اطلانتس

البداية كانت محاورة سجلها التاريخ من ٢٤ قرن حوالي سنة ٣٣٥ ق.م، كانت بين الفلكي "تيماوس"، والشاعر المؤرخ "كريتياس"، والقائد العسكري "هرموقراطيس"، والفيلسوف الأشهر "أفلاطون".
وفي القعدة الحلوة دي حكي فيها "كريتياس" إن عائلته بتتوارث حكاية سمعوها عن جده الأكبر المشرع الاثيني "صولون". قالك ايه بقي المستشار "صولون". قال أنه لما زار مصر سنة ٩٥٠ ق.م، سمع من كهنة سايس _ مدينة مصرية شمال الدلتا _ قصة عن إمبراطورية عظيمة سادت العالم من حوالي سنة ٩٦٠٠ ق.م، اسمها اطلانتس، كانت موجودة ورا أعمدة هرقل _ مضيق جبل طارق حاليا يعني في المحيط الأطلنطي _ وان اطلانتس دي كانت أكبر من شمال أفريقيا وآسيا الصغري مع بعض، ووراهم كان فيه مجموعة من الجزر. وقال الكهنة المصريين أن سكان اطلانتس كانوا عايشين في سلام وأرضاهم كانت جنة الله في الأرض. لحد ما قرروا يستعمروا العالم، وقدروا يحتلوا شمال افريقيا كله لحد مصر، وجنوب أوروبا لحد اليونان، والوحيدة اللي اتصدت ليهم كانت أثينا وقدرت تهزمهم. وفجأة في ليلة من ليالي الحرب اللي دائرة بين اثينا واطلانتس، حصل زلازل وفيضانات، دفنت مقاتلي اثينا تحت الارض، وغرقت اطلانتس كلها في قلب المحيط.
واضاف "كريتياس" إن المهنة المصريين وصفوا لجده "صولون" إن اطلانتس كان فيها معابد وقصور وتماثيل وعمارات عالية من الدهب الخالص.
القصة كتبها "أفلاطون" في محاورة من محاوراته زي ما سمعها. لكن القصة دي متسجلتش في اوراق أو معابد مصر القديمة، فلو زي ما قال "كريتياس" إن الكهنة المصريين هم اللي حكوا يبقي ليه متكتبتش واتسجلت، والمصريين القدماء كان مشهور عنهم بالرغي عن كل حاجة.
والحكاية فضلت لقرون مخطوطة في صف الاساطير والخيال. لحد ما ظهرت مدينة طروادة اللي حكينا عليها هنا 👇
https://www.facebook.com/100149945682155/posts/pfbid0p4ftmZPE3GwB6bsfvebyEAMDZuCTzU8KXPsP1bo4zHgWiHhRd4HG5hR7K8catiC9l/
وظهرت كمان مدن وبلاد تانية اتكلمت عنها الاساطير زي اطلال وآثار الحضارة المينوية القديمة في تكريت واللي اتكتب في الأساطير اليونانية، وقصر الملك "آشور نيبال" اللي كان متسجل في الأساطير الآشورية، وغيرهم.
الكشوفات دي خلت الباحثين يبصوا للاساطير بنظرة مختلفة، انها ممكن تكون بوابة كنوز واكتشافات جديدة. وفعلا كتب "إيجناينوس دونيللي" كتاب اطلانتس وعالم ما قبل الطوفان سنة ١٨٨٢ م، وقال ما الذي يمنع كون الاطلانتس فعلا حقيقة؟. ومن هنا بدأت رحلة البحث عن القارة المفقودة، الاطلانتس.
قال "دونيللي" إن الاطلانتس كانت حضارة عظيمة قبل كل الحضارات وكانوا متفوقين علميا، وان الاطلانتس كانت ليها مستعمرات كتير برا حدودها بما انها استمرت العالم القديم زي ما كتب أفلاطون، ونقلوا حضارتهم لمستعمراتهم دي. ودليله علي كده أن الحضارة المصرية ظهرت فجأة يعني ممرتش بمراحل تطور عادية، وان علومها ظهرت من مصدر مجهول، وده خلاه يفترض أن المصدر ده هو اطلانتس نفسها. نظرية "دونيللي" كان ليها مؤيدين وليها معترضين، وكان وجه اعتراضهم أن "أفلاطون" نفسه مكتبش أو حتي يلمح أن اطلانتس كانت اصل الحضارات.
