الضرة مرة ولو كانت جرة

 لكل زوج مقبل علي الزواج الثاني، خليك معانا هنا لحظه، واسمع واتعظ، احنا ميهمناش حاجة الا مصلحتك. تعالي كده، قعدت.. تمام.

حكوا زمان ان كان فيه ست طيبة متجوزة بقالها سنين وربنا ما رزقهاش بالذرية، ولما شافت جوزها حزين ونفسه في طفل، راحتله وقالتله بكل طيبة وكسرة نفس روح اتجوز اللي تقدر تجيبلك الابن اللي نفسك فيه، وعشان هي ست طيبة جوزها رفض عشان عشرتها الحلوة وميكسرش بخاطرها، لكن الست فضلت تزن وتلح عليه عشان عاوزه تفرحه، لحد مافي يوم وافق بشرط يدور علي عروسة غريبة عن بلدهم ومن بلد بعيدة عنهم، فوافقت مراته وخرج زوجها يدور علي العروسة المناسبة. لكن الزوج كان قاصد يعلم زوجته درس ويعلم كل الازواج برده. راح جايب جرة ميه _ زير يعني _ وملبسه فستان وطرحه وعمل انها هي دي عروسته. 

ورجع الراجل الطيب بالجرة علي البيت بالليل ودخل بيه أوده تانية، وهي فهمت انه خلاص اتجوزت. جه الصبح الراجل خرج علي شغله ورجع اخر اليوم، لقي مراته قاعده قصاد الباب بتعيط بحرقة. مالك ياستي فيه ايه حصل؟ قالتله مراتك الجديدة اتخانقت معايا وضربتني. قالها متزعليش انا هربيها، وراح جايب الشومة ودخل الاوده ونزل ع الجرة قصادها فكسرها حتت. مراه شافت كده وفهمت الخدعة اتكسفت وبصت في الأرض وقالتله "الضرة مرة ولو كانت جرة".

ومش بس كده يا مؤمن، ده نكد الضراير قادر يجيب أجل الراجل ويمتد مفعوله لما بعد موته، لحد ما ربنا يشيل واحدة من قصاد التانية. وهو ده اللي حصل بين "خوشيار هانم قادين" و " ألفت هانم قادين". أشهر ضرتين في العصر الحديث. ومعني كلمة "قادين" هي الجارية اللي تزوجت السلطان.

الضرتين الحلوين دول كانوا من ضمن 6 كانوا حريم "أبراهيم باشا بن محمد علي باشا"، زوجاته وما ملكت ايمانه، والاتنين دول كان بينهم ما صنع الحداد، و"ابراهيم باشا" مؤسس الجيش المصري أصلا مكنش فاضيلهم ولو شافوه يبقي خير وبركه. ورغم كده كان بينهم نار ودمار.

"خوشيار هانم قادين" هي أم الخديوي "أسماعيل". "ألفت هانم قادين" هي أم الأمير "مصطفي فاضل" أخو الخديوي "أسماعيل" طبعا. لما مات "أبراهيم باشا" سنة 1848م وعلي حسب فرمان الوالي العثماني بتولي الحكم لأكبر ذكور عائلة "محمد علي باشا". جاء بعده ابن اخيه "عباس حلمي الأول" ثم "محمد سعيد باشا" _ اللي مضي علي حفر قناة السويس _ وبعده رجع الحكم لابن "أبراهيم باشا" وهو "الخديوي اسماعيل"سنة 1863م، ابن مين... ايوه الله ينور عليك ابن "خوشيار هانم قادين" _ يسرا في مسلسل سراي عابدين _ وطبعا النار ولعت في قلب "ألفت هانم قادين".

