رواية زنوبيا

انتهيت من قراءة رواية "زنوبيا" للكاتبة "د. سالي مجدي" الصادرة عن دار نون في طبعتها الأولي بعدد صفحات ٣٠٥ صفحة.
سبق وأن قرأت للكاتبة رواية "برعاية دراكيولا" التي جعلتني أتنبأ بكاتبة موهوبة ذات خيال وثقل أدبي واضح. وذلك تأكد لي عند قراءة روايتها الأخيرة "زنوبيا". ففي تلك الرواية زاد وضوح موهبة الكاتبة وصقلت أسلوبها الأدبي بمزيد من الابداع والثقل في الكتابة.
رواية "زنوبيا" في تصنيفها هي خليط مابين الرواية التاريخية والمغامرة والغموض الميتافيزيقي. رسمتها الكاتبة بإبداع يقطع الأنفاس بالسرد والحوار بالفصحي المبسطة. 
استطاعت الكاتبة أن تنسج حبكة روايتها حول شخصية تاريخية أسطورية وهي الملكة "زنوبيا" واستغلت تعدد الروايات التاريخية حول نهايتها والغموض الذي به، فأتت بها الي زماننا من خلال لعنة معينة سافرت بها عبر الأزمان. وجعلتنا أمام تساؤل كيف لملكة قوية مثل"زنوبيا" رضخت أمامها الامبراطوريات السحيقة، أن تفعل عندما تجد نفسها في عام ٢٠٢١؟. ليس هذا فقط بل نتيجة اللعنة التي سافرت بها اكتسبت صفات أكثر قوة وأكثر قسوة وخبرة ذكاء. مجرد التفكير في هذا الخاطر لهو مخيف في حد ذاته.
اعجبني دمج الكاتبة في روايتها بين الميثولوجيا الإغريقية المتمثلة في رأس ميدوسا وبين الفترة الرومانية المتمثلة في حقبة حكم الملكة "زنوبيا" لمزيد من الخيال والسحر. 
صنعت الكاتبة مزج جميل وهادف مابين قصة حياة "زنوبيا" الحقيقية وربطها بين حياة "زنوبيا" في عصرنا الحالي. فأعطتنا المعلومة التي تجعلنا نزن شخصية "زنوبيا" ونعرف مقدارها لمزيد من التوجس من توجهاتها في زمننا.
شخصيات الرواية الرئيسية تتلخص في "أميرة" و "إياد". "أميرة" الدكتورة وباحثة الآثار المتميزة الذكية والناجحة جدا في عملها، من يقدر شخصها ونبوغها كل من تعمل معهم حتي أنها الوحيدة التي استطاعت أن تكشف لغز "زنوبيا"، ماعدا زوجها عقبتها الوحيدة ومآساتها الدفينة. "إياد" الظابط الذكي المجتهد الذي يستطيع بتعاونه مع "أميرة" في حل القضية، هو أيضا له مآساته العائلية الخاصة. وكإن "أميرة" و "إياد" ماهم الا صور أخري من شخصية "زنوبيا" نفسها. وكما قال القائل لا يفل الحديد إلا الحديد.
استطاعت الكاتبة رسم حياة لكل شخصية لها أبعاد حتي ولو كانت شخصية إحدي الضحايا. فلكل شخصية بالرواية هدف معين وليست شخصيات عابرة حتي وان صغر حجم وجودها. فكانت تلك الرواية كمثال لحياة نابضة بين دفتي كتاب.
النهاية جاءت متوقعة وفي نفس الوقت غير تقليدية فهي نهاية مفتوحة مغلقة في نفس الوقت. أرضت الكثير من رغبة القراء في الانتقام.
حقيقي ابهرتني كثيرا رواية "زنوبيا" المليئة بكم من المشاعر الإنسانية والخيال البديع والمغامرة الشائقة. تصلح لفيلم سينمائي. 
مروة طلعت
٤ / ٩ / ٢٠٢١
#عايمة_في_بحر_الكتب
 
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خماراويه

السلطانة شجر الدر 6

نشأة محمد علي باشا