واللي بيخاااااف يطلع بره ‏😂😂

انتهيت من قراءة رواية "جمعية قتل الرجال" للدكتورة "مني حارس" الصادرة عن دار نون في طبعتها الأولي بعدد صفحات 153 صفحة.

لأول مرة اقف عاجزة أمام ريفيو ولا ادري ماذا اقول فيه!!. مازالت اثار الصدمة متحكمة في انفعالاتي. تري ماذا قرأت بالظبط؟!. 

علي الوجه التعريفي للرواية فهي تنتمي الي أدب الرعب، الرعب المعوي علي نحو أدق، أي ذلك الرعب الذي ينتمي إلي افلام saw وغيرها من الأفلام السادية، فهناك الكثير جدا من الدماء والأطراف المبتورة والاعضاء المحروقة وأكلة لحوم البشر. حقيقي الكاتبة لم تحرمنا من تشكيلة سادية علي أعلي مستوي.

وعلي الوجه الاخر _ وياللغرابة _ فالرواية ممتازة جدا من حيث الأسلوب ومتماسكة الأركان الكتابية، فالكاتبة لديها مهارة جذب شغف القارئ، ولديها القدرة في القضاء علي الملل فهي ترفع شعار " مع مني حارس مش هقدر تغمض عينيك". 

الرواية بها خليط من العديد من الثيمات المتجانسة مع بعضها، فهناك الرعب المعوي تداخل مع رعب الاشباح تداخل مع الرعب النفسي تدخل مع مغامرة شعرت وكأنها من مغامرات المغامرين الخمسة.

في جزء الرعب النفسي هناك بطلة الرواية الفتاة الريفية "إنصاف" التي عاشت في وسط بيئة جاهلية من التسلط والتجبر والعنصرية والعنف والرفض ضد الإناث، لا لشئ سوي إنهن إناث الحائط المائل الذي يعلق عليه أخطاء الآخرين، كبرت وليس من أمر نفسها بيدها شيئا، أجبرت علي ترك التعليم وتزوجت بكهل لتربية له أبنائه، كانت أقل من حيوانات الزريبة لديهم، حتي في ولادتها لم تلاقي العناية التي تلاقيها جاموسة الدار أثناء الولادة، مما تسبب في فقدها لرحمها، ويفقدها لطفلتيها علي يد والدهم كما يحدث دائما عند إنجاب الإناث يتم خنقهن حتي لايجلبن العار، لا أدري هنا نحن في بني سويف ام في قريش، معروف أن هناك الكثير من العنف الأسري في كل مكان لكن تصل لخنق المواليد لا اظن، أظنها حركة زائدة من الكاتبة حتي تضعنا في زروة الأحداث وتضع الكثير من التوابل للوصول إلي الكليمكس. والغريب رغم كل ذلك بمجرد ما قررت "إنصاف" الانتقام وتحولت الي المدرعة اشهر سفاحة قتل الرجال في جميع محافظات مصر، وتغيرت الرواية الي الرعب المعوي لم استطع التعاطف معها حيث اسهبت الكاتبة في وصف دقة عمليات القتل والتشريع والتلذذ بالقتل والتعذيب لارواء عطش الانتقام في نفس "إنصاف"، الذي فصلني من الشعور بالتعاطف الي الشعور بالنقص.

في جزء رعب الاشباح والمغامرات، ظهر فريق روحاني بقيادة امرأة مسنة ضريرة، يكتشف أن روح "إنصاف" عادت الي الظهور بعد قتلها بثلاثين عاما، بنفس ساديتها وطرقها البشعة جدا في قتل عرسان في ليلة زفافهم من محافظات مختلفة، ومن خلال تحريات ذكرتني بمغامرات المغامرين الخمسة، توصلوا لشخصية "إنصاف" الحقيقة ومحاولة كسر لعنتها.

لا اخفي سرا أن العريس اليتيم المكافح في دار الايتام الذي قتلته روح "إنصاف" من أكثر القصص في الرواية التي آلمتني جدا لدرجة ابتعادي عن تكملتها يوم كامل. وان دل ذلك دل علي براعة الكاتبة في توصيل الاحساس وجديتها في فرش أبعاد لشخصياتها.

رواية "جمعية قتل الرجال" مؤثرة وجيده للقراءة ليلا واللي بيخاااااااف يطلع بره 😂😂.

مروه طلعت

6/5/2021

@عايمة_في_بحر_الكتب