العز بن عبد السلام
مصر في تاريخها مشافتش فقيه زي الشيخ "العز بن عبد السلام". قال عنه قال ابن العماد الحنبلي: «عز الدين شيخ الإسلام... الإمام العلامة، وحيد عصره، سلطان العلماء... برع في الفقه والأصول واللغة العربية، وفاق الأقران والأضراب، وجمع بين فنون العلم من التفسير والحديث والفقه واختلاف الناس ومآخذهم، وبلغ رتبة الاجتهاد، ورحل إليه الطلبة من سائر البلاد، وصنف التصانيف المفيدة».
مين بقي الشيخ "العز بن عبد السلام"؟.
ميس ميس مش ده الشيخ اللي كان في فيلم واإسلاماه مع قطز؟.
بعيدا عن انكوا ورايا في كل حتة حتي وأنا بكتب الحكاية، بس أه ياحبيبي شطور هو اللي كان مع قطز. وياريت نهدي بقا، ها نهدي.
"العز بن عبد السلام" اتولد في دمشق ما بين سنة 1181م و 1182م. ودرس فيها اللغة العربية وعلوم الشريعة. ومسك خطابة الجامع الأموي بدمشق. واشتهر بعلمه وتفقهه في الدين الشديد حتى قصده الطلبة من جميع البلاد، واللي شهره أكتر إنه كان لا يخاف في قول الحق لومة لائم.فتعرف بمناصحة الحكام ومعارضتهم إذا ارتكبوا ما يخالف الشريعة الإسلامية، وده اتسببله بمشاكل كتير مع الحكام في دمشق. لحد ما قرر يسيب كل ده ويسافر الي مصر.
مصر في الوقت ده كانت تحت حكم الملك الصالح "نجم الدين أيوب"، اللي هو حفيد أخو "صلاح الدين الأيوبي"، وطبعا اللي تزوج من ست الستات "شجر الدر".
طبعا ده مش موضوعنا. "نجم الدين أيوب" كان من أكتر الملوك اللي كانوا بيحبوا يشتروا المماليك أوي. ولو أنت من متابعيني هتعرف من حدوتة سابقة إن "نجم الدين" دخل مصر وأخد الحكم من أخوه الملك العادل وخلعه عن طريق مماليكه.
ماعلينا، المهم ان "نجم الدين أيوب" فضل يشتري في مماليك ويقلد منهم المناصب لحد ما ملوا القاهرة وبدءوا يدايقوا المصريين. من ظلم وسرقة وتجبر ونهب بضائع الدكاكين. وطبعا كتر الدعا علي الملك "نجم الدين أيوب" اللي رازا الناس بالمماليك أكتر ماهي مرزية.
فلما بلغ الملك الصالح "نجم الدين أيوب" الحوار ده قرر يبني للمماليك قلعة في جزيرة الروضة وبعدهم عن الناس وسماهم المماليك البحرية عشان سكنهم علي النيل. بس ده ممنعش اذاهم الكامل وفيه منهم أمراء بيتحكموا في رقاب الخلايق.
في الوقت ده جالهم اللي مبيسكتش ولا بيخاف غير من اللي خلقه، الشيخ "العز بن عبد السلام". واللي بيحبه ربه بيحبب الخلايق فيه، نزل الشيخ "العز بن عبد السلام" مغمور بحب الناس واحترامهم لدرجة ان الفقهاء امتنعوا عن الافتاء في وجوده.
لما وصل الشيخ "العز بن عبد السلام" مصر نزل الصعيد واتعين هناك قاضي. بس الملك الصالح "نجم الدين أيوب" من شدة تقديره ليه بعت جابه القاهرة وعينه قاضي القضاة وكان الشيخ كاره للمنصب ورفضه بس قبله بالعافية. وده كان من حظ المصريين.
