صلاح الدين الايوبي 2
قالوا في الامثال من قدم السبت يلقى الحد قدامه ومن خدم الناس صار الناس خدامه، وده اللي حصل مع "نجم الدين أيوب".
خرج "نجم الدين أيوب" و أخوه "أسد الدين شيركوه" بعائلاتهم و أتباعهم من "تكريت"، في ليلة من ليالي سنة 1137م. وكانت دي نفس الليلة اللي اتولد فيها "صلاح الدين يوسف بن نجم الدين أيوب". ولمزيد من التفاصيل هنا 👇
https://www.facebook.com/100149945682155/posts/pfbid02qgWswEyXF7tESYfd7jkRnHjCpM9SQeie2Sab8D68wE2FfW5a3NmGER8ayE8mgL5ql/
كان غرضهم بعد الخروج هو السفر لحد "بغداد"، في محاولة عمل حياة جديدة في مقر الخلافة العباسية. لكنهم قبل الوصول ل "بغداد" لقوا نفسهم قصاد أبواب "الموصل". أيوة صح كده "الموصل" اللي حاكمها "عماد الدين زنكي".
دخل "نجم الدين أيوب" "الموصل"، يجرب حظه يمكن يكون "عماد الدين زنكي" لسه فاكر معروفه. وقد كان، طلع صاين المعروف وابن أصول، فأول ما سمع "عماد الدين زنكي" ان "نجم الدين أيوب" في مدينته، فتحله أبواب قصره وقابله بحفاوة وترحيب وكرم كبير جدا. وأهداهم أراضي يبنوا فيها بيوتهم ويعيشوا في "الموصل" معززين مكرمين وكمان مقربين. وعين "نجم الدين أيوب" و "أسد الدين شيركوه" من ضمن قيادات جيشه. وكانت الاسرة الكردية عند حسن ظن "عماد الدين زنكي"، فأخلصوله الولاء التام.
طبعا الأيام دي كانت أيام نكبة الع.رب والمسلمين، كانت الحملات الصليبية بتتوالي ومحتلين معظم سواحل الشام من 50 سنة تقريبا. والع.رب مفككين ومشغولين في صراعاتهم الداخلية، مستغلين ضعف الخلافة العباسية، فكان كل حد نفسه في حتة ولاية ياخدها ويجري ويلا يا نفسي. لكن "عماد الدين زنكي" كان مختلف، كان بيحلم بطرد الصليبيين واستعادة القدس وكل الأراضي المحتلة.
وكان فعلا بدأ "عماد الدين زنكي" في محاربة الصليبين، ودخل معاهم في صراعات وحروب طاحنة، بجيشه الخاص والخلافة العباسية والسلاجقة والفاطميين واقفين بيتفرجوا عليه - "عماد الدين زنكي" برده أصله من السلاجقة الاتراك لكنه عمل لنفسه الدولة الزنكية لوحده - المهم صراعاتهم هم جوا بعض. وابتدا فعلا "عماد الدين زنكي" وجيشه يحقق انتصارات علي الصليبيين، وياخد منهم ولايات "الرها" و "حلب" و "حماه" و "بعلبك" وخلاهم تراجعوا.
في الوقت ده كان "عماد الدين زنكي" معتمد اعتماد كبير وأساسي علي "نجم الدين أيوب" و "أسد الدين شيركوه" في قيادة الجيش والتخطيط للمعارك، لما شاف اخلاصهم وحماسهم لفكرة طرد الصليبين وتحربر البلاد الاسلامية. فقربهم منه أكتر لحد ما كانوا أهم مستشاريه.
لحد ما حرر "بعلبك" سنة 1139م. ملقاش "عماد الدين زنكي" حد أحسن من "نجم الدين أيوب" في اخلاصه وولاءه يعينه والي عليها. وانتقلت الاسرة الأيوبية من "الموصل" - في العراق حاليا - الي "بعلبك" - في لبنان حاليا - وكان "صلاح الدين" عمره سنتين تقريبا. وهناك كبر "صلاح الدين" وابتدت عيونه الطفولية تتفتح، كبر وسط ناس بتصيح الله أكبر حي علي الجهاد. كبر واتربي بين ايادي جنود جيش "عماد الدين زنكي"، اللي في نومهم وصحوهم بيحلموا بالقضاء علي الصليبين وبالقدس. كبر وفي وعيه من الميلاد انه لازم يحرر البلاد الاسلامية ويرجع القدس.