وانتهي الجدل ده سنين لحد ما ظهر الباحث الاسكتلندي "لويس سبنس" سنة ١٩٢٤م، اللي كتب خمس كتب عن الاطلانتس. وعلي عكس فرضية "دونيللي" ناقش "سبنسر" فرضية وجود الاطلانتس بهدوء وبحث عملي دقيق. وكانت نظريته بتقول إن كان فيه فعلا قارة اسمها الاطلانتس موجودة في شمال المحيط الأطلنطي. لكنها مختفتش في يوم وليلة دي قعدت تختفي تدريجيا لوجود كوارث طبيعية علي مرور السنين، لحد ما اختفت خالص لكن سابت بقايا وهي جزر الانتيل. وقال إن الاطلانتس مكنتش متقدمة علميا لكنها كانت مجرد حضارة بدائية، متعرفش تشكيل أو استخدام المعادن. وبعدين قالك أن الحضارة المصرية وبيرو ويوكاتان استمدوا حضارتهم من الاطلانتس. طب منين يا عم الحج مكنتش حضارة متقدمة وفي نفس الوقت كانت نواة لحضارات متقدمة زي الحضارة المصرية.  
وفضل الجدل داير لحد ما طلع حاجة غريبة جديدة سنة ١٩٤٠م. ظهر عراف شهير وقتها اسمه "إدجار كويس"، وفي عز ما الحرب العالمية التانية ما كانت دايرة، وفي عز ما كان مريدينه مستنيين منه نبوءة عن مصير الحرب. إلا أنه طلعلهم بنبوءة غريبة عن قارة الاطلانتس. قالك أن الاطلانتس حقيقة وان فيه اجزاء منها هتظهر من قلب المحيط الأطلنطي بعد ٢٨ سنة. طبعا الناس تجاهلت تماما النبوءة الغريبة دي لا وقتها ولا مكانها، ولسان حالهم بيقول شوفلنا حاجة عن هتلر يباركلك. 
الغريب بقي أن في سنة ١٩٦٨م، يعني بعد ٢٨ سنة بالظبط، فجأة ظهرت جزيرة عليها أبنية حجرية وأطلال قديمة عند شاطئ بايمين واحدة من جزر البهاما في المحيط الأطلنطي. في نفس الزمان اللي حدده "كويس" والمكان اللي كتب عنه "أفلاطون".طبعا العالم كله حبس أنفاسه خصوصا لما افتكروا نبوءة "كويس" اللي مكنش ليها لازمة وقتها. لكن الأغرب بقي من ظهور البقايا دي أنها رجعت غاصت تاني في المحيط بعد فترة زمنية قليلة جدا. 
وهنا مكدبش الكاتب والباحث "تشارلز بيرلتز" خبر، وراح جايب خبير الغوص "ماتسوت فالنتين" في أيده. وطلعوا عند جزر البهاما، وراحوا ضاربين غطس في الأطلنطي. وبعد معاناة لقوا في قلب المحيط اطلال قديمة غارقة، وشافوا طريق مرصوف بالحجارة وجدران واقواس نصر كبيرة وكمان اهرامات وقاعدة أساس ضخمة كان عليها بناء هائل بالتأكيد. وايدوا كل ده بالصور والتسجيل والشهود اللي ضموهم لفريق بحثهم. وقامت الدنيا ومقعدتش.
فيه علماء كتير كدبوا "بيرلتز" و "فالنتين"، وحاولوا يألفوا اي تفسيرات وكأنها عوامل تعرية طبيعية في قلب المحيط. راح نازل "بيرلتز" و "فالنتين" وصورا المكان تصوير فيديو وثائقي، عشان الصور شككوا فيها. وراح طالع علي محطات التليفزيون الأمريكي، وعرضه فيها علي كل المحطات تقريبا، وبقي علي عينك يا تاجر واللي عاوز يكدبني يفرجني. ومن بعده الدنيا غرقت فرق بحث في كل ملي من مساحة الموقع المذكور في محاورة أفلاطون وفي مكان ظهور بقايا الاطلانتس، لحد ما امتد رقعة البحث لعشر فدادين في قاع المحيط. وقدروا يكتشفوا اطلال مختلفة في أماكن مختلفة زي درجات سلم منحوت بدقة ونظام في شمال بورتريكو، وسور طويل طوله ١٠٠ ميل قريب من فنزويلا.
ورغم كل الاكتشافات دي، برده فضل جزء من العلماء مش مقتنعين ومكدبين، ومحدش اعترف لحد الان بوجود واكتشاف الاطلانتس وأنها مش مجرد أسطورة.
 مروة طلعت
١٨/٦/٢٠٢٢
#عايمة_في_بحر_الكتب
#عالم_الأساطير  
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خماراويه

السلطانة شجر الدر 6

نشأة محمد علي باشا