عمارة آل داوود

انتهيت من قراءة رواية "عمارة آل داوود" للكاتبة "مروي جوهر" الصادرة عن دار دَوِّن في طبعتها الأولي بعدد صفحات ٣٤٥ صفحة.
الكاتبة "مروي جوهر" راهنت علي موهبتها وقلمها من أول رواية لها "يحدث ليلا في الغرفة المغلقة". رأيت فيها ما غير انطباعي السئ عن الأقلام النسائية. فقد كانت أول قلم نسائي أقرأ له بعد فترة طويلة من الانقطاع عن القراءة لهن للاسف، حتي ظهرت "مروي" ومن بعدها عدد من الأقلام النسائية المبدعة الأخري ولكن "مروي" ظهورها في قراءاتي كان له السبق.
ثم كسبت رهاني علي موهبتها في " منزل التعويذة" و " النوم الأسود"، حيث ارتقت في كل عمل قدمته بأسلوبها وزادت موهبتها في النضوج.
تميزت كتابات "مروي جوهر" بالخط الصوفي الممزوج بالماورائيات. قد يكون هناك روايات أخري تقدم هذا النوع بقوة أكبر لكن روايات كاتبنا لها نكهه خاصة وطابع مختلف في الروح ربما. فهي نوع من الروايات المؤثرة في النفس، والتي تظل عالقة في الذهن. كما أن كتابتها باللغة العربية سلسة وسهلة سردا وحوارا. 
اليوم موعدنا مع احدث رواياتها "عمارة آل داوود" وطبعا الاسم كفيل لأن يجذب ذهنك لمحتوي الرواية. تتعرض الرواية للصراع العربي الإسرا.يلي. من البداية الأولي من خروج نبي الله موسي ببني اسرا.يل من مصر حتي نصر أكتوبر ١٩٧٣. وذلك من خلال عائلة بورسعيدية تعيش ويلات العدوان الثلاثي والنكسة والقصف والتهجير. تتقاذفهم الظروف للسكني في عمارة آل داوود بحارة اليه.و.د. ويسرد فيها الجد حكاية بني اسرا.يل وحكايتهم ومخططاتهم للاستيطان والسيطرة. مع بعض الغموض والنكهة الماورائية المحببة في أعمال "مروي جوهر" فزادتها حلاوة وتشويق.
في بداية الرواية مع لحظات القصف الفجائي للعدوان الثلاثي، رسمت الكاتبة مشهد بديع من الألم والفزع جعلت القارئ يعيش بها وكأنه يهرع معهم في الشوارع للنجاة من جحيم القصف ويعيش معهم في فصول المدارس المحطمة كاللاجئين في قلب وطنهم. جعلتني ألعن الاحتلال بكل أنواعه والصهي.ني علي وجه الخصوص. في عز محاولات الخونة تقديم العدو علي أنه صديق، جاءت تلك الرواية لتذكير الضمير النائم بما كان. وكأنها تقول فوق ياعربي جدك الشهيد لسه حي. عمر العدو مايكون صديق وعمر الذئب مايتحول حمل.
شخصيات الرواية واقعية جدا فهي انا وانت وعائلتك وجيرانك، حياتك ماكنت عليه وتربيت. فخلقت حالة من الحنين الي الماضي بتآلف الناس وتجمعهم ماقبل لعنة السوشيال ميديا والانترنت. حتي حالة الحب التي بها واقعية بعيد عن رومانسية الابيض والاسود المبالغ بها أو حالات الحب المشوهه لزماننا، فهي كما حكاها لها جداتنا من مشاعر عفيفة واحترام مغلفة بالأخلاق والأصول. فهي رواية في منطقة خاصة عزيزة بحق. 
"عمارة آل داوود" رواية قد تكون ليست الافضل في سلسلة "مروي جوهر" ولكنها الأكثر تأثيرا.
مروة طلعت
١٦ / ٩ / ٢٠٢١
#عايمة_في_بحر_الكتب



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خماراويه

السلطانة شجر الدر 6

نشأة محمد علي باشا