خطوات السامري
أنتهيت من قراءة رواية "الأرقم" للكاتب محمد صاوي في طبعتها
الثالثة الصادرة عن دار نون للنشر والتوزيع بعدد صفحات 327 صفحة.
تلك تجربتي الثانية مع محمد صاوي بعد رواية "بهطيش" وتندرج رواية
"الأرقم" تحت قائمة روايات الرعب ذات الفكر الفلسفي.
في البداية أحب أقول أن الكاتب استطاع كسب انبهاري من بعد رواية بهطيش التي
رأيت فيها بداية كاتب متميز يتمتع بخيال جارف وتلك الانطلاقة هي الأقوي مع الأرقم بكمية
صور ابداعية وخيالات مبهرة وأحداث تخطف الأنفاس. جو الرواية
نفسها وفكرتها نسجها الكاتب باحترافية تجعل القارئ يعيش بداخلها بكل حواسه ما بين
خوف وترقب وتشويق وانبهار.
الكاتب لغته سهلة وبسيطة يجمع بين الفصحي في السرد والعامية في الحوار ولكن
حتي عاميته راقية لدرجة اني لم الحظ انها عامية الا بعد فترة من القراءة وذلك ان
دل علي شئ فيدل علي موهبة الكاتب ورقيه في انتقاء الالفاظ.
فكرة الرواية يغلب عليها الطابع الفلسفي حيث تدور حول النفوس البشرية
ومطامعها وشرورها فتقترب من فكرة "الأخوة الأعداء" مع تغليفها بجانب
الرعب والتشويق. في الرواية نري كيف أن الانسان ظلوم يري نفسه عظيم وجبار وينسي الجبار
ومن أجل غروره يرتكب الفواجع والفواحش ومن أجل تحقيق أطماعه قد يتخلي عن انسانيته وحتي دينه ويتبع خطوات الشيطان بكل سهولة فحينما يقترب الأجل يجزع ويندم واذا زال
الخطر رجع الي ظلمه -مثل ما ألقي بدر أخيه غريب في النهاية- فكان الانسان من اسمه
نسيا يمتلكه حب الملذات والشهوات يغرق في متاع الدنيا
الوهميه وينكر الحقيقة الوحيده وهي الموت وأن لا عظيم الا الله.
دخلة الرواية قوية بمشهد يخطف الانفاس ويستمر الشعور حتي نهاية الرواية
ويتنقل الكاتب بين الشخصيات والاحداث بمنتهي السلاسة وهو متشبث بفضول القارئ
وتحفزه فيخرج من مشهد صادم يدخل الي مشهد اكتر صدمة حتي الغلاف فرتم الاحداث سريع
يجعل القارئ يغوص في قلب الاحداث ويتساءل ما القادم.
الارقم نهايتها مفتوحة وأخر أحداثها مبهمة تستدعي التساؤل مثل قصتي شباب جابر المختلفتين وكنه الارقم ذات نفسه مازال غامض بالطبع كل الاسئلة ستكون لها اجابتها في الجزء الثاني من "الأرقم" الذي أتوقع أن يكون أقوي من الجزء الاول.
وبالنسبة لعنوان المقال نتركه ل
تقييم الرواية 8 ونص من 10
مروه طلعت
27/6/2020
#عايمة_في_بحر_الكتب
تعليقات
إرسال تعليق