ظل الماسونية والثيلما داخل ظل بابليون

- سبتمبر 11, 2020

انتهيت من قراءة رواية "ظل بابليون" للكاتب " باسم الخشن" في طبعتها الثانية الصادرة عن دار نون للنشر والتوزيع بعدد صفحات 302 صفحة.

ذلك لقائي الثاني مع الكاتب "باسم الخشن" بعد رواية "زراد" وقد سبق وكتبت لها ريفيو.

https://marwatalaa.blogspot.com/2020/07/blog-post_19.html?m=1&fbclid=IwAR2hTt-lCxR40HdRdSr5qwhffS9J-DV54G2Qp03iyQCtRVawVq4ObT-iH_M

رواية "ظل بابليون" هي باكورة أعمال الكاتب وقد كانت بداية مبشرة بالخير فمن الملاحظ من خلال رواياتيه أنه يغرد خارج السرب ويكتب في أنواع مختلفة غير تقليدية علي الساحة الأدبية الحالية. فهو يتميز بالخيال الخصب والأفكار المبدعة.

الرواية مكتوبة باللغة العربية الفصحي بطريقة سهلة القراءة بأسلوب تعدد الراوي أي أن الكاتب جعل أربع أبطال للرواية وكل منهم راوي للأحداث بوجهه نظره الخاصة الا أنه كان ذكيا في عدم تكرار الحدث لأكثر من راوي حتي لا تصل بالقارئ الي الملل فكانت طريقته جاذبة ورتمها سريع. ولكني أعيب عليه أنه جعل نصف الرواية مجرد لفرد الشخصيات والتعرف عليهم دون الدخول في صلب الموضوع فكانت اطالة غير مرغوب فيها جعلت احساسي بموضوع الرواية تبدو وكأنها لم تأخذ حقها في العرض والتوضيح.

يتعرض الكاتب في روايته "للماسونية" وأيضا ديانة "أليستر كراولي" "الثيلما" ويعرض بعض الأفكار عن كلا منهما وبعض المعلومات التي منها صائب ومنها خاطئ فيجعل الحكاية مضفرة بينهما بأسلوب شائق وهناك بعض مشاهد الصراع ومشاهد الطقوس مكتوبة بشكل حرفي تجعل القارئ يقرأ وكأنه يشاهد الحدث أمامه.

يظهر في الرواية مدي تقديس الكاتب لمشاعر الصداقة حتي أنك تشعر أنها أسمي وأهم من المشاعر الأسرية. فكل من الأصدقاء الأربعة هو نتاج تفكك أسري ووجدوا في أصدقائهم الملاذ بعدما اختاروا البعد عن الأهل سواء مكانيا أو وجدانيا وكأنها أمور طبيعية في المجتمع أن يكون الصديق أوفي وأحن وأخلص من الأب أو الأم.

نقابل في الرواية شخصية "غسان" طالب الطب وطالب المعرفة الذي أراد أن يقترب حتي أحترق كما في أسطورة "ايكاروس" دفع حياته ثمنا للمعرفة. صديقه"عمر" الشاب الفاقد للشغف الخجول التائه الذي لايعرف ما يريده حتي يجد نفسه في حبه ل"نيرمين" ولا يوجد له تقييم في الرواية سوي أنه الصديق الوفي لصديقه "غسان" حتي مسئوليته في رعاية أخيه الصغير أو ادارة أموال وشركات أمه رماها علي كاهل الآخرين. حبيبته "نيرمين" هي الآخري صورة من "عمر" تائهة باهتة ليس لها اعراب في الرواية سوي أن صديقتها "نادين" أخذت هويتها وسبب وجودها. "نادين" يمكن هي الشخصية الوحيدة التي لها بعد نفسي فهي الشخصية الضحية لقسوة أب عاشت عمرها كله مستكينة ومظلومة وعندما أتتها الفرصة للتمرد والانتفاضة من الخنوع تمسكت بها الي أبعد حد حتي ولو كان ذلك علي حساب صديقتها أو حياة صديقها.