كتاب الدم
انتهيت من قراءة رواية "الشيخ الأسود" للكاتب المبدع د/ حسين
السيد في طبعتها الثالثة عشر بعدد صفحات 297 صفحة.
هذا لقائي السادس مع روائع د/ حسين السيد فقد سبق أن قرأت له "نجع
الموتي و الجثة الخامسة بجزءيها والحاكم بأمر الله وقربان بشري وأخيرا روايتنا
الشيخ الأسود" يتميز الكاتب بامتلاكه حرفية الكتابة باللغة العربية الفصحي
السليمة سردا وحوارا بأسلوب راقي وسهل وجاذب للقارئ كما يتميز باهتمامه بالجانب
النفسي للشخصيات وبالتحديد لبطل الرواية "عماد" المهندس الشاب العاشق صاحب
الاحلام والطموحات والذي يواجه فاجعه تعصف بحياته وأحلامه وهو لا يدري عن أسبابها
شيئا ولا يجد لها حلا أو حتي امكانية الهروب منها فينسج الكاتب نفسيته في لحظات
التحول ببراعه ما بين السعادة الاولية والاستقرار الي الصدمة وتتحول الي الخوف
والذعر الي الانهيار يليها العذاب حتي وصوله لمرحلة تحوله الي شئ وكل ذلك ماهو الا
درجات تبريرية لتفهم أسباب قراره الاخير.
يتجدد اللقاء مع دكتور محمد شاهين الشخصية الأثيرة والمتواجده في أغلب
روايات الكاتب والتي تتشابه جزئيا مع شخصية الطبيب النفسي صديق رفعت اسماعيل في ما
وراء الطبيعه -أو هذا ما شعرت به- ويربط الكاتب دائما مابين رواياته كتسلسل زمني
وشخصيات متصلة كما فعل مع ضابط نجع الموتي الذي تكرر ظهوره في الجثة الخامسه وهاهو
يأتي ذكر رومية ورواية الجثة الخامسة في احداث الشيخ الأسود فكانت حرفية ذكية من
الكاتب لتشويق قارئه الجديد لمتابعه باقي أعماله وقد نجحت معي غالبا.
أعجبتني فكرة الرواية وأسلوب الفصول المتباعده زمنيا كنوع من الفلاش باك ووقفات
الفصول الاحترافية مابين الصدمة والدهشة حتي تجبر القارئ علي مواصلة القراءة وعدم
الشعور بالملل.
مشاهد الرعب عبقرية كالعادة تجعلك تتوحد مع الحدث وكأنك وسطهم وتشعر بذعرهم وتفر
مع الفارين.
استخدم الكاتب تيمة لعنة الأجداد التي يتوارثها الأبناء والأحفاد وهي تيمة
واسعه يستطيع المؤلفون أن ينهلوا منها والكاتب الشاطر مثل د/ حسين لديه الامكانية
التي تجعل القارئ يشعر أنه موضوع جديد ومبهر.
نأتي الي الجانب الذي لم يعجبني
فالرواية تتحدث عن لعنة شيطانية خارقة لا قبل للبشر بها وكتاب شر مطلق كتبه ابليس
بنفسه ولم يسمع عن ذكره أعتي السحرة أعتقد أن أسلوب التعامل مع الكتاب وطريقه
تسخير مافيه كانت أبسط من حجم شره كما أن علي رغم من عظم الأحداث وارتفاع التوتر
بها وسخونة أحداثها فقد أتت النهاية مخيبة للآمال فشعرت وكأنها قفلة نتيجة تسرع
الي جانب نهاية أنتصار الشر والكل سعيد كيف يندمج الشر مع السعادة والراحة فما
أفهمه أن الشر له نتائجه القاسية وهذا مالم أجده في الختام وكأن الشر سعادة وقوه
لصاحبه دون ثمن.
"الشيخ الأسود" صدرت من خمس سنوات
وعند مقارنتها بآخر أعمال الكاتب "الجثة الخامسة الجزء الثاني" نجد أن "الشيخ
الأسود" أضعف منها نسبيا وعلي الرغم من ذلك تحمل بصمة "حسين السيد"
المتميزة.
تقييم الرواية 7 من 10
مروه طلعت
#عايمة_في_بحر_الكتب
تعليقات
إرسال تعليق