وكانت أول البشاير لما لقي الأمير "فخر الدين" المملوك اللي متولي شئون الملك ومسكنه ومصروفاته الشخصية، بني في ضهر بيت الشيخ وجنب مسجد طبلخانة _ محل بيبيع الأدوات الموسيقية _ فأمر بهدم الطبلخانة وحكم بعزل الامير "فخر الدين" لكن الملك الصالح منفذش حكم العزل.
وصادف بعدها ان الملك الصالح بعت رسالة للخليفة العباسي "المستعصم بالله" في بغداد. ولما وصل رسول الملك للخليفة قال له الخليفة: "هل سمعت هذه الرسالة من لسان الملك؟" فقال رسول الملك: "لا ولكن حملها عن لسان السلطان، الامير فخر الدين الأستادار". فقال الخليفة: "ان فخر الدين المذكور، بلغنا ان قاضي القضاة عز الدين بن عبد السلام حكم بعزله، ونحن لا نقبل هذه الرسالة عن لسان شخص حكم بعزله ابن عبد السلام".
طبعا دي كانت حركة في الجون وأمر غير مباشر للملك الصالح "نجم الدين أيوب" بتنفيذ أحكام "العز بن عبد السلام" دون نقاش أو تفكير.
لما قعد الشيخ "العز بن عبد السلام" في القاهرة وشاف ظلم وفجور المماليك وطغيانهم حب يعرفهم مقامهم. وخطرت في دماغه فكرة جهنمية وبحثها فقهيا كويس الأول وبعدين خرج علي الشعب وقال ان المماليك عبيد للشعب لإن السلطان اشتراهم بفلوس الدولة مش بفلوسه الشخصية، ولسه هم عبيد للشعب لإن الشعب ما أعتقهمش، وعليه يحق لبيت المال أن يبيعهم ويسد بيه مطالب الرعية.
والله أنا ايدي تعبت من كتر التصفيق. طبعا لما سمع المماليك الكلام ده اتجننوا، خصوصا ان معظمهم أمراء وواخدين مراكز قوة في البلد. تعالي معايا كده نقلب في كتاب "بدائع الزهور في وقائع الدهور" ل "ابن إياس" ونقرا مع بعض كده اللي حصل.
(ركب نائب السلطنة وبيده سيف مسلول وجاء الي بيت القاضي، فلما دق عليه الباب، خرج اليه ولد القاضي، فرأي نائب السلطنة واقفا علي الباب وبيده سيف مسلول، رجع الي والده وأعلمه بذلك، فقال الشيخ: "يا ولدي أنا أقل من أن أقتل في سبيل الله". ثم انه خرج اليه، فلما وقع بصره علي نائب السلطنة، سقط السيف من يده، وأرعدت مفاصله، فنزل عن فرسه، وقبل يد الشيخ، وقال له: "ادعوا لي"، فقال الشيح: "ما أرجع حتي أبيعكم في السوق". فقال له نائب السلطنة: "ومن يقبض ثمننا إذا بعتنا؟". قال الشيخ: "أنا". قال النائب: "وما تصنع به؟". قال الشيخ: "أصرفه في مصالح المسلمين".
فما رجع حتي جمع الأمراء كلها، ونادي عليهم في السوق، فوكلوا جماعة في مشتراهم، وباعهم القاضي بأغلا الأثمان، وقبض ثمنهم، وصرفه في مصالح المسلمين، ثم ان القاضي عزل نفسه عقيب ذلك، فتلطف بيه السلطان في عودة الي القضاء، فلم يوافق علي ذلك).
طبعا اللي اشتري الأمراء كان السلطان تاني واشتراهم بأسعار فلكية وبعدها أعتقهم. بس بعد ما عاش الأمراء يوم مكسور عينهم في ذل وشماتة ما تتوصفش، عرفم مقامهم وهم واقفين كده قصاد عامة الناس بيتباعوا واحد واحد.
مروة طلعت
21/ 10 / 2021
#عايمة_في_بحر_الكتب
تعليقات
إرسال تعليق