الحجاج بن يوسف الثقفي الحلقة الرابعة
ظهر الخوارج من أيام خلافة الامام "علي بن أبي طالب" كرم الله وجهه، والحوارج ده لقب أطلق علي المجموعة اللي ﺧﺮجت ﻋﻠﻲ اﻻﻣﺎم "علي بن أبي طالب"، وﻫﻢ اﻟﻤﺘﻤﺮدﻳﻦ ﻋﻠﻲ ﻃﺎﻋﺔ اﻹﻣﺎم دون ان ﻳﻌﺘﻨﻘﻮا ﻣﺬﻫﺒﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ او ﻳﻜﻮن ﻟﻬﻢ رأي ﺧﺎص ﺑﻬﻢ ،خالف تعرف يعني، ﻟﻜﻦ بعد كده بقي اﻻﺳﻢ ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﻬﺎ ورأﻳﻬﺎ، اﻟﻤﻬﻢ أن اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ دي عملت ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﺘﻨﺔ كبيرة وﻜﻔروا ﻛﻞ اللي منضمش ليهم ومش معاهم حتي ولو ﻛﺎن ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺳﻠﺒي أو ﻣﺤﺎﻳﺪ. طبعا الكلام ده تحسه مش جديد، الخوارج ليهم أنواع وأشكال وأسماء مختلفة علي مر العصور بس المبدأ واحد. ورغم كده اتميزوا ﺑﺎﻟﺠﺮأة واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ اﻟﻨﺎدرة، لدرجة انهم ﻳﺘﺼﺪون ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺎرﺑﻬﻢ ﺑﻌﻨﻒ وﺷﺮاﺳﺔ لأنهم بيقاتلوا وهم مقتنعين تمام الاقتناع انهم علي حق واي حد غيرهم علي باطل. فأشد أنواع الحروب هي اللي بيبقي أساسها عقيدة والأخطر لما يكون تعصب باطل. وفضلت الحرب بينهم وبين الامام "علي بن أبي طالب"، واستمرت حروبهم مع الخلفاء الأمويين كلهم، لدرجة انهم قالوا ان الخلافة استنفدت خزائنها ومواردها في حروبها مع الخوارج وبرده مقدروش عليهم.
وصلنا في الجزء اللي فات لما "الحجاج" فرض سيطرته علي العراق وأخد أول مهمة ليه وهي القضاء علي التمرد اللي مسببه الخوارج في البصرة. وكان زعيم الخوارج "شبيب الشيباني"، اللي كان من أكبر الثائرين على بني أمية،في عام 76هـجرية. بعت "الحجاج" جيش بقيادة "زائدة بن قتامة" لمحاربة "شبيب الشيباني". وانهزم جيش "الحجاج" قصاد جيش الخوارج. وقتل "شبيب الشيباني" الآلاف من جيش "الحجاج".
"شبيب الشيباني" زعيم الخوارج كان لايقل عن "الحجاج" في شئ. كان ﺟﺮيء ﻻﻳﻌﺮف اﻟﺨﻮف، ﺷﺪﻳﺪ ﻻﻳﻌﺮف اﻟﻠﻴﻦ، ﻳﺪاﻓﻊ ﻋم معتقداته دﻓﺎﻋ الي اﻟﻤﻮت، وﻣﺘﻌﻄﺸ ﻟﻠﺪﻣﺎء. والطريف بقي أن كان له زوجة اسمها "غزالة" كانت نسخة من زوجها، شيفاه المثل الأعلي وماشية علي دربه وهي مغمضة، وكانت محاربة ملهاش مثيل، تنزل معاه المعارك وتحارب بكل جبروت وقسوة. مكنتش بتحارب عن فكر ولا بتدافع عن دين، كانت بتحارب وﻫﻲ مقتنعة ان اللي عكس رأﻳﻬﺎ أو ﻳﺨﺎﻟﻒ رأي اﻟﺨﻮارج ﻣﺼﻴﺮه اﻟﻤﻮت.
بعد انتصار الخوارج علي جيش "الحجاج"، اخد "الحجاج" سنة بيلملم فيها جيشه وعداته وعدته، عشان يقدر يرجع يكرر الجرة تاني خصوصا ان شكله بقي وحش أوي. "الحجاج"بهيلمانه وجبروته وسطوته اللي سجد أهل العراق بدخلته عليهم في الكوفة ب 17 جندي. يجي "شبيب" يعلم عليه كدة.
المهم بقي ست "غزالة" تسكت كده من غير ماتتشفي ده يبقي عيب والله. راحت في يوم وقعدت جنب جوزها كده وقالتله أنا ندرت ندر وعاوزة أوفيه. بصلها "شبيب" كده وقال لا ادام ندر لازم يتوفي قولي. قالتله ندر أني أصلي ركعتين في مسجد الكوفة اقرأ في الركعة الأولي سورة البقرة وفي الركعة التانية سورة آل عمران.
لحظة واحدة بس كده نفهم، الست "غزالة" عاوزة تصلي في مسجد الكوفة اللي هي عاصمة حكم "الحجاج". ونفس ذات المسجد اللي خطب فيه "الحجاج" خطبته الأسطورية اللي كهرب بيها أهل العراق كلهم. يعني الست قاصدة تقولهم اللي حصل هنا ولا ليه لازمة وان "الحجاج" ده فشنك. لا وشوف يا مؤمن دي عاوزة تقرا في الركعتين سورة البقرة وسورة آل عمران اللي هم أكبر سورتين في القرآن. يعني مش ركعتين ونجري لا دي هتقعد براحتها خالص. صحيح ان كيدهن عظيم.
زوجها "شبيب الشيباني" عجبته الفكرة وعينيه لمعت كده وقالها بس كدة انتي تؤمري. وفعلا حضر "شبيب" جيشه وزحفوا علي الكوفة وقتل كل اللي يعترضه من جنود "الحجاج" لحد ما وصل الكوفة، ودخلت "غزالة" مسجد الكوفة صلت الركعتين وجيش زوجها "شبيب" محاوط المسجد، لحد ما خدت كفايتها في الركعتين وخرجت ورجعوا تاني مكانهم.
بصراحة أول مرة "الحجاج" يصعب عليا شكله بقي وحش اوي. بس كان من العقل والحكمة أنه صبر لأنه فعلا مكنش يقدر في الوقت ده يواجه كان ممكن يخسر الكوفة خالص. بعد سنة بعت "الحجاج" جيش تاني يحارب الخوارج وكان على رأسه "عتاب بن ورقاء الرباحي" و"أبو الورد البصري"، فاقتتلوا مع "شبيب الشيباني"، وقتلهم كلهم. ولتاني مرة يهزم "الحجاج" قصاد "شبيب الشيباني".
وفي المرة التالتة قالك "الحجاج" مبدهاش بقي، وراح مقوم جيش قاده بنفسه واتجه بيه لمحاربة جيش الخوارج. وكانت معركة شديدة جدا خسر فيها الطرفين أعداد كبيرة من الجيشين. وفي المعركة شاف "الحجاج" بنفسه شجاعة وبسالة واقدام جيش الخوارج في الحرب ومن ضمنهم "غزالة" زوجة "شبيب" اللي قتلت بنفسها عدد كبير من جنوده، لدرجة انها طالبت مبارزة "الحجاج" شخصيا لكن هو رفض. فكتب "ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﻗﺤﻄﺎن" فيه قصيدة بيتريق علي الموقف ده وقال فيها:
تعليقات
إرسال تعليق