كلهم يريدوننا بنسختنا السعيدة الظلام لنا وحدنا
انتهيت من قراءة "الناسخ – الانترنت المظلم" للكاتب "أحمد
مسعد" في طبعتها الأولي الصادرة عن دار ابداع بعدد صفحات252 صفحة.
الرواية تنتمي الي أدب الرعب حيث معروف عن الكاتب أنه يكتب قصص الرعب لعدد
من البرامج أشهرها كلام معلمين. وعلي الرغم من صغر سن الكاتب الا انه صاحب موهبة
جيدة مبشرة بالخير في عالم أدب الرعب.
الكتاب يضم روايتين مختلفين " الغراب الأسود" و
"الحصاد" لنفس البطل في فترتين زمنيتين مختلفتين يفصل بينهماعامين، وغير
مرتبتين زمنيا، اي ان الأحدث زمنيا سبقت الأقدم، وذلك تسبب في توقع نهايات بعض
الاشخاص في القصة الاقدم زمنيا فوجودهم في القصة الاحدث يعني انقاذهم في الرواية
الاقدم، وبالتالي ضاع عنصر الساسبينس في بعض مشاهد القصة الأقدم.
الروايتين باللغة العربية الفصحي سردا وحوارا باسلوب سهل ومحنك وبالتالي
ارتقي كثيرا بالمحتوي. مشاهد الساسبينس صادقة حسيا جدا تأخذ القارئ وتضعه في قلب
الاحداث الانفعالية. مشاهد الرعب جرعتها هادئة نوعا ما بمعني ليست صارخة فتشمئز
مثلا ولكنها جرعة كافية للأحداث السريعة.
اختيار البطل الألبينو – عدو الشمس – صاحب اعاقة البكم ولكنه ليس أصم
جديدة، فكرة جيدة حيث بطل غريب وغامض ومييز لأحداث غريبة.
في رأيي الخاص أن الرواية الأولي "الغراب الأسود" أقوي من
الثانية "الحصاد"، من الجائز لأن تم بناء شخصية الناسخ فيها نفسيا واجتماعيا
فجعل القارئ يرتبط بوجوده ككائن حي وليس مجرد شخصية علي ورق، كما كانت التحولات
النفسية في شخصية الناسخ كلما مر بتجربة مرسومة بدقة وعناية، حيث التحول التدريجي من
شخص هادئ منطوي جبان يعاني من التنمر ونابغ في البرمجة والهكر فجعلها عالمه الوحيد
الي مهاجم شرس مر بأبشع التجارب وواجه مخاوفه حتي اصبح مخيف للآخرين.
في رواية "الغراب الاسود" في الجزء الأول بعنوان "الحقد"
لاحظت حكاية أولاد البهواشي" تشبه الي حد كبير الشخصيات الأولية وصراعهم في
رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ وتمثل ذلك في اتحاذ نفس الاسماء بنفس
نوعية الصراع مع اختلاف الكيفية والنهاية. وفي نفس الرواية بالجزء الثاني منها
"الغرور" اضحكني كتابته لاحدي التيمات المشهورة للعراب "د/ أحمد
خالد توفيق، حيث أصبح من الطبيعي مرور لمحة أو أسلوب العراب في قصص الرعب.
رواية "الناسخ" من الروايات المسلية الخفيفة التي تستمتع
بقراءتها اسعدني الحظ بقراءتها.
مروه طلعت
17/2/2021
#عايمة_في_بحر_الكتبِ
تعليقات
إرسال تعليق