النهاية
انتهيت من قراءة رواية "مقابر الأحياء" للكاتب "ضياء الدين خليفة" الصادرة عن دار ابداع في طبعتها الأولي بعدد صفحات 210 صفحة.
الرواية كما عرفها كاتبها في الغلاف الخلفي عبارة عن "ديستوبيا خيال
علمي تدور في مستقبل قريب تكشف سياسات عالمية خطيرة أدت الي ظهور نظام عالمي جديد
بشروط جديدة". والديستوبيا هي عكس اليوتوبيا التي هي المدينة الفاضلة ومن
خلال تلك النبذة من الكاتب أدركت أنني أمام احدي روايات الخيال العلمي السوداوية
والذي أكد لي نظرتي المبدئية تلك، ماوجدته علي الغلاف الأمامي للرواية أعلي
العنوان بخط أصغر مكتوب ""Grave new world وهو تنويعه علي غرار اسم الرواية الانجليزية الشهيرة "Brave
new world"
للكاتب الكبير "Aldous Huxley". وقد صدق حدسي عند القراءة فالجو العام يشبه جو "Brave
new world"
وكذلك رواية "1984" للكاتب الانجليزي الأشهر
"George Orwell".
الا أن الكاتب أضاف جديد عصرنا المتعلقة بنظريات المؤامرة الماسونية وارتباطهم
ببعث المسيح الدجال.
تدور أحداث الرواية في النصف الثاني من القرن الواحد والعشرين مع التقدم
العلمي والتكنولوجي أصبح من السهل السيطرة علي حياة الأفراد ومصائرهم بعد ماتدخلت
التكنولوجيا حتي داخل الأجساد مما سهل بداية النهاية وجعل العالم كله لعبة سهلة في
يد المسيح الدجال.
هناك اتجاه سائد حديث منذ أن ظهرت رواية "أنتيخريسيوس" للكاتب
"أحمد خالد مصطفي" جعل غالبية كتاب الخيال العلمي يركزون أنظارهم علي
نهاية العالم والمسيح الدجال ورسم صوره بشرية له علي أنه رجل علم ورجل ذو قوة
ونفوذ وسيادة لم يظهر بغته في عالمنا وله حجة واقناع يفهم النفس البشرية وأكبر أداه
في يده للغواية هي الاعلام المزيف والموجه المدعوم بأحدث أساليب علم النفس
وسيكلوجية الجماهير وعلي الرغم من اختلاف الصورة الذهنية القديمة عن تلك الصورة
فمن المرعب أنه تصور منطقي.
علي الرغم من أن فكرة الرواية ليست بالجديدة وفكرة الكبسولات الزمنية
رأيناها في عدد من افلام الخيال العلمي مثل فيلم ""Passengers الا ان
الكاتب أستطاع صنع رواية ذات طابع خاص وجديد فكرة تقسيم البلاد ل 3 فئات تتناوب في
مشروع السبات لحل المشكلة الاقتصادية العالمية كما تضافرت الأحداث المستقبلية
بالحاضر مع بعض الاسقاطات السياسية بكيف تدار البلاد ومنهج قيادة القطيع. الرواية
جميلة وشيقة انتهيت منها في ساعات حيث جذبتني حتي أتممت قراءتها فمن محاسن الرواية
طريقة السرد والحوار بالفصحي – ماعدا لفظ ازعجني في صفحة 48- كما تميز الكاتب
برشاقة تعبيراته وسرعه الأحداث تجعلك تلهث لمعرفة ما الخطوة التالية ومن المساوئ
تدخلات الراوي وتعليقه في وسط السرد كانت تقاطع اندماجي بصورة سيئة.
أكثر شخصية تعلقت بها كانت الجد "يحيي" شعرت أنها الشخصية
الوحيده التي لها أبعاد نفسية وانسانية متمثلة في الحنين الدائم للماضي.
تلك المرة الأولي مع الكاتب "ضياء الدين خليفة" وباذن الله لن
تكون الأخيرة حيث أنبئتني روايته عن كاتب مجتهد يستحق المتابعة.
مروه طلعت
20/11/2020
#عايمة_في_بحر_الكتب
تعليقات
إرسال تعليق