لوكاندة بير الوطاويط وأفتح أنا نادية بين كفتي ميزان
بعد انتهائي من قراءة "لوكاندة بير الوطاويط" ل "أحمد مراد" صادفت الحديث الدائر حول التشابه بينها وبين رواية "أفتح أنا نادية" ل "تامر عطوة" في البداية اندهشت فكلا العملين له خط سير مختلف في الاحداث وطريقة السرد والجو العام للحبكة الرئيسية فكما ذكرت في ريفيو "لوكاندة بير الوطاويط" سابقا أن الكاتب استوحي الاحداث من روايات "شيرلوك هولمز وأجاثا كريستي" حتي أنه ضبط الاحداث الزمنية مع وقت تلك القصص تقريبا لسهولة الكتابة والاقتباس أما أنه اقتبس من رواية "أفتح أنا نادية" فلم تخطر في بالي وقت قراءتها.
https://marwatalaa.blogspot.com/2020/08/blog-post_21.html?m=1
وعندها بدأت أراجع رواية
"أفتح أنا نادية" فوجدت بعض النقاط او الافكار المتواجدة في كلا العملين
لا استطيع القول انها متشابهه ولكن يمكن القول انها توارد افكار او ربما تأثر.
https://marwatalaa.blogspot.com/2020/07/blog-post_3.html?m=1
في البداية رواية "افتح انا نادية" ل "تامر عطوة" صدرت
في نهاية عام 2019 ورواية "لوكاندة بير الوطاويط" ل "أحمد
مراد" صدرت من شهر تقريبا في 2020.
رواية "تامر عطوة" طابعها اجتماعي ويتخللها أحداث رعب كطبيعة كتاباته في
تسعينات القرن العشرين أما رواية "أحمد مراد" فهي رواية بوليسية تاريخية
في منتصف القرن التاسع عشر.
حتي هنا كلا من العملين بعيدين في فكرتهما تمام البعد عن بعضهما. الرابط
بينهما يظهر في مكان الاحداث فكلا منهما مكان سكنهما كان حي السيدة زينب وهذا
سنعده مجرد توارد أفكار في اختيار المنطقة أو ربما الصدفة البحتة ولكن المنطقة
خدمت رواية "نادية" اكثر وسير أحداثها عن "بير الوطاويط" التي
لم يفرق فيها المكان فأي مكان أخر كان سيؤدي الغرض كما أن الراوي هو الشخصية
الرئيسية بنفسها متمثلة في "تامر عطوة" بشخصيته داخل الرواية في
"نادية" وعلي الجانب الآخر "سليمان السيوفي"في "بير
الوطاويط" كما أن كلا العملين عبارة عن مذكرات لبطل الرواية ولكن شتان بين
طريقة بناء المذكرات بين العملين فعند المقارنة بين طريقة غزل الرواية وحبكتها
بينهما فسترجح كفة "نادية" بالتأكيد.
ملمح أخر وهو التشابه في رسم شخصية "نادية" و "قشطة"
في "بير الوطاويط".
"نادية" كانت روح لسيدة قتيلة تظهر للبطل في شكل قطة شيرازية وعندما
يظهر طيف السيدة يظهر لها ذيل وشوارب قطة كما تم رسمها علي غلاف "أفتح أنا
نادية".
"قشطة" هي جارية أفريقية أشتراها البطل ويكتشف أن لها عيب خلقي وهو ذيل
وقبل أن يشتريها كانت تظهر له قطة سوداء وأكتشف فيما بعد أنها روح أختها القتيلة
التي كانت لها ذيل أيضا. فهل هنا نستطيع القول أنه مجرد توارد الافكار أم أنه تأثر
"مراد" بفكرة "عطوة".
نقطة أخري في مشهد جلسة تحضير الأرواح كلا المشهدين مختلفين في حكايتهما
وحبكتهما والغرض منهما ونهايته لكن وجود هذا المشهد في رواية "نادية"
طبيعي فهي رواية رعب أما وجودها في رواية "بير الوطاويط" غريب ومقحم الهدف
منها الاثارة ليس أكثر.
كما أن الروح الصوفية المتمثلة في الحلقات والموالد وشخصية
"عنتر" في "بير الوطاويط" رغم أنه كائن غير مفهوم ماهيته
تتشابه مع حلقات الصوفية والموالد المتواجدة في "نادية" كشخصية الرجل
الصعيدي المتصوف.
وتتشابه الروايتين في استعمال الالفاظ والامثال الشعبية باللهجة العامية الشعبية.
أما اذا قارنا بين الروايتين فنيا وكحبكة وبناء درامي فتأتي "أفتح أنا
نادية" في المقدمة عن "لوكاندة بير الوطاويط" فالاولي مبنية كرواية
لها أسلوب تجذب القارئ وتعيش ِفي أحداثها مابين الحاضر والفلاش باك في تناغم أما
الثانية فيها الكثير من التفكك والملل في السرد مما ساعد علي ضياع العنصر التشويقي
للاحداث مع الكثير من المشاهد الغامضة والتفسيرات عسيرة الفهم.
في النهاية هل "أحمد مراد" قرأ رواية "أفتح أنا نادية" ل "تامر عطوة" أثناء كتابته "لوكاندة بير الوطاويط" وتأثر بها ؟ ربما..... ا
مروه طلعت
23/8/2020
#عايمة_في_بحر_الكتب
تعليقات
إرسال تعليق