الغول
مين فينا ملعبش وهو صغير وغني أمنا الغولة طقطقي الفولة بتعملي ايه؟؟. ومين فينا مسمعش حكاية ست الحسن، وسمع الغولة وهي بتقولها لولا سلامك قبل كلامك لكلت لحمك قبل عضامك. كل أم كانت بتقول اتغطي كويس عشان امنا الغولة هتاكل رجلك لو خرجت من تحت البطانية. كنت زمان بخاف اوي من فيلا مهجورة جنب المدرسة كانوا العيال مطلعين عليها بيت امنا الغولة، وكنت اجري من جنبها بسرعة قبل ما تطلع امنا الغولة. لو ملاحظ ان موضوع الغول ده مسيطر بشكل كبير علي حكاياتنا الشعبية باشكال مختلفة. هتلاقي ذكره في الف ليلة وليلة وفي الشعر كمان.
قال عنترة :
والغُولُ بينَ يديَّ يخفى تارة | ويعودَ يَظْهَرُ مثْلَ ضَوْءِ المَشْعَلِ |
فَيَوْماً يُوافِيني الهَوى غير حاضر | ويوماً ترى منهنّ غُولاً تَغَوَّلُ |
إلحكاية بتقول ان فيه غولة حبت راجل عادي بسيط وحبها بشكلها البشري من غير مايعرف حاجة عن حقيقتها، واختارت هي تعيش معاه حياة عادية وطبيعية جدا. وخلفت أمنا الغولة ولدين وفي يوم من الايام اكتشف الزوج بالصدفة أن زوجته بتخرج من البيت بالليل و ترجع قرب الفجر وتنام كأن محصلش حاجة، طبيعي لعب الشك براسه وقرر يخرج وراها عشان يعرف الحقيقة. تاني يوم نفذ خطته وعمل نفسه نايم واستناها تخرج وراح قايم خارج وراها، لقاها خرجت من قريتهم لقرية جنبهم عشان تقابل اختها، اللي فجأة بيتحولوا لكائنات بشكل قبيح مخيف رهيب كان يسميه العرب سلعوة. وبعدها انطلقوا إلى المقابر ينبشوا القبور، وياكلوا الجثث ويكسروا الرقاب والعضام، طبعا هو شاف كده لف وطلع يجري لبيته مرعوب من اللي شافه ومن ان الغولة دي تبقي مراته وام ولاده .ولما رجعت مراته في ميعادها قرب الفجر زي العادة، طلب منها كوباية ماية - ياقوة قلبك يا جدع - لكن رفضت وقالتله أن صوت الماية بيخوفها. وده عشان الماية حسب الاسطورة بتأذي الغيلان وممكن تموتهم، بس السؤال هنا امال زوجة وأم ازاي من غير ماية مفيش عندهم مواعين. ماعلينا، وبكل بجاحة وجبروت قالها ازاي خايفة من صوت الماية ويفرحك صوت قرقعة الرقاب. ففهمت امنا الغولة ان سرها انكشف، وانا مفهمتش جاب قوة القلب اللي تخليه يكلم غولة بالشكل ده منين. المهم انها طلعت برده اصيلة وقالت له أنه لولا عيالها لكانت قتلته وكلته - ده اقل واجب ياست الكل - وراحت ماشية واختفت للأبد مع أختها، تلاقيها بس كانت راجعة شبعانة.
ودي كانت حكاية الغول اول مستحيلات العرب.
مروة طلعت
6/5/2022
#عايمة_في_بحر_الكتب
تعليقات
إرسال تعليق