"الخديوي اسماعيل" كان بار بأمه وبيحب اوي مظاهر الفخفخة وحول القاهرة لقطعة من أوروبا ولبس مصر كلها في الديون. وعشان "خوشيار هانم" تكيد العزال، راحت قايلة لابنها "الخديوي اسماعيل" قصر الزعفران ده انا زهقت منه يرضيك ام الخديوي تقعد في قصر اي كلام كده. وعشان يراضي امه راح بانيلها قصرين واحد في العباسية عشان الجو فيه مناسب لأزماتها الصحية والتاني هلي الكورنيش في جاردن سيتي وسماه قصر الوالدة باشا لزوم حفلاتها وقعدتها. يلا ماهي ظاطت بقي.

وعشان تلعب اللعبة صح قالت للخديوي ابقي ادي قصر الزعفران لاخوك "مصطفي فاضل" أخوك برده ياجدع. وطبعا الحنينة قاصدة تقول ل "ألفت هانم" خدي اللي برميه. "ألفت هانم" وابنها الامير "مصطفي فاضل" مكانوش قليلين بالعكس ده الامير كان عنده فلوس زي الرز وأملاك وأطيان تسد عين الشمس، بس "ألفت هانم حبت ترد القلم ل "خوشيار هانم". راحت رايحة لقصر الزعفرانة قعدت فيه فعلا بس رمت كل عفش "خوشيار هانم" في الشارع _ رزق تجار الانتيكات برده _ وراحت فرشت القصر كله من أول وجديد، وكلفته 15 ألف جنيه، يعملولهم 15 مليون دلوقتي.

"خوشيار هانم" انكادت وراحت حالفة عظيم تلاتة لتنكد عليها، راحت بما أنها المالكة الاصلية لقصر الزعفران متبرعه بالقصر للجيش بكل مافيه بالعفش ابو 15 ألف جنيه ويلا بقي. "ألفت هانم" تسكت، دول ستات قادرة، خرجت بكل هدوء من قصر الزعفران عشان تستعد للجولة التانية.

صحيت "خوشيار هانم" في يوم علي خبر بناء الأمير "مصطفي فاضل" قصر لأمه "ألفت هانم"  أكبر واجمل واعظم من قصر الوالدة باشا، ومش بس كده "ألفت هانم" شافت جنب القصر جامع صغير كده اسمه "جامع بشتك الناصري" راحت مجدداه وموسعاه وسمته "مسجد الأمير مصطفي فاضل".

الخديوي اسماعيل راح يزور امه "خوشيار هانم" لقاها ياعيني معصبة راسها ودماغها طايرة وهتجنن من ضرتها واللي عملته فيها. 

الخديوي اسماعيل قالها متخافيش وراكي رجاله انا هديها الضربة القاضية، وراح طاير علي "السلطان عبد العزيز" السلطان العثماني، ورشوة من هنا علي خدمة من هنا علي هدية من هناك علي صفقة من هناك برده، راح مديله فرمان بتولي الحكم لأكبر أبناء اسماعيل ذات نفسه مش ابناء محمد علي عموما. وبكده خدت "ألفت هانم" الضربة القاضية فعلا بعد ما طار ابنها الامير "مصطفي فاضل" من ولاية العهد.

من قهرة الامير "مصطفي فاضل" وامه "ألفت هانم" اخدوا بعض وسافروا أوروبا وسابوا مصر ل "خوشيار هانم" تشبع بيها، تسكت بقي "خوشيار" وتهدي، ابدا. قالتلك اللي متتسماش "ألفت" بنت جامع بيحكوا ويتحاكوا بيه فانا لازم ابني جامع يبقي حكاية كل العصور. وفعلا راحت علي ميدان الرميلة _ ميدان القلعة حاليا _ وبنت افخم مسجد في البلد كلها وكان "مسجد الرفاعي" واللي اندفن فيه الخديوي اسماعيل وزوجاته وابنائه.

ودي كانت العبرة من نكد ونفسنة الضراير. "الضرة مرة ولو كانت جرة".

مروه طلعت

7 / 6 / 2021

#عايمة_في_بحر_الكتب



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خماراويه

السلطانة شجر الدر 6

نشأة محمد علي باشا