مبارك لمصر .. واهو كله ماشي

قرأت رواية "البارمان" للروائي المستشار "أشرف العشماوي" في طبعتها الثامنة عشر الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية بعدد صفحات ۲٤٦ صفحة. الرواية حائزة علي جائزة أفضل رواية عربية عام ۲۰۱٤ من الهيئة المصرية العامة للكتاب.
الرواية صادرة في عام ۲۰۱۳ في عز الازمات والتحولات التي حدثت في مصر. حيث ظهرت في تلك الفترة الكثير من الروايات والافلام والمقالات التي تظهر مساوئ النظام السابق من فساد وتمزق في النسيج الوطني٬ وكانت "البارمان" احداهم.
قرأت ل "أشرف العشماوي" رواية بيت القبطية ورواية كلاب الراعي ورواية صالة اورفانيللي. تتميز كتابة "أشرف العشماوي" بالواقعية مع الكثير من الاسقاطات السياسية.
رواية "البارمان"٬ كما هو الواضح من اسمها٬ مسرح أحداثها الرئيسي هو البار او حانة ستيفي. حانة في قلب الزمالك٬ روادها وكل من لهم علاقة بها هم عينات من كل أشكال وشخصيات المجتمع بكل طبقاته. أشكال ووجوه وحكايات وصراعات يغلفها موسيقي الحانة ويربطها الفساد السياسي والاجتماعي والديني. فالأحداث تدور في عام ۲۰۰٥ أثناء تمثيلية الانتخابات الرئاسية٬ كأول انتخابات حرة ووجود مرشحين أمام "مبارك" رغم علم الكل بالفوز الطبيعي ل" مبارك" وعزوف الناس عن المشاركة لعلمهم بالتمثيلية الشكلية٬ فقد كانت دوما "مصر مبارك"٬ فإن كان رب البيت علي الفساد ضاربٌ فشيمة أهل البيت السعار. فالرواية تقوم علي الزيف والغش والخداع والوعود الكاذبة٬ من أكبر شخصية في الدولة حتي أقل الشخصيات في الهرم المجتمعي. 
بداية الرواية كانت مملة بعض الشئ فالوصف لشخصية ستيفي وازدواجية شخصيته وحياته مابين شخصية البارمان ستيفي وشخصية الحاج أنور المنسلخ من ديانته القديمة لمواكبة مركب أيامه وصراعه بين حبه لمريم ابنته وخوفه عليها٬ قد أخذت من الكاتب الكثير الزائد عن الحد. كما أن كثرة الشخصيات وتعددها٬ وأسلوب تداخل الحكايات أدي الي تشويشي وضياعي بين الشخصيات حتي ان بعض سير الاحداث قد أفلت من زمام يدي. الا ان الرواية بدأت تتسارع في وتيرتها عند بلوغ الذروة حتي نهايتها فجذبتني مرة اخري بحماس.
عندما كنت أقرأ الرواية انتابني نفس أحساسي الذي شعرت به عند قراءة رواية "عمارة يعقوبيان"، فكلا من الروايتين كشفت عورات المجتمع المتدين بطبعه والوطني بطبعه والشهم بطبعه والحقاني بطبعه٬ شخصية البارمان ستيفي ذكرتني بشخصية "فؤاد المهندس" في فيلم "خمسة باب"٬ ذلك الرجل الودود صاحب جملة "كله ماشي" الشاهد الصامت والشيطان الأخرس٬ الوحيد الذي يري عفن الناس الحقيقي ولكنه يجمل الموبقات علي حسب المصلحة٬ فهو من يحركهم كعرائس الماريونت تحت تأثير خمره ومعسول الكلام.
رواية "البارمان" جيدة كرواية رابعة ل "أشرف العشماوي" اذ أن ماتلاها كان أقوي وأعمق.
مروه طلعت
۲٥/٥/۲۰۲۱
#عايمة_بحر_الكتب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خماراويه

السلطانة شجر الدر 6

نشأة محمد علي باشا