خاين بك
واتقبض على آخر ملوك المماليك "طومان باى" الراجل الجدع اللي دافع عن مصر لاخر لحظه ضد الغزو العثماني٬ وكانت نهايته مشنوق علي باب زويلة وسط دموع المصريين وقهرتهم، ويصبح "خاين بك" أول حاكم على مصر في العصر العثماني مكافأة له على خيانته، ليُطلق عليه المصريون لقب «خاين بك»، وكما هو متوقع كان اول من أطلق عليه لقب "خاين" هو السلطان العثماني سليم الأول ذات نفسه.
وكره المصريين "خاين بك"٬ وحكي ابن اياس في كتابه بدائع الزهور انه { كان يبات يسكر طول الليل ويصبح في خبال السكر يحكم بين الناس بما يقتضيه عقله ولم يظهر العدل في محاكماته قط منذ ان ولي علي مصر}.
وفضل كاتم علي نفس المصريين ٥ سنين و ۳ شهور. فيهم تفنن في قهر وتعذيب المصريين٬ لدرجه انه اخترع وسيلة اعدام جديدة وسماها شك الباذنجان. وهي عبارة عن خوزقه المحكوم عليه بس بالعرض من عند الضلوع ويسيبوه متعلق بالشكل ده يتعذب لحد الموت. وساعات يأمر بتوسيط المحكوم عليه بالاعدام وده يعني قطعه نصين بالسيف. ومفلتش من احكامه دي لا كبير ولا صغير ولا راجل ولا ست ولا حتي طفل. ودي كانت بداية الحكم العثماني٬ لمصر بداية كلها تفاؤل.
ولكن "ان ربك لبالمرصاد"٬ كان نهاية "خاين بك" الشلل التام وزاد عليه الامراض اللي ملقاش ليها الاطباء علاج. ويقول ابن إياس في كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور، {إنه عندما اشتد المرض به لزم الفراش وأُصيب بالشلل التام، وأصابته 3 أمراض حتى أن الأطباء احتاروا في علاجه}.
وظن الوالي الخاين أن إنفاقه لماله سيشفيه، فلجأ للتصدق على الأطفال في الكتاتيب بالفضة عشان يدعوا له بالشفاء، ويضيف ابن إياس "كان يشتري الدعاء بماله".
ولما اشتد بيه المرض أعتق جواريه ومماليكه، وأفرج عن كل اللي سجنهم ظلم، ووزع الحبوب والغلال على المحتاجين والفقراء، وأخرج 10 آلاف أردب قمح للتوزيع، وبنى مسجده اللي في باب الوزير في الدرب الاحمر.
ويقول ابن إياس {لم ير الناس أحسن من هذه الأيام في عهده، فجاد على الناس وبر الفقراء، ولم يعرف الله إلا وهو تحت المرض}.
وعشان نيته وعمله الاسود اخطأ المهنسين في حساب قبلة المسجد واتبنت غلط فجت من عند ربنا عشان يفضل الجامع بتاعه مهجور وميتصلاش فيه من ساعة ما اتبني من اكتر من ٥۰۰ سنة
ولما مات سنة ۱٥۲۲م٬ محدش من المصريين رضي يصلي عليه ولا يقروله الفاتحة٬ واندفن في ضريحه اللي بناه في الجامع بتاعه المهجور. منابوش غير كل ما حد يمر جنب ضريحه يتف عليه ويدعي عليه الخاين.
مروة طلعت
۱۱ / ٧ / ۲۰۲۱
#عايمة_في_بحر_الكتب
تعليقات
إرسال تعليق