جزيرة جريشة
انتهيت من قراءة رواية "جزيرة جريشة" للكاتب "أمير عاطف" في طبعتها الأولي الصادرة عن دار دوِّن بعدد صفحات ۳۰۲ صفحة.
ذلك هو لقائي الاول مع روايات الكاتب "أمير عاطف"٬ وقد شجعني الكثير من تعليقات الاستحسان والثناء والاشادة حول روايات الكاتب السابقة٬ أن أقتني وأقرأ روايته حديثة الإصدار "جزيرة جريشة".
منذ فترة طويلة لم أقرأ رواية بوليسة وجريمة٬ فآخر عهدي بتلك النوعية من الأعمال كان مع "أجاثا كريستي" و "آرثر كونان دويل". اذاً فهذة الرواية بوليسية تشويقية أساسها الجريمة الغامضة ولكن لم يكن المحقق هنا هو البطل الرئيسي. فكانت كل شخصية هي البطل بشكل ما.
تدور الرواية حول وجهين أساسيين وهما "كريم سحاب"٬ الشاب المعدم الذي لديه طموح يوازي أسمه٬ فاستطاع في ۸ سنوات أن يصبح في صفوف رجال الأعمال البارزين من خلال غسيل الاموال٬ والعلاقات المتشابكة. والآخر الممثل المشهور "عمر البطاوي"٬ الذي يخفي وراء مهنته واسمه وشهرته٬ تاجر آثار وقواد ورجل عصابات٬ جمع القدر بينه وبين "كريم" كي يغسل له الأخير أمواله. الا أن "كريم" لم يكن يعلم عن "عمر" سوي انه ممول يريد غسل أمواله فحسب. وبعد سنوات طال الطمع كل منهما فكان الصدام الذي أظهر الكثير من المفاجآت.
رغم كثرة الشخصيات والأحداث٬ الا ان الكاتب نجح في عرض شخصياته في البداية بإسلوب المشاهد المختطفة لكل شخصية٬ حتي يمهد الحكاية ويضع لكل شخصية خلفية في مخيلة القارئ. وكان في ذلك بسيطا ومرر مشاهده بانسيابية دون ملل. ثم ربط الشخصيات ونسج منها حكايته التي ما إن جاءت لحظة الذروة حتي يجد القارئ نفسه يلهث من سرعة وسخونة الأحداث٬ ويزداد الفضول لمعرفة التفسير والنهاية.
لغة الكتابة كان فصحي سلسلة بالسرد وعامية في الحوار. ولكن جاءت النهاية سريعة لم تأخذ حقها الكافي في الكتابة فشعرت كأن الكاتب قد تعب كثيرا في نسج الرواية٬ وعند النهاية أراد ان يتخلص سريعا منها لأنه زهق مثلا. وحكاية الزوجة شعرت أنها حجة لمجرد ازاحتها حتي يكون ضمير البطل مرتاح والقارئ أيضا ليختم الرواية بالنهاية السعيدة التي تجذب المراهقات.
ولكن في المجمل الرواية جيدة للقراءة وأيضا لعمل فني.
مروة طلعت
۱۲ / ۲ / ۲۰۲۲
#عايمة_في_بحر_الكتب
تعليقات
إرسال تعليق