأمر باخراج كل اولادهم المأسورين في السجون والرحيل مع امهاتهم. وموقف تالت لما راهبة صليبية كانت من نساء ملك من ملوك الروم استأذنته بانها تفضل في بيت المقدس، فسمحلها وأمنها علي نفسها وأتباعها. وموقف رابع لما سمح لرجال الدين الصليبيين انهم ياخدوا معاهم كل اللي عاوزينه من متاع وفلوس عشان يخرجوا ورا الخارجين من الفقرا ويوزعوه عليهم. ومواقف كتير جدا أشاد بيه المؤرخين الغربيين قبل المسلميين في سجلات التاريخ. والغريب ان الصليبيين اللي خرجوا من بيت المقدس محملين بسماحة "صلاح الدين" اتقفلت في وشهم ابواب الامارات الصليبية من اخوانهم لدرجة ان معظمهم ماتوا جوع وبرد. يقول "فيليب حتي" المرخ اللبناني: "وكان الفرق جليا بين معاملة صلاح الدين للمدنيين من الفرنج ومعاملة الفرنج للمسلمين قبل ذلك بثمان وثمانين سنة". فرق رهيب ما بين الهمجية والسماحة، مابين الار.هاب والانسانية والنبل والشهامة. فهو قائد مسلم تحلي بسماحة الاسلام. 

وبعد خروج الصليبيين من "القدس" ابتدا "صلاح الدين" يمحو الآثار الصليبية في المدينة، فرجع قبة الصخرة، والمسجد الأقصى زي ما كانوا، بعد ما كان الصليبيين حولوهم لاسطبل. وغسلت الصخرة بماء الورد واتبخرت. ودخل "صلاح الدين"  المسجد الأقصى يوم الجمعة ٤ من شعبان، وجاب قاضي دمشق مخصوص "محي الدين بن زكي الدين" عشان يخطب خطبة الجمعة اللي انقطعت عن المسجد الاقصي والقدس لمدة 88 سنة تقريبا. وكانت صلاة جمعة وكأنها عيد ويوم مشهود، وبتتصلي في المسجد الاقصي وبتتردد في أرواح كل مسلمين الارض. 

وصعد القاضي "محي الدين بن زكي الدين" علي المنبر يخطب في الناس وقال: "أيها الناس أبشروا برضوان الله الذي هو الغاية القصوي والدرجة العليا٬ لما يسره الله علي أيديكم من استرداد هذه الضالة وردها الي مقرها من الاسلام بعد ابتذالها في أيدي المشركين قرابة مائة عام٬ وتطهير هذا البيت الذي أذن الله أن يرفع وأن يذكر فيه اسمه٬ وإماطة الشرك عن طرقه بعد ان امتد عليها رواقه٬ واستعمر فيها رسمه٬ ورفع قواعده بالتوحيد فإنه بني عليه بالتقوي فإنه أسس علي التقوي من خلفه ومن بين يديه٬ فهو موطن أبيكم إبراهيم٬ ومعراج نبيكم محمد صلي الله عليه وسلم٬ وقبلتكم التي تصلون اليها في ابتداء الاسلام. وهو مقر الأنبياء٬ ومقصد الأولياء٬ ومقر الرسل٬ ومهبط الوحي٬ ومنزل تنزل الأمر والنهي٬ وهو في أرض المحشر وصعيد المنشر٬ وهو في الأرض المقدسة التي ذكرها الله في كتابه المبين. وهو المسجد الذي صلي فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم بالملائكة المقربين٬ وهو البلد الذي بعث الله اليه عبده ورسوله وكلمته التي ألقاها الي مريم وروحه٬ عيسي الذي شرف الله برسالته وكرمه بنبوته ولم يزحزحه عن رتبة عبوديته فقال الله تعالي: { لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله} وهو أول القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين٬ لا تشد الرحال بعد المسجدين الا إليه٬ ولا تعقد الخناصر بعد الموطنين إلا عليه. ولولا أنكم ممن اختار الله من عباده واصطفاه من سكان بلاده لما خصكم بهذه الفضيلة التي لا يجاريكم فيها مجار٬ ولا يباريكم في شرفها مبار٬ فطوبي لكم من جيش ظهرت علي أيديكم المعجزات النبوية٬ والوقعات البَدرية٬ والعزمات الصِديقية٬ والفتوحات العُمرية٬ والجيوش العثمانية٬ والفتكات العُلوية. جددتم للإسلام أيام القادسية٬ والوقعات اليرموكية٬ والمنازلات الخيبرية٬ فجازاكم الله عن نبيكم أفضل الجزاء٬ وشكر لكم ما بذلتموه من مهجكم في مقارعة الأعداء٬ وتقبل منكم ما تقربتم به اليه من مهراق الدماء٬ وأثابكم الجنة فهي دار السعداء٬ فاقدروا رحمكم الله هذه النعمة حق قدرها٬ وقوموا الي الله بواجب شكرها٬ فله النعمة بتخصيصكم بهذه النعمة وترشيحكم لهذه الخدمة".

ما أروعها من خطبة٬ ربنا يوعدنا ونسمعها تاني علي منبر المسجد الاقصي عاجلا وليس آجلا اللهم أمين.
يتبع
مروة طلعت
11/ 11 / 2022
المصادر:
صلاح الدين الأيوبي بطل حطين ومحرر القدس من الصليبيين ل "عبد الله ناصح علوان".
سيرة صلاح الدين الايوبي ل "القاضي بهاء الدين المعروف بابن شداد".
صلاح الدين الايوبي ل "أ.د. سعيد عاشور".
الكامل في التاريخ ل "ابن الأثير".
البداية والنهاية الجزء 12 ل "ابن كثير".
الجزء الأول

والجزء الثاني
والجزء الثالث
والجزء الرابع
والجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02QE9qQWVaXemWauBVe5CWFtJWaDsTZJjXQoMi9cEyTdqNv5dT9ykYyHoYDDAeKbWol&id=100070872365801



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خماراويه

السلطانة شجر الدر 6

نشأة محمد علي باشا