كان "صلاح الدين" طفل هادي جدا، يسمع أكتر ما بيتكلم. ولما ابتدي يتعلم القراءة والكتابة أظهر نبوغ عن الاطفال اللي في سنه، كان سريع الفهم والحفظ، وكان كثير السؤال والاستفسار. كان طفل ذكي جدا وعنده شغف للعلوم كبير، وأتم حفظ القرآن الكريم كامل، وقواعد اللغة، ومبادئ النحو، والفقة، وكان عاشق للشعر. درس علي ايد "الحافظ أبي طاهر السلفي" و "أبي الطاهر بن عوف" و الشيخ "قطب الدين النيسابوري" و "عبد الله بن بري النحوي" وغيرهم. وكان عكس الاطفال يحب يدرس ويتعلم وقليل اللعب. كانت تقريبا فقرة لعبه الوحيدة هي تدريبات المبارزة والفروسية، حتي دي كمان كان متقدم فيها عن اللي في سنه. طبعا احنا بنتكلم عن وقت كانت فنون الحرب وتعليم المبارزة والفروسية ده شئ أساسي للولاد بعد ما يتفطموا أساسا. وهنا انقسم آراء اللي حواليه من المعلمين والمربين عن مستقبل "صلاح الدين"، ناس شافوه هيكون طبيب شاطر أو عالم بارز، وناس شافوا انه هيكون فارس أو قائد مغوار، لأنه كان متميز في الحالتين.
وتيجي سنة 1147م، وفيها يتق.تل "عماد الدين زنكي" في عملية مدبرة من الصليبيين بعد استعادته لإمارة "الرها" - أورفة حاليا جنوب شرق تركيا - اللي كانت من أهم الامارات الصليبية. طبعا موت "عماد الدين زنكي"أثر جدا في نفسية "نجم الدين أيوب" وحزن عليه.
ومن بعدها انتقلت حكم الدولة الزنكية لرجل عظيم أخر وهو "نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي". وده اللي ينطبق عليه المثل، هذا الشبل من ذاك الاسد حرفيا. واللي قالوا عنه أعدل الحكام من بعد الخلفاء الراشدين، وطبعا هو منقذ قبر رسول الله صلي الله عليه وسلم، ودي ليها قصة لوحدها هنحكيها بأمر الله.
أول ما تولي "نور الدين محمود" الدولة الزنكية أخذ علي نفسه العهد بالسير علي درب والده "عماد الدين زنكي"، ويمكن بشكل أكثر عزيمة واصرار. في نفس سنة وفاة والده 1147م، بعت رسل الي "معين الدين أنر" حاكم دمشق، بيطلب منه التحالف، وكان حاكم دمشق أصلا متحالف مع حكام بيت المقدس الصليبيين. فلما لقي حاكم قوي لدولة قوية وقفت قصاد الصليبيين ودوقتهم الهزيمة مرار زي "نور الدين محمود"، وافق علي الحلف بينهم وادي حكام بيت المقدس أحلي قلم. وعشان التحالف ده يبقي قوي اتجوز "نور الدين محمود" من "عصمة الدين خاتون بنت معين الدين أنر".
طبعا لما امارة كبيرة زي "دمشق" تتنصل من تحالفها مع الصليبين، وتترمي في حضن الدولة الزنكية، ده كده مش بس مؤشر خطر للصليبين دي كارثة، لان خطر الدولة الزنكية بقي قريب جدا من القدس. وفعلا في السنة اللي بعدها 1148م. هجمت الحملة الصليبية التانية بقيادة "لويس السابع" ملك فرنسا و "كونراد التالت" ملك ألمانيا في جيش مقداره ستين ألف فارس و 8 آلاف راجل بينهم 4 آلاف رامي.وحاصروا شواطئ دمشق. وهنا جري "معين الدين" علي "نور الدين" وقاله يا حليفي ألحقني يابو نسب.
وخرج جيش "نور الدين محمود" واللي كان من ضمن قواده فيه "نجم الدين أيوب" و "أسد الدين شيركوه"، يتصدوا للحملة الصليبية في "حمص"- بسوريا حاليا - وفعلا انهزمت الحملة ورجعت تجر الخيبة والندامة. وسيطر "نور الدين" علي دمشق رسمي، خصوصا بعد وفاة "معين الدين أنر" سنة 1149م.
وانتقلت الاسرة الايوبية الي "دمشق" واستقرت فيها مع "نور الدين محمود" اللي طلب انهم يكونوا جنبه ومعاه. ودي كانت تاني محطة تأثيرية في طفولة "صلاح الدين" لأنه دخل دمشق وهو 11 سنة.
يتبع .......
مروة طلعت
#عايمة_في_بحر_الكتب
#السيرة_الأيوبية
المصادر:
-صلاح الدين الايوبي لعبد الله ناصح علوان
-طبقات الشافعية لابن تقي الدين السبكي.
-نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره لدكتور علي محمد الصلابي.
- البداية والنهاية لابن كثير.
-وفيات الاعيان وانباء ابناء الزمان لأبي العباس بن خلكان.
تعليقات
إرسال تعليق