شعر مهجور

نظرت لنفسها في المرآة رأت امرأة منطفأة العينين مبعثرة الثياب والشعر وقد خطه بعض الخصلات من الشيب علي وجه طفلة وجسم امرأة في منتصف العقد الرابع من عمرها وروحها تحمل ضعف عمرها تعاني الكثير من الامراض كلها نفسية وليست عضوية وعلي الرغم من بقايا المرأة التي تنظر اليها الا أن لازال لديها قلب ينبض يشعر ويتألم قلب طفل مشاغب رغم كسراته الا أنه مازال مقتنع بالأمل والحب والوفاء والعطاء.

نظرت وأطالت ثم تنهدت فقد جاء ميعاد التمرد شبه السنوي وقررت التغيير وفي خاطرها هو. بحثت في مواقع التواصل الاجتماعي عن احدث مراكز التجميل وفي نفس الوقت بسعر معقول نظرا لميزانيتها الضعيفة من جراء ادخارها السنوي حتي عثرت علي ضالتها وتم تحديد الميعاد وانطلقت تحصي المبلغ المتبقي معها وترتب كيفية الذهاب فهي تخشي الاماكن البعيده والمضحك لاتحب الخروج بمفردها رغم وحدتها طوال عمرها فقلبها لايزال يقنعها بالأمل في الصحبة يوم ما.

جاء اليوم الموعود يوم التغيير وتجدد احساس الأنوثة لديها بعد ردمه لمدة طويلة. ذهبت وتركته في المنزل وهي تمني نفسها بدقائق من الابتسامة منه عند عودتها بعد التغيير.

جلست علي كرسي مركز التجميل وسلمت رأسها لتغيير لون الشعر وللمقص حتي يعطي شعرها طلة جديدة وحيوية لأنوثتها. سرحت في جلستها وتخيلت كيف يكون اللقاء فعلاقاتهما أصابها الكثير من الفتور علي الرغم من قصة حبهما التي تكللت بالزواج فأبتعدا كثيرا أصبحا غرباء تحت سقف واحد تحولت هي الي رجل مثله تسرسبت انوثتها يوما بعد يوم  هو لا يدرك انها أنثي تحتاج الي الكلمة الطيبة والاهتمام والحنان والامان فهو يري انها بخير تأكل جيدا وتعمل وتنجح في عملها وتلهو بالهاتف علي مواقع التواصل اصبحت كنبات الصبار يحيا بلا ماء علي الأمل. هو يشعر أنه ليس في دائرة اهتماماتها ولكنه كل اهتمامها ولكن جفاف القلب يولد الفتور. أو أنه مل وجودها ووضعها في خانة أم العيال.

جلست تحت يد المصففة وهي تفكر تري ماهي رده فعله بالتأكيد سيتفاجئ ويشعر أنها تفكر به وتربط سعادتها بضحكته ورضاه ستجهز جلسة رومانسية ويجلس معها ويتذكرا أيامهما الخوالي ويتجدد الحوار ويعود المزاح سيسمع لها وتسمع له سيتعاتبا ويتصالحا بالتأكيد فطالما صفحت عنه.

قضت اكثر من نصف يومها في مركز التجميل وعادت طائرة الي المنزل وقد نقص من عمر روحها عقود. قابلته في اطلالتها الجديده وحلتها الجديده وابتسامتها العريضة تنتظر تحقيق أحلامها نظر اليها وعاد بناظره الي كتابه هوت ابتسامتها مع مشاعرها في الحضيض وعندما شعر أنها لم تغادر ككل مره رفع نظره مره أخري وابتدأ وصلة التنمر علي لون شعرها وقصته. انحدرت من قلبها دموع الدم ومادت الأرض بها ثم أعاد خنجره المسموم الي قلبها وسألها عن تفاهتها في تبذير أموالها والبيت أحق بهم.

تركته حتي لاتستمع لأكثر من ذلك الي غرفتها منهاره المشاعر تحمل فوق روحها مزيد من السنين وكسرة جديده لقلبها نظرت للمرآة وجدت نفس المرأة التي رأتها سابقا بأنطفائها ووجع التجربة التي زادتها فتور ووضعتها مع كل التجارب السابقة ولكن قلبها المشاغب سيعود بالأمل فهو لا يقتنع ان الأمل يأتي بالألم.

مروة طلعت

4/7/2020