ثورتي القرن العشرين و الحادي والعشرين وجهان لعملة واحده في رواية أحمد مراد "1919"
تقييم رواية 1919 لأحمد مراد
أنتهيت من قراءتي لرواية 1919 لأحمد مراد الصادرة عن دار الشروق في طبعتها
الثانية عشر بعدد صفحات 533 صفحة.
الرواية من النوع الذي اسميه تاريخ حاضر أي انها تبحر بنا في زمن ماضي
ولكنه مرسوم في حاضرنا فدائما التاريخ
يكرر نفسه ولكن أفة حارتنا النسيان كما قال نجيب محفوظ.
قرأت لاحمد مراد تراب الماس وفيرتيجو وموسم صيد الغزلان وتلك الرواية
الرابعه لي معه.
احمد مراد دائما أسلوب كتاباته سهلة وبسيطة تناسب القارئ المبتدأ ويهوي
دائما الخلط بين السرد بالفصحي والحوار العامي وتعدد الحوار العامي هنا للكتابة
بلهجات مختلفة علي حسب جنسية الابطال فأعطي روح انك تشاهد فيلم فأحمد مراد كاتب
سيناريو محترف ورواياته ممتازة للافلام السينمائية بحكم دراسته في المعهد العالي
للسينما.
في مقدمة الرواية يسرد الكاتب معلومات تاريخية حول الحقبة الزمية التي
يتحدث عنها وهي ثورة 1919 ودوافعها منذ هوجة عرابي والاحتلال البريطاني لمصر 1882
حتي يضع القارئ في جو البؤرة الزمنية ولكني اراه أسلوب سينمائي وليس روائي فلسنا
في كتاب تاريخ كان من الافضل ان نستخلص الجو الزمني من داخل الاحداث.
الكاتب يعرض لنا ماخلف كواليس الثورة فكلنا درسناها في مدارسنا وشاهدناها
في فيلم بين القصرين ولكنه هنا نري الجانب المظلم للثورة وندخل في نسيج الشخصيات
التي شاركت في الثورة بماضيهم الذي دفعهم للمشاركة في أتون الانتفاضة فيتوحد أحمد
كيرة مع عبد القادر الجن باختلاف مستوياتهم الاجتماعية والفكرية والاخلاقية علي
كراهية الانجليز والرغبة في الانتقام فقد كانت الثورة الصحوة من غفلة وهم اليد
المكتوفة والاستيقاظ علي حقيقة الارادة والحرية.
جعل الكاتب للشخصيتان الرئيسيتان من أسمهما نصيب أحمد كيرة فمعني
"كيره" نافخ الكير وهو الحداد و"من جاور الحداد انكوي بناره"
وأحمد كيره أول من انكوي بالنار.
نار ثأره لابيه البطل الشهيد ونار حبه المكلومونا النكران. وعبد القادر
الجن الشاب المندفع الضارب بكل القيم والاعراف والنصائح بعرض الحائط لايخشي احد
ولايبالي لشئ سوي لاستعادة سمعته والتخلص من عار الخيانة ولنبوت ابيه الفتوة الذي
انكسر.
يعرض الكاتب ايضا هوامش من مرارة القهر للضفاء المطحونين مثل الارمينية
التي هربت من مذبحة الاتراك للارمن في بلادها الي مصر فوجدت نفسها تهرب من الرمضاء
للنار وانذبح شرفها وانسانيتها وياسين الشاب الصعيدي الذي سيق مع رفاقه كالخراف
لخدمة الانجليز واضطراره للتخلي عن انسيانيته وجبلته ونخوته للنجاه بعمره والاهواني
البطل الفدائي الذي اكتشف بعد تضحيته ان بلده طارده لامثاله وانها لاتعلي الا كل
خائن فاسد فحولته الي خائن اخر ودولت الفتاة الصعيدية الجدعة التي ردمها مجتمع
ذكوري كلها شخصيات تفرض عليك الاحساس بالمرارة.
رواية"1919" تجعلك تري الماضي في الحاضر فما اشبه ثورة القرن
العشرين بثورة القرن الحادي والعشرين.
تقييم الرواية 7 من 10
مروه طلعت
21/6/2020
#عايمة_في_بحر_الكتب
تعليقات
إرسال تعليق