هل يوجد قانون يؤمن بخوف امرأة أن تفقد ملاذها؟
انتهيت من قراءة المجموعة القصصية "هي والحياة" للكاتبة "رانيا صلاح عبد الفتاح" في أول اصدارات مبادرة كيانك للنشر والتوزيع ، حيث تضم 8 قصص بعدد صفحات 94 صفحة.
المجموعة عبارة عن القصص المتصلة المنفصلة، حيث تدور حول الشخصية الرئيسية
وهي المحامية "ياسمينا" التي قررت - نتيجة حادثة قديمة تعرضت لها – أن تدافع
عن المرأة المقهورة مجتمعيا واسترداد حقوقها الضائعة. ومن خلال ذلك تعرض الكاتبة
بعض من القصص التي تعرضت لها المحامية في خلال رحلتها وأغلبها تدور حول ظلم
المجتمع الذكوري للمرأة.
تتنوع القصص الدائرة حول نظرة المجتمع للمرأة، ففي القصة الأولي يتهم
المجتمع المرأة دائما في أمور التحرش والاغتصاب فهي دائما الملام الأول وكأن الذكر
حيوان طبيعي أن تسيره غرائزه فلا لوم عليه، ولذلك تخشي الفتيات عادة من البوح
والتستر حتي لا يلقين اللوم والفضيحة حتي أصبحت ظاهرة التحرش في أعلي مستوياتها
مقارنة بالعالم.
القصة الثانية هي حكاية شائعة ومنتشرة بشكل كبير في أغلب الأسر، تلك الصة
لها جانبين فالجانب الأول هو زواج القاصرات المميت والجانب الثاني هو هروب الزوج
من أسرته سواء بالزواج أو الخيانة بحجة أن الزوجة أهملته وأهتمت بالأولاد، والغريب
أن الكاتبة وضعت الذنب علي كليهما، فالزوج من البداية أناني تزوج من أجل متعته
وحده وعزوته وترك مهامه كأب ورب أسرة مسئول علي الأم فأصبحت الأم أب وأم معا حتي
لاتضيع أبنائها في غياب الأب المتعمد، وأقسي مظاهر أنانيته أنه قهر من تحملت وصانت
بيته وعرضه من أجل نزواته، أما لو حمل معها مسئوليته بحق الله بالتأكيد كانت الأم
ظلت المرأة التي حلم بها.
القصة الثالثة هي قصة الثأر وأثره علي تشتت العائلة وظهور الطامعين وخصوصا
لو كان الأبناء اناث علي اعتبار أن ليس لهن قيمة أو وجود أو القدرة علي المطالبة
بحقوقهن فدمهن مستباح في أي وقت وسيجد المشجعون لذلك.
القصة الرابعة تدور أيضا حول الطمع في شكل استحلال الحرمات وقذف المحصنات
والابتزاز بمنتهي الأريحيه لمجرد الحصول علي المال.
القصة الخامسة تعرض حال كثير من الأسر والآباءالذين لايقفوا خلف ابنتهم
لمجرد أنها أنثي فتعيش بلا سند ولا معين، تواجه قسوة الحياة وضياع حقوقها
وكينونتها كانسان وحدها، حتي تتحول الي كائن فاقد لما خلقها الله عليه وهي أنوثتها
ورغم ذلك يظل القهر الأسري والمجتمعي عليها لمجرد أنها أنثي مصير حياتها ليس
بيدها، "العالم لم يخلق سوي لعقول عطبة تؤمن بمعتقدات وعادات لم ولن ترحم
أنثي بل تقيم الحد عليها".
القصة السادسة تدعوا للتفكر في الخالق ويوم العرض عليه فكل نفس بما كسبت
رهينة، فلو ظل الناس علي خشيتهم من الله ماعم الظلم والقهر بهذا الشكل.
القصة السابعة تتعرض الكاتبة لقضية أولاد الشوارع ومسبباتها وما يتعرضون له
من ظلم وعذاب لمجرد خطأ ليس لهم ذنب فيه فهم وجه آخر لأوجه الظلم المجتمعي.
القصة الثامنة تغرد خارج السرب العام للمجموعه فتغزل مشاعر الحب والتضحية.
المجموعة القصصية ممتعة جدا ومقبضة فهي تعري جروح موجودة فيما حولنا،
الكاتبة أسلوب كتابتها جميل جدا وعباراتها رشيقة وأسلوب سردها باللغة العربية
الفصحي بشكل راقي، فهي مشروع كاتبة كبيرة تتحكم في مفردات كتابتها وبنائها للقصة
جيد جدا، ولكني أعيب علي كثرة الأخطاء الاملائية وذلك عيب المراجعة وبالتأكيد ماهو
قادم سيكون أفضل في التدقيق، كما كانت بنط الكتابة صغير جدا.
مروه طلعت
16/12/2020
#عايمة_في_بحر_الكتب
تعليقات
إرسال تعليق