الجن والفلوس والشعوذة وأشياء أخري

من كام يوم كده طلع علينا شخص منتسب الي الأزهر بحكاية غريبة. وقالك أن الجن هم السبب في سرقة الحاجات اللي بتضيع فجأة من البيت وخصوصا الفلوس والدهب. طب والله جن نزيه مبيرمرمش. ومعلومة جديدة برده أن عالم الجن بيتعاملوا فيه بالجنيه بتاعنا الغلبان ده. مش بالدولار مثلا ولا الاسترليني. ودي كانت فرصة عظيمة للعبدة لله انها تخنصر من مصروف البيت وتعيط أن الجن بيسرقونا. بس طبعا مخالتش علي الحاج صاحب البيت.
الحقيقة أن الترند الجامد ده الحكاية العظيمة دي فكرتني بحكاية حصلت في القاهرة أيام المماليك وبالتحديد في رمضان. في الوقت ده كان المصريين غارقنين في أمور البدع الدينية والدروشة، وكل يوم والتاني واحد من الشيوخ يطلع عليهم بفتوي أغرب من اللي قبلها يغرق الناس في أمور الغيبيات والجهل. وكل ده كان تحت رعاية ومباركة حكام المماليك، اللي كان من مصلحتهم تفضل الرعية مدروشة ومغيبة، ويحلي من وراهم السرقة. نوع من أنواع المخدرات للناس بس ألعن من الحشيش والأفيون، تغييب العقل وسط شبورة الجهل.
وسط ده كله طلع واعظ غريب جه منين، أصله ايه، أسمه حتي ايه، الله أعلم. وكأنه قنبلة نور نزلت وانفجرت في المكان. ظهر فجأة في صلاة التراويح في جامع المؤيد شيخ. وطلع علي المنبر وخطب في الناس. وبدأ يهاجم أفعال الناس من زيارة أضرحة الأولياء وتقبيل أعتابهم وان ده كله كفر وشرك بالله، وهاجم اللي انكتب واللي قالوا إن الأولياء أطلعوا علي اللوح المحفوظ لإن الانبياء نفسهم ما أطلعتش علي اللوح المحفوظ، يبقي ازاي بشري عادي أقل من النبي أطلع عليه. 
واللي كانوا ليصلوا معاه وسمعوا خطبته اقتنعوا بكلامه. وخرجوا بعد صلاة التراويح ووقفوا بالنبابيت والأسلحة مطالبين ولاة الأمر بالتصدي للبدع الدينية.
طبعا اللي حصل ده عمل بلبلة جامدة وحكام المماليك اتخضوا. قالك ايه الراجل ده هيفوقلنا الناس ولا ايه. وطلع البيان المتين من علماء الأزهر بفتوي بتكفير الواعظ الغريب. أساسي.
بتكفرلنا أولياءنا طب أهو انت بقي اللي كافر يا سيدي، وأدي امضتي أهي.
الواعظ يسكت، أبدا. راح طالع مع مؤيدينه اللي وصلوا لأكتر من ألف شخص وراحوا علي بيت القاضي وطالبه بالمناظرة مع علماء الأزهر. ونتيجة ضغط الجماهير كتب لهم القاضي فتوي بتؤيد الواعظ ورفضه بفتوي العلماء.
تفتكروا هنقول كده ظهر الحق وتوتة توتة. أيوه برافو عليك زي ماجه في بالك بالظبط، تاني يوم الواعظ اختفي. نزل مؤيدين الواعظ يدوروا عليه قالك ده راح ياولداه ورا الشمس. راح مؤيدينه عملوا مظاهرة واضطرابات لحد ما طلعوه وأخدوه معاهم لجامع المؤيد شيخ.
بس كده، لا طبعا نزل عسكر المماليك عليهم بالكرابيج والسيوف، لحد ما فرق الجماعات وفبضوا علي الواعظ تاني بس المرة دي نفوه بره البلد. وفضل المماليك يطاردوا كل أتباعه مابين سجن وتصفيه ونفي. لحد ماعم الهدوء والسكينة الشوارع. ورجع الدجالين ينشروا خرافاتهم في حماية الوالي.
أنا كنت حاطة نص برتقانة جنبي هنا راحت فين. الجن برده، يظهر أنه عنده دور برد ياولداه.
مروة طلعت
٢٠/١١/٢٠٢١
#عايمة_في_بحر_الكتب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خماراويه

السلطانة شجر الدر 6

نشأة محمد علي باشا