ريفيو رواية بئر برهوت
تلك الرواية هي لقائي الخامس مع "عمرو المنوفي" من بعد ما قرأت له عزيف _ التي كانت سببا في عودتي للقراءة بعد انقطاع خمس سنوات _ و سايكو و شمس المعارف والطوطم.
تعرف معظم روايات "عمرو المنوفي" بأدب الرعب. وقد لاحظت في روايته الأخيرة _ التي نحن بصدد التحدث عنها _ بتغير في إسلوب كتابته وأصبح عنصر الجذب والتشويق أعلي. كما كانت كتابته بالفصحى السلسلة دون مركبات بلاغية معقدة، يسهل للقارئ المبتدئ قراءتها دون ملل.
في رواية "بئر برهوت" استغل الكاتب شهرة هذا البئر وسمعته السيئة والكثير من الغموض الملتقى حوله. فبدأ ينسج روايته بفكرة مختلفة وجديدة عن كل ما سمعنا عن البئر. حيث نجد رحلة مكونة من مجموعة من الشخصيات المتباينة لا يجمع بينهم سوي روحهم المظلمة الآثمة، وخطايا أيديهم المصطبغة بالدماء. مع قائد لهم يدعي الرسول صاحب المهمة الغامضة والذي ينقذهم بقدرات خارقة للبشر من الموت في لحظاتهم الأخيرة ليصبحوا عونا له في تنفيذ مخططه الذي يجهلونه وكذلك نحن نجعله حتي نهاية الأحداث فينكشف لنا السر.
لا ادري لماذا اختص الكاتب بثلاث شخصيات من أصل ست ليسرد لنا عنهم ابعاد شخصيتهم وحمايتهم الشنيعة بالتفصيل في فصول خاصة بهم. وجعل القارئ يخمن حياة باقي الشخصيات من فقرات متفرقة داخل الأحداث غير كاملة. اعتقد لو كان افرد الباقي فصولا كالباقي كان سيكون أفضل خصوصا حكاية الدكتورة ريم اعتقد غنية بالتفاصيل الشائقة لو كانت لها فصل خاص بها أيضا.
تطرق الكاتب من خلال عرض حكاية شخصياته عن بعض القضايا الشائكة مثل زنا المحارم والأعمال السفلية والتنمر القاتل والخيانة وتجارة خطف الاطفال والثأر ونتائجه. كما ذكر موضوع التوأم الملتصق بشكل غريب قد يكون بشكل اقرب للفكاهة وليس الرثاء.
لا تخلو الرواية من بعض الهفوات التي سقطت من الكاتب مثل في صفحة 124 عندما ابلغ ابي رحاب الشرطة عن زوجها في حين أن الكاتب ذكر في صفحة 120 انها يتيمة الأب.
فكرة إعادة الزمن وتغيير بعض أحداثه فكرة قد تدير الرؤوس، ولكنها تدعوا للتأمل كما أنها مجال جذب للقارئ. مشاهد الصراع بين الفريق والكائنات الغريبة كانت مشاهد سريعة تحبس الأنفاس وفق الكاتب كثيرا في رسمها. تلك الصعوبات ومشاهد النزول بباطن الأرض اعادتني لرواية "رحلة الي مركز الأرض" ل"جول فيرن".
في النهاية رواية "بئر برهوت" رواية جيدة وممتعة للقراءة. وإعادة لمؤلفات الكاتب لدي بعد احباطي من رواية "الطوطم".
مروة طلعت
٨/١/٢٠٢٢
#عايمة_في_بحر_الكتب
تعليقات
إرسال تعليق