للكبار فقط

أنتهيت من قراءة رواية "أفتح أنا نادية" للكاتب تامر عطوة في طبعتها الأولي الصادرة عن دار ديير للنشر والتوزيع بعدد صفحات 299 صفحة.

يجب علي الاعتراف أن تامر عطوة من كتابي المفضلين فقد بدأت معه رحلتي منذ رواية "المسكون" التي جعلتني أيقن أني أمام كاتب من نوع خاص علي الرغم من أن تامر يعد من أدباء الرعب وهم كثيرين في وقتنا الحالي وعلي الرغم من أنني تربيت علي أدب الرعب من العراب"د/أحمد خالد توفيق" رحمه الله عليه  وقرأت مئات روايات الرعب العربية والأجنبية الا أن تامر عطوة له نكهه غريبة ومختلفة فأحببت تكرار اللقاء فقرأت له "شقة الهرم وشقة وسط البلد" وأخيرا رواية اليوم "أفتح أنا نادية".

 روايات تامر عطوة لها طقوس خاصة ان كنت من محبي الرعب فقراءتها تكون بعد منتصف الليل في حجرة مغلقة والسكون يعم المكان ولايحبذ المشروبات في يدك لأن من كثرة القيام والقعود والاسترخاء والضحك والصدمة التي تصل لمرحلة شد الشعر بالتأكيد سينقلب الكوب بما فيه.

من يتتبع روايات تامر عطوة يدرك أنها من نوعية البطل الواحد وهذا البطل هو نفسه شخصيته الحقيقية وكل رواية يعرض موقف غريب تعرض له في مرحلة ما من حياته ويبني عليها رواية وتتميز رواياته السابقة التي قرأتها طبعا بكمية كبيرة من الرعب والتشويق أما في رواية "أفتح أنا نادية" الامر فيها مختلف فأنا لا أصنفها رواية رعب فهي رواية اجتماعية غامضة وصادمة تبدأ صدماتها من الغلاف

فالغلاف علي طراز افيشات أفلام التسعينات المرسومة ثم تنظر أعلي الكتاب فتصدم بعبارة"للكبار فقط" ومن وحي الغلاف مع ايحاء العبارة يعطيك انطباع بأنها رواية ثقافية مثلا ولكن ان تخلصت من صدمتك ودققت في الرسمة ستجد المرأة بوجه قطة والبطل علي وجهه قسمات الفزع فيطمئن قلبك قليلا بأنها من النوع المفضل ليس الا وهو الرعب.

يتميز الكاتب بأسلوب سهل وبسيط وخفيف الظل تشعر معه بالألفه وكأنك جالس معه يحكي لك في جلسة ودية ويدمج السرد بالفصحي مع الحوار بالعامية - وعامية تامر عطوة ليست كأي عامية – التي تخطفك وكأنك تشاهد أحداث واقعية أمامك في شارعك أو عمارتك ولكني أعيب عليه كثرة الالفاظ الخادشة.

تتنقل الرواية مابين الازمان من ايام الملكية الي التسعينات وفي احلي المناطق الشعبية الجميلة بطقوسها وأهلها وأجوائها ويعري الكاتب الطبائع البشرية والنفوس المريضة الغير سوية مابين الدجل والسحر والجهل والدعارة و الشذوذ والملاهي الليلية والبلطجة والادمان في المقابل النفوس النقية المليئة بالطيبة والاحسان والرضا والتصوف خلطة من بئر المجتمع الخفي.

 لم أصنف الرواية علي أنها رعب لأن جرعتها خفيفة مقارنة برواياته السابقة ولكنها غامضة تشويقية  صادمة وأيضا اجتماعية أكثر تبين تغيير القوانين والحكومات وتأثيرها علي حياة الناس واتجاهاتهم ويظل جانب الفقر و"الحوجة" هو السائد.

حقيقي استمتعت بقراءتها وكانت من الروايات التي تمنيت ألا تنتهي

تقييم الرواية 8 من 10

مروة طلعت

4/7/2020

#عايمة_في_بحر_الكتب

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خماراويه

السلطانة شجر الدر 6

نشأة محمد علي باشا